قامشلو / روج ابراهيم
ضمن احتفال جماهيري شارك فيه الكبير والصغير مرتدين الزي الكردي، وعلى وقع الأغاني والدبكات الكردية، عبّر الشعب الكردي في مدينة "قامشلو" عن فرحتهم بافتتاح مدرسة الشهيد "رشو" في حيّ العنترية كأول مدرسة كردية تفتتح في المدينة الكردية.
فافتتاح المدارس لتعلّم اللغة الكردية كان حلماً طالما حلم به الشعب الكردي وقدّموا من أجل تحقيقه الغالي والنفيس؛ بسبب سياسات النظام الحاكم الجائرة بحق هذا الشعب، والتي تتمثل في عدم السماح له بافتتاح مدارس لتعليم لغته الأم، بالمقابل سمح النظام ذاته للقوميات الأخرى بافتتاح مدارسهم الخاصة وخصص لهم حصص لتعليم لغاتهم (الأشورية والسريانية)، وبحسب بعض المتابعين فأن هدف النظام من ذلك كان محاربة هذه اللغة وطمس معالمها، ولم يكتفي بذلك بل عمل على فرض سياسة التعريب التي مارسها حتى داخل بيوتهم وعملت أجهزته القمعية على ملاحقة المدرسين والتضييق عليهم، وفي بعض الأحيان كان يتم اعتقالهم، وكل ذلك من أجل خلق جيل من شباب الكرد لا يمتون بصلة للغتهم. ولكن رغم ذلك تصدّ الشعب الكردي لكل هذه السياسات واستطاع في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة أن يخطوا خطوات كبيرة نحو تحقيق الإدارة الذاتية الديمقراطية.
وبعد مرور قرابة الشهرين من زمن افتتاحها زارت وكالة فرات للأنباء مدرسة الشهيد "رشو" والتقت بعدد من أعضاء الهيئة التدريسية وبعض الطلبة وأجرت معهم حوارات متعلقة بآلية وكيفية سير العملية التدريسية والعوائق و الصعوبات التي يواجهونها.
"حسن شاعر أبو جودي" وهو مدير المدرسة تحدّث لنا قائلاً: "تم افتتاح المدرسة في الخامس عشر من شهر أيلول الماضي، وبنيت بواسطة المساعدات التي قُدمت من قبل أهالي المدينة"، منوّهاً إلى ان الهدف من انشاء المدرسة هو تعليم اللغة الكردية والعمل على رفع المستوى التعليمي للطلبة الكرد.
وأشار قائلاً: "إن عدد الطلبة المسجّلين في المدرسة حتى الآن هو ستون طالباً، موزّعين على ثلاثة مراحل تعليمية حسب الفئة العمرية للطلاب، من(6- 9) سنة مرحلة أولى، ومن (9 - 12) سنة المرحلة الثانية، و من ( 12- 16 ) سنة المرحلة الثالثة، وأنوّه هنا إلى ان الطلبة الذين تجاوزوا السادسة عشرة من العمر يتلقون تعليماً خاصاً".
وفيما يتعلّق بالمصاعب التي يواجهونها أضاف "أبو جودي": "أهم المصاعب التي تواجه المدرسة ترتبط بمواعيد الحضور بالنسبة للطلبة، لأن الأهالي يتخوّفون من محاولة إغلاق المدرسة من قبل السلطات أما فيما يتعلق بالمدرسين، فأن أهم ما يعانون منه هو ارتباطهم بأعمالهم الخاصة التي يمارسونها للحصول على لقمة معيشتهم، وبالرغم من ذلك إلا ان الهيئة التدريسية تجتمع أسبوعياً من أجل مناقشة وتقييم سير العملية التدريسية".
أما مدرّسة اللغة الكردية "عيدة حسين" أشارت بدورها بأنها مدرسة للمرحلة الأولى وأن عدد طلابها هو خمسة عشر طالباً. وأكدت بأنها مسرورة بهذا الإقبال من الطلاب، كما تمنت ازدياد عدد الطلبة في المستقبل.
بدوره عبّر "موسى حسين" وهو طالب في العاشرة من العمر عن فرحته قائلاً: "هذه لغتي، وهي لغة سهلة التعلّم ويجب تعليمها للجميع".
"دلشة عبد الحميد" وهي طالبة في الحادية عشر من العمر تفتخر الآن بأنها تتقن كتابة وقراءة الحروف الكردية.
في الختام ورغم صغر حجم المدرسة لمدينة كمدينة قامشلو والمدارس المتنوعة الموجودة فيها، إلا أن افتتاح هذه المدرسة في مثل هذا الوقت وإقبال الطلبة والمدرسين ودعم الأهالي لها، رغم الصعوبات التي واجهتها وضغط السلطات على إدارتها والتهديد بأغلاقها كان سبباً رئيسياً في الافتخار بافتتاحها.
.