أبناء قامشلو متحمسون في تعلم لغتهم الأم بمدارسهم الكردية الأربعة

أبناء قامشلو متحمسون في تعلم لغتهم الأم بمدارسهم الكردية الأربعة



قامشلو- بعد أن كان يمنع على أبناء الشعب الكردي في قامشلو وبقية مناطق غربي كردستان تعلم لغتهم الكردية حتى سراً في المنازل، أصبح اليوم الصغار والكبار، نساء ورجال يتلقون دروسا رسمية في تعلم اللغة الكردية في مدارس خاصة لتعليمها، والتي يرجع فيها مراقبون الفضل إلى حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM والتي عملت منذ بدء الثورة السورية على تنظيم الشعب الكردي وبناء قوة اجتماعية تستطيع إدارة نفسها وانتزاع حقوقها بكل الوسائل المتاحة.

حيث نُظِمت تحت مظلة حركة المجتمع الديمقراطي مؤسسة اللغة الكردية SZK والتي تهدف إلى تعليم اللغة الكردية في غربي كردستان ومناطق تواجد الكرد في سوريا، بالإضافة إلى بناء مدارس تعليم اللغة الكردية وتطوير المناهج المطلوبة لذلك الغرض.

ففي مدينة قامشلو عمدت SZK إلى افتتاح أربعة مدارس لتعليم اللغة الكردية، هي مدرسة الشهيد آيسل بحي قناة السويس، ومدرسة الشهيد رشو في حي العنترية، مدرسة الشهيد عكيد في حي القدوربك، ومدرسة الشهيد مصطفى بحي الهلالية، بالإضافة إلى تحضيرها لافتتاح المزيد من المدارس في الأحياء الأخرى. وافتتاح هذه المدارس في هذا الوقت وان كان لا تكفي حاجة قامشلو وأبناءها، حيث المدرسة الكبيرة بينهم مؤلفة من غرفتين فقط، إلا أن هذه المدارس الصغيرة تعتبر رمزية وذا معنا وأهمية كبيرة لأبناء قامشلو، بعد أن حرم أجيال كثيرة من أبناء الشعب الكردي من تعلم لغتهم الكردية بشكل رسمي، بل كانوا يضطهدون في كثيرا من الأحيان لمجرد تحدثهم باللغة الكردية.

وبهدف الإطلاع على جو التدريس وسير العملية التدريسية في هذه المدارس وإقبال الطلاب إليها قمنا بجولة إلى مدرسة الشهيد رشو بحي العنترية ومدرسة الشهيد مصطفى بحي الهلالية واستطلعنا آراء الطلاب والمعلمين هناك.

وما لفت انتباهنا في هذه الجولة هو الدافع والتشجيع الكبيرين لدى الطلاب على تعلم لغتهم الكردية، وبصدد ذلك يقول لنا أحد الطلاب: "نحن نتشوق لتعلم لغتنا الكردية، أنا أداوم في المدارس الحكومية أيضا حيث يعلموننا باللغة العربية فقط، لكن اللغة الكردية والمدرسة الكردية تعني لي الكثير، بلغتي الكردية استطيع أن اخرج جميع طاقتي، استطيع تطوير قدراتي".

وتقول طالبة أخرى وهي طالبة جامعية في أحدى الجامعات الحكومية: "التعلم باللغة الكردية يريحنا معنويا فهي لغتنا الأم التي كنا نحلم بتعلمها دائما، في المدارس الحكومية كنا دائما نشعر بالنقص وبالغربة، ولم نكن نستطيع تطوير نفسنا، وكان السبب هو عدم تمكننا في اللغة العربية".

في هذه المدارس يتبع نظام تعليمي حيث يوجد مجموعات عديدة من الطلاب يتلقون دروسهم في أوقات متعاقبة من اليوم، بين مجموعات الكبار ومجموعات الصغار، والجامعيين، وغيرهم، حسب مستواهم التعليمي والثقافي، كما يوجد بين هؤلاء الطلاب من هم من قوميات أخرى مثل العربية ويتعلمون اللغة الكردية.

كما تحدث بعض المدرسون عن جو التعليم وإقبال الطلاب، مشيرين إلى تزايد إقبال الطلاب وبشكل ملحوظ في العطلة الصيفية، ودعوا من جانبهم جميع أبناء الشعب الكردي صغارا وكبار وجميع القوميات والأطياف الأخرى في المدينة إلى تعلم اللغة الكردية، مشيرين إلى ضرورة تعليم اللغة الكردية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية والإنكليزية في المدارس الحكومية والجامعات.