أقامت مؤسسة اللغة الكردية أمس السبت في ناحية شيه التابعة لمنطقة عفرين معرضاً للرسم والشعر للفنان جيكر المعتقل في السجون التركية ومعرضاً للتطريز اليدوي على القماش من عمل الآنسة سيفين.
حضر المعرض المئات من أهالي الناحية ونخبة من الفنانين والرسامين في منطقة عفرين، وقد عبروا عن إعجابهم بهذا المعرض والذي يعبر عن مقاومة المعتقلين الكرد في السجون التركية، مع العلم أن الفنان أحمد حسين (جيكر) قد اعتقل منذ العام 1992 من قبل السلطات التركية بتهمة نضاله السياسي في حركة التحرر الكردستاني، وهو معتقل لحد الآن في سجن أزميت، وقد كان يهدي رسومه وكتاباته إلى أهله الذين احتفظوا بهذه الرسومات إلى أن قامت مؤسسة اللغة الكردية تكريما ً بإقامة معرضاً لرسوماته.
تضمن المعرض رسومات معبرة، تجسّد الظلم على المرأة الكردية واستبداد الأنظمة الذكورية عليها، كما تعكس أمل الحرية والديمقراطية للشعب الكردي والمعتقلين السياسيين في السجون التركية، والإصرار على المقاومة حنى نيل حرية قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان ووصول الشعب الكردي لحقوقه المشروعة.
وتحدث أحد زائري المعرض قائلاً: "هذه اللوحات رسمت بأنامل ذهبية وثورية، وهو يعطينا التفاؤل والأمل بصمود معتقلينا السياسيين هناك ودفعا ً معنوياً، ونتمنى أن يكون هناك اهتمام أكثر بمثل هذه المعارض. وكما نرى إن كل لوحة لها معنى وهدف من أجل حياة حرة، وإننا نشكر الفنان جيكر على هذه اللوحات وكنا نتمنى أن يكون الفنان جيكر بيننا".
كما تضمن المعرض لوحات تطريزية على القماش أقامتها الآنسة سيفين والتي تحدثت عن كل عمل يدوي قامت بصنعها "وهي أعمال تراثية كانت النساء الكرديات ينقشنه بأيديهن على القطع القماشية، وكانت كل مرأة كردية تعبر عن مشاعرها، كانوا يهدونها للعروس في يوم زفافها".
وتحدثت إحدى النساء بالقول: "إن هذا المعرض بالفعل يرد لنا الروح التي كنا نعيشها في القدم، ويذكرنا بتراثنا الكردي الأصيل والعظيم، بعد أن كنا قد نسينا النقش والتطريز بسبب التكنولوجيا كما يسمى، لكن سوف نحتفظ بهذا التراث ونؤكد على تعليم كل الأمهات لبناتهن لمثل هذه الأعمال القديمة".
وقد حضر المعرض أيضاً عضو اللجنة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي بدران جيا كرد وتحدث قائلاً "نبارك للفنان جيكر على هذا المعرض كما نبارك لكم جميعا ً"، هناك المئات من المعتقلين السياسيين الكرد في السجون التركية والسورية، وليس هنالك من أحد لم يعذب أو يحتقر من قبل هذه الأنظمة الفاشية، والمعتقلين السياسيين هم أكثر الناس المقاومين. الكرد اليوم في ساحات المقاومة يفرضون أنفسهم لأنهم قدموا الكثير من التضحيات من أجل نيل الحرية، وهناك من يحاول تهميش الدور الكردي في ظل ربيع الشعوب والثورة في الشرق الأوسط ومحاولة تجاهل الدور الكردي من معادلة الشرق الوسط، لكننا نؤكد لهم أن الشعب الكردي والمعتقلين والقائد آبو لن يتراجع ولن يضعف أمام هذه الضغوط التي يتعرض لها".
كما تم قراءة شعر لجيكر وسماع كلمة كان قد أرسلها لأهله من أجل الكردستانيين.