بالأرقام والأسماء منظمة حقوق الانسان عفرين-سوريا تكشف أكاذيب صحيفة نيويورك تايمز

تُظهر الارقام والاسماء التي تنشرها منظمة حقوق الانسان عفرين-سوريا ين الحين والارقام، زيف وادعاءات صحيفة نيويورك تايمز والتي نشرت تقرير مؤخراً عن مدينة عفرين المحتلة زعمت فيه بأن السوريين الموجودين في المنطقة حالياً، سعداء من الوجود التركي هنالك.

وأشادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بما اسمته مساعدة تركيا لملايين اللاجئين السوريين الذين دخلوا أراضيها هرباً من مااسمته بطش نظام بشار الأسد، مشيرة في الوقت ذاته أنها الدولة الوحيدة التي تبذل قصارى جهدها لخدمتهم وجاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة بعد تغطية صحفية في مخيمات اللاجئين في مقاطعة عفرين المحتلة وما حولها.

و أوضحت الصحيفة أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تقدم الإمكانيات للملايين من اللاجئين، زاعمة بأن كل السوريين الموجودين في المنطقة حالياً، سعداء بالوجود التركي هنالك.

المقال الذي حمل إمضاء رئيسة مكتب الصحيفة في تركيا، شارلوت ويلز، حمل في صفحاته الكثير من الاكاذيب والتي اظهرت الوجه القبيح للاعلام المأجور، حيث اعتمدت الصحيفة في كتابة مقالها على آراء المستوطنين في المدينة والمخيمات ؛ كما أجرى الصحفيون جولة برفقة القوات التركية أثناء زيارتهم إلى عفرين، والذي يخالف ما جاء في الصحيفة ذاتها بأنها منطقة آمنة بحكم الواقع فيها، كما وتجاهلت الصحيفة إجراء أي لقاء مع المعارضين للاحتلال أو مع المتضررين من أبناء المنطقة، وغاب عنها مشاهدة المدارس في أرجاء المدينة التي حولها الاحتلال التركي الى فروع للمخابرات وسجون سرية للتعذيب؛ بل وغاب عنها أيضا مشاهدة الغابات التي أُحرِقت وقُطِعَتْ أشجارها والأراضي التي تحولت إلى صحراء مهمشة بعد اقتلاع أشجارها المتنوعة من جذورها.

الصحيفة الأمريكية شارلوت ويلز، أفقدت الصحافة الامريكية الكثير من اعتباراتها، والتي وصفها الناطق الرسمي لمنظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا، إبراهيم شيخو، بأنها متواطئة مع الاحتلال التركي في إضفاء الشرعية على احتلاله لـ عفرين، بل وأكثر من ذلك بأن تركيا اشترت ذمتها على غرار ما فعلته سابقاً مع منظمة حظر الأسلحة الدولية، حيال استخدام جيشها الأسلحة الكيماوية في سري كانيه.

تصريحات شيخو هذه، حملت الكثير من المصداقية في نبرتها والتي لخصت سياسات الدولة التركية في شراء الذمم وتجميل شكل احتلالها القبيح لـ عفرين، وذلك لأن المنظمة التي يمثلها شيخو هي المعنية بتوثيق جرائم الاحتلال التركي في عفرين وما حولها، ومنذ ثلاثة سنوات من الاحتلال والتي لازالت مستمرة حتى هذه اللحظة والتي جاءت كالتالي:

إحصائيات عام 2018:

الاحتلال استقدم 400 ألف مستوطن إلى عفرين

قامت الدولة التركية بإطلاق العملية العسكرية مع ساعات الفجر الأولى في 20 كانون الثاني 2018، باستخدام أكثر من 72 طائرة حربية وإسناد مدفعي، مستهدفة كافة المرافق العسكرية والمدنية والحيوية، وقامت بالاجتياح بالتعاون مع الفصائل الجهادية السورية، وذلك بعد مقاومة مستميتة من قبل قوات سوريا الديمقراطية استمرت أكثر من 58 يومًا. وقد تسبّب احتلال الجيش التركي لعفرين بنزوح مئات الآلاف من سكانها، ما يقارب80 %، إلى مناطق الشهباء ومدينة حلب وبلدة تل رفعت ومخيم الشهباء الذي أنشئ من قبل الإدارة الذاتية فيما بعد، وخلال ثلاث سنوات من الاحتلال تم توطين قرابة (400) ألف مستوطن في عموم قرى ونواحي عفرين، المستقدمين من مناطق النزاع في سورية، وخاصة ريف إدلب الجنوبي وريفي حلب الجنوبي والغربي والنازحين من منطقة الغوطة.

وبلغ عدد الضحايا نتيجة هذه العملية (498) مدنيًّا، فقدوا حياتهم نتيجة القصف التركي والفصائل الجهادية التابعة له، منهم (82) ضحية قضوا تحت التعذيب وتوثيق أكثر من (696) جريحًا نتيجة القصف، منهم حوالي (303) أطفال مصابين بجروح و(213) من النساء تعرضن للجروح والإصابات.

وتم تدمير 64 مدرسة بسبب العملية العسكرية، وحسب إحصائية هيئة التربية والتعليم في مقاطعة عفرين، فإن عدد الطلاب المسجلين لديها قبل العملية العسكرية كان 50855 طالبًا، وحاليًّا يوجد فقط 13000 طالب في مناطق الشهباء. مع إغلاق الدولة التركية لجميع المراكز التعليمية ومنها جامعة عفرين، وإلغاء المناهج التي كانت تدرّس باللغة الأم الكردية وفرض اللغة التركية والعربية على المدارس، إضافة إلى فرض تدريس الشريعة الإسلامية على المتبقي من السكان ومن كافة الأقليات.

خلال عام 2018 قامت الدولة التركية والفصائل المسلحة السورية المتطرفة بعمليات قتل وخطف ممنهجة، وبلغ عدد المختطفين 943 مختطفًا ومفقودًا، قُتل منهم 76 تحت التعذيب أو إعدامهم بدون أي محاكمات، والتهم الموجهة لهم هي التعامل مع الإدارة الذاتية، ومعظم عمليات الخطف حدثت على يد الفصائل الجهادية، وتحت إشراف القوات التركية واستخباراتها العسكرية من خلال عمليات التحقيق والتعذيب بشكل مباشر.

وتم استهداف العشرات من المواقع الحيوية والمنشآت الصحية والتعليمية والخدمية، حيث تم قصف مستشفى عفرين 3 مرات، واستهداف سيارات الإسعاف العائدة للهلال الأحمر الكردي أثناء نقل الجرحى، وتم استهداف محطة تصفية مياه في قرية ماتينة التابعة لناحية شرا واستهداف سد قرية ميدانكي أثناء العملية العسكرية لقطع المياه عن السكان واستخدامه كسلاح في الحرب لإجبار المدنيين على النزوح.

إحصائيات عام 2019:

بلغت عدد حالات الخطف وطلب الفدية في 2019 أكثر من 6000 حالة في مقاطعة عفرين، منها 500 حالة تم المطالبة بدفع فدية مالية من ذويهم و330 شخصًا مصيرهم مجهول، و 700 شخص تم توثيق تعرضهم للتعذيب، بالإضافة إلى عمليات خطف شملت أطفال صغار والقيام بتصوير مشاهد تعذيبهم وإرسالها إلى ذويهم من أجل ابتزازهم لدفع الفدية، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 100 ألف دولار أمريكي، وبلغ عدد جرائم القتل على يد الفصائل 54 قضوا تحت التعذيب في المعتقلات و41 قضوا نتيجة عمليات قصف الدولة التركية والفصائل الجهادية، وتم توثيق مقتل 2 صحفيين، وبلغ عدد الجرحى 670 جريحًا بسبب عمليات القصف من قبل الفصائل الجهادية والجيش التركي و1730 جريحًا، نتيجة التفجيرات في المناطق السكنية والألغام.

وبتاريخ 2 كانون الأول 2019 تعرضت مدينة تل رفعت 35 كم شمال حلب، إلى قصف مدفعي مباشر من قبل الدولة التركية والفصائل المسلحة واستهدف القصف تجمعات النازحين من عفرين بشكل مباشر، أدى إلى فقدان 8 أطفال لحياتهم و2بالغين، بالإضافة إلى جرح وإصابة 9 أطفال آخرين و8 بالغين بجروح بليغة في هذه المجزرة.

شهدت منطقة عفرين انتهاكات واسعة النطاق ضد النساء شملت عمليات خطف وقتل واغتصاب وتعذيب، وهي سياسة اتبعتها الفصائل الجهادية والقوات التركية للتنكيل بالمدنيين، وإجبارهم على الهروب، حيث بلغ عدد حالات القتل الموثقة بين عامي 2018 و2019 للنساء 40 أمرأه 128 جريحة، وسجلت 60 حالة اغتصاب معظمهم بحق قاصرات، حيث قامت 5 منهن بالانتحار واختطاف 270 أخريات، بالإضافة إلى تسجيل حالات زواج قسري تحت التهديد و الابتزاز وارتفاع نسبة زواج القاصرات بين النساء تفاديًا من ذويهم لزواجهم من عناصر المجموعات المسلحة.

إحصائيات عام 2020:

بلغ عدد الضحايا:58 فقدوا حياتهم، بينهم 9 نساء، وبلغ عدد حالات الخطف 987 شخصًا، وبلغ عدد التفجيرات 39 تفجيرًا في المناطق المأهولة بالمدنيين، أدت إلى جرح وفقدان 170 شخصًا، بلغ عدد الحالات الموثقة لاختطاف النساء 35 حالة خلال عام 2020، وتم تسجيل 67 حالة اغتصاب بحق النساء في عفرين، ومنهن قاصرات ولا يتم الإفصاح من قبلهن بسبب القيود الاجتماعية، وتم توثيق 5 حالات زواج قسري من قبل الفصائل الجهادية بحق قاصرات من مقاطعة عفرين . والعنف الجنسي لم يكن فقط ضد النساء، فقد تم توثيق حالات لاغتصاب الرجال واليافعين في سجون الفصائل وبإشراف وعلم من قبل الجيش التركي.

الانتهاكات بحق الأقليات والمعالم التاريخية

تعرضت الأقليات الى انتهاكات واسعة النطاق وعمليات تغيير ثقافية ودينية، وخاصةً الطائفتين العلوية والإيزيدية، ويبلغ عدد قرى الإيزيديين 23 قرية، كان يسكنها حوالي 25000 ألف نسمة قبل اندلاع الصراع في سورية عام 2011، ومع الهجمات المتكررة للفصائل الجهادية طوال سنوات النزاع السوري، هاجر عدد منهم قاصدًا الدول الأوروبية، ومع دخول قوات الاحتلال التركي والفصائل السورية المتطرفة إلى عفرين، نزح معظمهم عن هذه القرى، وبقي عدد قليل منهم لم يخرجوا من قراهم ومعظمهم من المسنين ولا يتجاوز أعداد المتبقين 7000 نسمة، قامت المجموعات والفصائل بارتكاب جرائم وانتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، فقد اعتمدت سياسة الترهيب وفرض الديانة الإسلامية عليهم وإجبارهم على أداء المناسك الإسلامية من صلاة وصوم وإخضاعهم إلى دورات شرعية، ومن جانب آخر قاموا بتدمير الإرث الثقافي والديني لهذه الطائفة في محاولة لإبادتهم، وحولت مزاراتهم الدينية إلى حظائر للحيوانات وتدمير أضرحتهم التاريخية ومزاراتهم ونبشها بحثًا عن الآثار.

لم يسلم شيء في مقاطعة عفرين من بطش الفصائل الجهادية والجيش التركي، فكل شيء تم استباحته، حيث بلغ عدد الأشجار الحراجية والزيتون التي تم قطعها للإتجار بحطبها أكثر من 300000 ألف شجرة، منها 300 شجرة زيتون معمرة نادرة و15000 ألف شجرة سنديان، وتم حرق أكثر من 11000 ألف شجرة حراجية، ما يعادل2180 دونمًا، وحرق أكثر من 10000 هكتار من الأراضي الزراعية من أصل 33000 هكتار زراعي.

وشهدت المعالم التاريخية والثقافية في عفرين عمليات تدمير ونهب كبيرة، بحسب إحصائية هيئة الآثار في عفرين، تم تخريب وتدمير أكثر من 28 موقعًا وتلًّا أثريًّا وسرقة الآثار الموجودة فيها، وبيعها في الأسواق التركية في عملية منظمة لمحو الهوية التاريخية لمقاطعة عفرين، وتم تدمير أكثر من 15 مزارًا دينيًّا للأقليات الدينية والمذهبية وتحويل بعضها إلى مساجد إسلامية برعاية مؤسسات إغاثية ودينية تركية، وتحويل بعضها إلى حظائر للحيوانات بعد الانتهاء من نبشها، وتم تغيير أسماء معظم الشوارع والساحات والأماكن العامة والتاريخية في مقاطعة عفرين بأسماء شخصيات تركية وإسلامية وخاصة تلك الشخصيات التي ارتكبت الجرائم بحق الشعب الكردي .