‘المجتمعات هي التي تحافظ على لغاتها وليست الدول’
أكَد الإداري في لجنة الأدب بمنظومة المجتمع الكردستاني برخدان بوطان أن اللغة هي العنصر الأساسي المحدد لهوية الشعوب والمجتمعات وأن الأنظمة المستبدة والدول القومية هي المسؤولة عن اندثار العديد من اللغات
أكَد الإداري في لجنة الأدب بمنظومة المجتمع الكردستاني برخدان بوطان أن اللغة هي العنصر الأساسي المحدد لهوية الشعوب والمجتمعات وأن الأنظمة المستبدة والدول القومية هي المسؤولة عن اندثار العديد من اللغات
أكَد الإداري في لجنة الأدب بمنظومة المجتمع الكردستاني برخدان بوطان أن اللغة هي العنصر الأساسي المحدد لهوية الشعوب والمجتمعات وأن الأنظمة المستبدة والدول القومية هي المسؤولة عن اندثار العديد من اللغات، وقال إن المجتمعات هي التي تحافظ على لغاتها وليست الدول.
وجاءت تصريحات الإداري في لجنة الأدب بمنظومة المجتمع الكردستاني برخدان بوطان خلال لقاء أجرته وكالة أنباء هاوار، حيث أكد بوطان أن اللغة والمجتمع والثقافة مرتبطة ببعضهما البعض وأنه من خلال اللغة يمكن التعرف على المجتمع، مشيراً في الوقت نفسه بأن ظهور اللغة هي أعظم الثورات البدائية للإنسانية.
وأوضح بوطان أن العلماء أثبتوا وجود ما يقارب 15 لغة في الفترة التي تتراوح بين 5000 – 10000 الماضية ولم يبقى منها في يومنا الراهن سوى 6000 لغة.
وحمَل بوطان الدول القومية والأنظمة المستبدة مسؤولية اندثار وإنقراض هذا العدد الهائل من اللغات لأن هذه الدول والأنظمة لا تعمل على الحفاظ على اللغات بل على العكس تقوم بفرض سياسة اللغة الواحدة فاتحة الطريق أمام ضياع لغات كثيرة.
وأشار بوطان أنه ومع ظهور الدولة القومية قبل حوالي 200 عام ونشوب العديد من الحروب فيما بينها قضي على عدد كبير من اللغات كما في القارتين الامريكية والأسترالية.
وقللَ الإداري في لجنة الأدب بمنظومة المجتمع الكردستاني برخدان بوطان من أهمية إدراج منظمة الأمم المتحدة ليوم الحادي والعشرين من شهر شباط /فبراير عام 2000 كيوم عالمي للغة لأن الدول القائمة حالياً لن تعير اهتماماً بهذا اليوم.
وتطرَق بوطان إلى الهجمات التي تشنها الدول المستعمرة لكردستان على الثقافة الكردية وبشكل خاص من خلال اللغة والتي تأتي بهدف خنق الشعب الكردي ثقافياَ وروحياً بعد فشلهم في إنهائه جسدياً وما إغلاق مدارس اللغة الكردية التي افتححت بآمد في باكور “شمال كردستان” من قبل الدولة التركية إلا واحدة من تلك الهجمات.
وأضاف بوطان أن الشعب الكردي في روج آفا الذي بدأ بتجربته الديمقراطية وأخذ بتعلم لغته الأم يتعرض لأشد الهجمات لأن الأنظمة المستبدة تعلم تماماً أنه من خلال تعلم اللغة الأم تبنى الشخصية الحرة وبالتالي المجتمع الحر وهو ما يتناقض مع مصالح تلك الأنظمة.
واعتبر بوطان أن إيلاء الأهمية للغة من قبل قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان دليل على أن اللغة هي جسد المجتمع وثقافته ومن خلالها يعيش ذاته وفي حال فقدانها يفقد نفسه وكيانه.
وأكَد بوطان أن المجتمعات هي التي تحافظ على لغاتها وليست الدول هي من تحافظ عليها، والشعب الكردي خير دليل على ذلك فرغم كل محاولات الصهر التي طبقت بحق هذا الشعب إلا أنه تمكن إبقاء لغته حية معاشة حتى الآن رغم عدم وجود مدارس للغة الكردية خلال كافة العصور التاريخية.
واختتم الإداري في لجنة الأدب بمنظومة المجتمع الكردستاني برخدان بوطان حديثه بالإشارة إلى أن نظام الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل للحفاظ على اللغات لأنه في الأمة الديمقراطية تستطيع كل المجتمعات عيش لغاتها الأم من دون فرض سياسة اللغة الواحدة.