حلب / سيبان جان - برفين آمد -عدنان مصطفى
بعد بداية ربيع الشعوب، انتقلت سوريا وغربي كردستان إلى مرحلة جديدة. هذا ما أدى إلى إتاحة فرص وإمكانيات كثيرة للشعب الكردي في غربي كردستان ببناء نظامهم الخاص من الناحية الاجتماعية والثقافية. وفي هذا الاطار قامت مؤسسة اللغة الكردية بفتح المدارس في القرى والمدن الكردية بدءأً من مدينة "عفرين" إلى أقصى الشرق في "ديريكا حمكو" بما فيها المدن السورية التي يقطنها الكرد مثل "حلب" و "دمشق"، وفي هذا السياق قامت وكالة فرات للأنباء بتسليط الضوء على مركز اللغة الكردية في "حلب" بإجراء عدد من اللقاءات حول المركز ونشاطاته.
بهذا الصدد تحدث عضو مركز اللغة الكردية "جميل حسن" عن نشاط المركز والعوائق التي تعترضه، وأخبرنا عن كيفية العمل في المركز قائلاً: "إن اللغة هي إحدى الاعمدة القومية للشعوب وأضاف: "إن اللغة التي يتحدث بها الكرد هي الكردية ولكنهم لم يكتبوها بل كانوا يتحدثون بها فقط،
وسبب عدم تعلّم الكرد الكتابة باللغة الكردية هو عدم وجود المدارس المختصّة لتعليمها، لذلك دخلت أكثر من لهجة في لغتهم، وأدى ذلك الى انحلال جزئي للغة، وأردنا في هذه المرحلة وخاصة بعد الوعي الذي وصل إليه الشعب الكردي بعد طرح مشروع الإدارة الذاتية للشعب الكردي في المنطقة، وإحدى مبادئها الأساسية هي التحدث باللغة الأم. في هذه الفترة الذهبية بالنسبة للشعب الكردي الذي عبر عن رغبته وإرادته بالتمسّك بلغته وهو الشيء الملفت للانتباه، وأيضاً عندما طرحنا موضوع فتح مركز للغة رأينا بأن شعبنا تقبّل الموضوع بحماسة كبيرة لهذه الخطوة التاريخية، لأنها إحدى اهداف شعبنا فبتعلم لغة الأم "الإدارة واللغة" هي إحدى الاساسيات لهذه المرحلة، وبشكل عام جميع فئات المجتمع تبدي الترحيب والمشاركة في مركز اللغة".
وعن دور الأطفال تابع "حسن" بالقول: "سابقاً عندما كان الأهل يرسلون أولادهم إلى المدارس العربية كانت ترسو معالم الاستياء والبكاء فور دخولهم تلك المدارس، أما بافتتاح المدارس الكردية فقد تشجّع الأطفال مسرعين للتسجيل فيها بفرحة عارمة لتعلم لغتهم كتابياً. ويأتي الكثير من الناس إلى المركز للسؤال والاستفسار عن كيفية الالتحاق أو التسجيل، وحتى الآن هناك أعداد هائلة التحقت بالمركز".
وحول البرنامج اليومي أضاف الأستاذ "جميل": "كانت هناك بعض الصعوبات والفوضى في البداية، وكنا نستقبل الناس والضيوف والشباب ونقوم بتسجيل أسمائهم، لكن بعد الافتتاح قمنا بفرز المسجلين حسب أعمارهم و مستواهم الدراسي، أو بحسب معرفتهم بالقراءة والكتابة، فكما هو معلوم أن هناك صعوبة في الفهم بين هاتين الفئتين، حتى الآن هناك مابين 20-25 مجموعة من جميع الفئات العمرية والاجتماعية ومن كلا الجنسين، هناك مجموعة لديها جلستين في الاسبوع حسب الوقت المناسب لأعضاء المجموعة الواحدة، طلاب الجامعات لهم القدرة على استيعاب المعلومات والدروس أكثر من غيرهم لذلك لديهم في الأسبوع أكثر من 3 أو 4 جلسات، وطلاب المرحلة الابتدائية قمنا بفرزهم حسب صفوفهم المدرسية في الاسبوع درس واحد ومدة الدرس ساعتين".
بدورها تحدّثت "زينب خليل" وهي تدرّس اللغة الكردية في المركز عن الدروس التي تعطى للمرأة والصعوبات التي تعاني منها قائلة في ذلك: "لدينا أربع مجموعات للنساء، كلّ مجموعة لديها يومين في الأسبوع، ومدة الدرس ساعتين، بالنسبة للنساء هناك صعوبات في أوقات فراغهن من حيث جمعهن في وقت واحد ومناسب للجميع، فكلهن ربّات منازل، لذلك قمنا بتنظيم المواعيد بحسب الوقت المناسب لهن، وأنا كإمرأة كردية أناشد كلّ النساء الكرديات بأن تربين أولادهن وتعلمهن اللغة الأم، أو إرسالهم للمركز من أجل تعليمهم اللغة، خاصة بأن بعض الأمهات يتحدثون مع أطفالهم باللغة العربية بدلاً من الكردية وهي لغة الأم، بالنسبة لنا كأكراد نريد تعليم اللغة الكردية لجميع النساء الكرديات من أجل بناء جيل جديد ومتعلّم بلغته الأم، كما أناشد جميع الفتيات الشابات الالتحاق بمدرسة اللغة الكردية".
وفي نهاية جولتها التقت وكالة فرات بالأستاذ "عمر محمد" الذي يقوم بدوره بتدريس اللغة الكردية حيث قال: "أنا أعمل في مؤسسة اللغة منذ عام 2007، كنّا مجموعة كبيرة من مختلف الأعمار وأنا كنت واحداً منهم، قبل افتتاح المركز كنت طالباً في الجامعة وكانت لدي مجموعة من الطلاب أقوم بتعليمهم في المنازل، ولكن بعد افتتاح المركز التحق الكثير من طلاب الجامعة بالمركز، وهناك الكثيرين يأتون بهدف تعلّم اللغة الكردية، ومن ثم القيام بتعليمها للآخرين والعمل على تطويرها. ليست هناك مشاكل أو صعوبات بالنسبة لطلاب الجامعة، لكننا نلاقي صعوبات مع مجموعات الشباب الكادحين أو العاملين، وأستطيع القول بأنه شيئاً فشيئاً تتقدم عملية التعليم، وسوف نتجاوز الصعوبات مع مرور الزمن والممارسة. وخصوصاً أننا نلاقي إقبالاً كبيراً من الشباب، لكن هناك بعض الشباب الكرد في الجامعات انصهروا وابتعدوا عن التحدّث بلغتهم أو هم على طريق الانحلال بالنسبة للغتهم الأم، وقد لقينا حماساً كبيراً من قبل الشعب بافتتاح المركز، كما استقبلنا الكثير من المهنئين الذين قاموا بمشاركتنا الفرحة، وندائي للشباب بأنه علينا التضحية والفداء من أجل الوصول إلى جيل يتقن التكلم والكتابة باللغة الكردية".
وأثناء جولة وكالة فرات في المركز التقت ببعض طلاب الجامعة وقامت بطرح بعض الأسئلة عليهم؟
*كيفية التعلم اللغة الكردية في هذه المؤسسة؟
قال "شريف": "نحن وبحكم تواجدنا في مدينة "حلب" فأن اللغة الرسمية فيها هي اللغة العربية، ولذلك ترى أن لغتنا طاغية عليها اللغة العربية، أنا طالب في السنة الثانية قسم اللغة الإنكليزية لذلك يجب أن نتعلم لغتنا الاساسية".
و حول سؤال عن المستروى الذي يرغب الطلبة الوصول إليه فيما يتعلّق بتعلّم اللغة الكردية؟
قال "آمد": "أغلب الشباب الكرد يتحدثون اللغة العربية أو أية لغة أخرى، وليست هناك مشكلة اتقان التحدث بأكثر من لغة لكن يجب علينا ككرد التحدث بلغتنا، ومن الضروري جداً تعلّم لغة الام لأنها الدليل على انتماءنا وارتباطنا بقوميتنا، ولأنها لغة أباءنا وأجدادنا وندائنا إلى جميع الشباب الكرد التحدّث باللغة الأم و أبواب المدارس مفتوحة لجميع أبناء الشعب الكردي".
س: ماهو مطلبكم من مؤسسة اللغة الكردية ؟
"نرغب بافتتاح أكبر عدد ممكن من المدارس للغة الكردية في كلّ حيّ وكلّ منطقة ومدينة".