ديالا روجهلات: نظام الملالي يهاب إرادة المرأة ويمارس بحقها اعتى أنواع القمع والاضطهاد

اكدت عضوة هيئة اللجنة التنفيذية لمنظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، ديالا روجهلات، ان الثورة التي تقودها المرأة لا بد ان تنتصر، وان نظام الملالي الإيراني يهاب إرادة المرأة لذا يمارس بحقها أعتى أنواع القمع والاضطهاد.

تستمر الثورة التي اشعلت شراراتها الأولى الشهيدة جينا اميني، وباتت تضم جميع المدن في شرق كردستان وإيران، حيث تحولت هذه الثورة الى موجة عارمة من التنديد والغضب في وجه نظام الملالي الإيراني الذي كان يظن ان نهجه القمعي سينجح في اسكات الشعب وابقائه في ظلمات العبودية، لكن الشرارة التي اشعلتها الشهيدة جينا اميني افاق الشعب من هذه الظلمات وبات يطالب بالحرية، والجميع بات يدرك ان هذه الثورة ليست ثورة عاطفية وانما هي ثورة سياسية يطالب الشعب من خلالها بحريته والتخلص من النظام الديكتاتوري الفاشي الذي يكتم انفاس شعبه لأعوام مديدة.

وخلال لقاء أجرته وكالة فرات للانباء ANF معها، اشارت عضوة هيئة اللجنة التنفيذية لمنظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، ديالا روجهلات، ان النظام الدكتاتوري والفاشي الإيراني كغيره من الأنظمة الدكتاتورية، يرى دائماً الشعوب التي تعيش في جغرافية ايران، على أنها مصدر تهديد له وقالت: "في البداية اود ان استذكر جميع شهداء انتفاضة الشعب المحب للحرية في شرق كردستان وإيران وننحنِ لهم اجلالا لتضحياتهم، لقد اشتعلت شرارة الرغبة في الحرية الكامن بصميم شعبنا في شرق كردستان والشعب في إيران في شخص الشهيدة جينا اميني، وعليه نستذكر جميع التضحيات التي قدمها شعبنا في هذه الثورة المباركة، نحن نعلم جيداً أن النظام الدكتاتوري والفاشي الايراني يرى دائماً الشعوب التي تعيش في جغرافية إيران على أنها مصدر تهديد له، لان هذا النظام كغيره من الأنظمة الدكتاتورية ينتهج نظام فاشي ويعتبر الشعب عدو له؛ لقد اتخذ النظام الإيراني نهج الترهيب والاضطهاد أساسا له في قمع جميع الثورات التي قام بها الشعب سابقاً، وعليه كان يقضي على آمال الشعب في الحرية بأساليبه الخادعة وتستره وراء الإسلام، حيث يستخدم الدين كأداة سياسية، أي ان أيديولوجية الأنظمة الدكتاتورية تعتمد على نهج راسخ وهي ان تكون أمة واحدة وعلما واحداً، لذلك تنكر الامم المختلفة، كما تنكر المعتقدات المختلفة ولا تعترف بها كإرادة، لذلك تمارس سياسات القمع والاضطهاد بحق شعبها للحفاظ على استمراريتها.

وخلال حديثها تطرقت العضوة في هيئة اللجنة التنفيذية لمنظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، ديالا روجهلات، الى الأسباب التي لعبت دوراً في استمرار هذه الثورة واختلافها عن باقي الثورات التي اندلعت في ايران سابقاً حيث قالت: "هناك رفض شعبي كبير في إيران وشرق كردستان لنظام الملالي الدكتاتوري، وفي كل مرة ينتفض الشعب ضده، لكن هذا النظام يمارس أبشع أنواع القمع والترهيب ضد شعبه مثلما فعل ضد الانتفاضة التي قام بها المعلمون والكادحون، الا ان الانتفاضة التي اندلعت ضد الذهنية العدائية مؤخراً بسبب مقتل الشابة شلير رسولي في شرق كردستان وبعدها الفاجعة المؤلمة التي ارتكبتها قوات تابعة لنظام الملالي الدكتاتوري بحق الشابة الشهيدة جينا اميني، مختلفة عن باقي الثورات التي اندلعت سابقاً، لان الشعب في شرق كردستان بات يطالب بالحرية في استشهاد جينا وهذه المطالب توسعت حتى ضمت جميع المحافظات في ايران، واصبح يطلق شعارات مطالب بالحرية ضد النظام الإيراني، فالمظاهرات التي تشهدها شرق كردستان وايران هي مظاهرات سياسية وليست مجرد موجة عاطفية، لان الشعب الإيراني يطالبون بالتغيير وترسيخ ايران ديمقراطية جديدة؛ من الضروري والمهم اسقاط النظام الإيراني الحالي وبناء ايران ديمقراطية وخاصة فيما يتعلق بالمرأة، حيث انتفضت جميع المكونات والمدن والمعتقدات مطلقين شعارات تدعو لإسقاط الديكتاتور وهذا خير دليل على تكاتف الشعب الإيراني بكافة مكوناته واطيافه وتوحيد هدفهم في اسقاط النظام الإيراني الحاكم؛ النقطة الأساسية هنا ان المرأة هي من تقود هذه المظاهرات والمجتمع كله يستمد منها المعنويات والإرادة ومركز هذه الجسارة والإرادة شرق كردستان؛ لقد مارس النظام الإيراني اعتى أنواع القمع والترهيب من انكار واعدامات ميدانية  في شرق كردستان، لهذا تجاوز شعبنا في شرق كردستان مخاوفه وانتفض وخاصة في مدينة سقز، حيث حطم اسوار الظلم والذهنية الدكتاتورية التي كانت مفروضة عليهم، لان هذه الانتفاضة قد توسعت ليس فقط في مدن شرق كردستان، وانما في جميع المدن الإيرانية والمرأة الكردية هي من تقود هذه الانتفاضة المقدسة من خلال الشعارات "المرأة الحياة الحرية"، "يحيا الشهداء".

كما اكدت ديالا روجهلات ان الشعب الإيراني بكافة مكوناته يرغبون نهج الحداثة الديمقراطية والنظام الكونفدرالي وقالت: "إن الموقف الذي أثاره الشعب في هذه الانتفاضة يظهر أنهم يريدون نهج الحداثة الديمقراطية والنظام الكونفدرالي، ومن الاختلافات الكبيرة التي اظهرتها هذه الانتفاضة هي أن الروح الوطنية قد طغت في شرق كردستان وإيران، وخلقت حب كبير بين شعوب المنطقة وأصبحوا يشعرون بآلام بعضهم البعض، لهذا السبب صرخوا معاً بأنهم امة واحدة، كما تكاتفت النساء من كافة المكونات والاطياف من الكرد والفرس والأذريين والبلوش واصبحن درعاً منيعاً ضد النظام الإيراني ووهبن  الشجاعة والإرادة  للمجتمع، ولهذا كان جنود النظام ورجال الشرطة يضربون النساء بحقد وكراهية، مظهرين خوفهم من قوة وإرادة المرأة، كما أثبت الشعب مرة أخرى أنه ليس لديهم نزاعات مع بعضهم البعض، وانما هناك حب كبير وآلام متبادلة ومشتركة وهذا ما اكدته المرأة والشبيبة خلال المظاهرات.

نحن في منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، نرى آمالاً بالنصر في تلك المظاهرات، ورأينا مستوى المعرفة وتنظيم المجتمع، ولطالما منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان طورت منذ تأسيسها حتى الآن، مشاريعها وخططها من اجل المجتمع حتى يتمكن الشعب من تنظيم نفسه وإدارة نفسه بإرادتهم الخاصة، وهذا ما يظهر في المرحلة الراهنة، وخير مثال على ذلك ما قام به الشعب في مناطق روج افا، حيث تم تأسيس النظام بأكمله بإرادة الشعب ولا يزال يديره إرادة الشعب، واليوم نحن نعيش الروح ذاتها في شرق كردستان ونرى نفس الأمل، لان المجتمع الذي يقدم تضحيات جمة وشهداء عظام، ولا يستسلم ويخضع لإرادة، فهو مجتمع تواق للحرية، وهنا سيخضع أي نظام دكتاتوري إما للانهيار أو التراجع عن نهجه القمعي".

وفي ختام حديثها اكدت العضوة في هيئة اللجنة التنفيذية لمنظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، ديالا روجهلات، ان الثورة التي تقودها المرأة ستحقق النصر لا محالة وقالت: "الثورة التي تشهدها مدن شرق كردستان وايران تستمر وبدأت بقيادة المرأة وتستمر بها، فالثورة التي تقودها المرأة يمكن ان تحقق النصر، لان هؤلاء النساء قد تُركن بلا حقوق وبقين غير منظمات ولم يتم التعرف على إرادة وهوية المرأة وحرمانها في جميع جوانب الحياة، ففي مجتمع كهذا عندما تطلق فيها شعارات "المرأة الحياة الحرية" هو دليل أن المرأة وصلت إلى مستوى تعرف فيه دورها، وأن المرأة هي مصدر الحياة، وإذا لم تكن المرأة حرة، فإن المجتمع لن يكون حرا، الكلمات الثلاث المرأة ، الحياة ، الحرية ، تشمل كل أشكال الحياة في تاريخ البشرية حتى اليوم، وهذا يعني أنه إذا أصبحت المرأة حرة، فإن الحياة أو المجتمع يصبح حر".