كوباني - كلا رش "قلعة الرش- الأسود" واحدة من المواقع الأثرية الكثيرة في كوباني وغرب كردستان, حيث تمتاز المناطق الكردية في غرب كردستان وسوريا, بكثرة المواقع الأثرية, والتي يرجع تاريخها إلى حضارات وحقب زمنية مختلفة, حيث تتواجد أغلب تلك المواقع الأثرية في منطقة ميزوبوتاميا "بلاد ما بين النهرين" موطن الحضارات.
فكلا رش هذه التسمية التي يبدو أنها جاءت من لون حجارها الأسود ما هي إلا واحدة من المواقع الأثرية العريقة في منطقة كوباني, والتي عانت الإهمال والتهميش مثلها مثل غيرها من المواقع الأثرية الكثيرة في المناطق الكردية في غرب كردستان, من قبل الأنظمة المتعاقبة على حكم سوريا وخاصة النظام البعثي, فحسب البعثات الأجنبية التي أتت إلى هذه القلعة يؤكدون بأن تاريخها يرجع إلى العصر الروماني, وهذا ما أكدته البعثة الروسية والألمانية والإنكليزية التي جاءت إلى هذه القلعة التاريخية.
والشيء الآخر الذي يميز هذه القلعة هي حجارها السوداء، وهي عبارة عن حصوات صغيرة, قاموا بصهرها ومن ثم تجميعها وتشكيل منها حجارة كبيرة تبدو وكأنها حجارة أصلية, وهذا الموقع حسب البعثات كان موقع ونقطة الحراسة لقصر الملكة الذي يقع بالقرب من هذا المكان, كما وتوجد بالقرب منه مقبرة كبيرة لهذه الموقع.
وبهذا الصدد قمنا بالتوجه إلى كلا رش وقريتها التي تحمل اسم قلعتها وتسمى اختصاراً "كرا رشك" أي "كلا رش"، التقينا بـ حبش بركل أحد سكان القرية الذي اخبرنا "أن القلعة تسمى بهذا الاسم منذ أيام أبائنا وأجدادنا, حيث كانوا يرون بأن هذه القلعة يرجع تاريخها إلى العصر الروماني, وكانت عبارة عن معسكر لقوات رومانية".
وتابع بركل "يقع بالقرب من قريتنا قصر للملك, وهذا ما أكدته لنا البعثات التي أتت إلى هذه المنطقة, كما توجد عند مقبرة قريتنا مقبرة تاريخية فيها موميات من العصر الروماني, وأيضاً مقابر إسلامية الأمر الذي يؤكد على أن هذه المنطقة مرت عليها حضارات عديدة".
أما أوصمان بركل فيقول أن: "هذه القلعة كانت عبارة عن معسكر للرومان, وهذا ما أكدته الحفريات والبعثات التي قدمت إلى هنا, ففي القلعة يوجد ممر للجنود وأماكن التدريب واستراحة لهم, وقصر الملك يقع في مكان قريتنا الآن".
وتقع بالقرب من هذه القلعة، قلعة أخرى وتسمى "كلا هسن" أي قلعة الحديد وهي لا تقل أهمية عن هذه القلعة, وتكثر في كوباني وغرب كردستان قلاع ومواقع أثرية, ترجع إلى حضارات ومماليك قديمة.