"آرمانج كربوران".. سار على درب النضال باحثاً عن الحرية ومُخلصاً لقضيته

انضم حسين آكدوغان (آرمانج كربوران) إلى صفوف حزب العمال الكردستاني سنة 1996، كان مقاتلاً وقيادياً وإعلامياً، استشهد في 27 تشرين الثاني 2011.

النضال على درب الرفاق المقاومين هو شيء أساسي في حزب العمال الكردستاني، كبر آرمانج كربوران كرفاقه على القيم الوطنية، وعلى هذا الأساس انضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني، كان دائماً وبكفاحه باحثاً عن الحرية.

كان طفلاً مجتهداً جداً

حسين آكدوغان أو باسمه الحركي آرمانج كربوران، ولد سنة 1977 في ماردين، كبر ضمن عائلة وطنية، وتعلم القيم الوطنية الكردية ضمن هذه العائلة، نهج العائلة الوطنية كان يُعرف من خلال شخصيته، كان طفلاً مجتهداً جداً، كان يستفسر عن كل ما كان يُقال بروحه الديناميكية، لم يكن يتقبل كل الأشياء، هذه الميزة كانت كحجر أساس في شخصيته الطفولية، حسين آكدوغان هاجر مع عائلته في صغره بسبب ضغوط الدولة التركية إلى خارج الوطن. 

دائماً ما كان يشتاق للوطن

كان آرمانج دائماً يحيى بأمل العودة إلى الوطن، لذلك أثناء هطول المطر، كان يريد شم رائحة التراب، كان يريد أن يلعب مثل طفل جبلي بالوحل، في البلقان كانت مشاعر الغربة تتلبسه، كان يضيع أحيانًا في النظام الحالي، فهو يريد أن يفهم من هو، ومن أين أتى، ولماذا ذهب ولماذا هو هنا؟

على هذا الأساس تساءل عن كل شيء، بدأت صراعاته في سن مبكرة، من خلال عائلته الوطنية تعرف على حركة الحرية، كان عاشقاً للوطن في المهجر، أصبح القائد آبو مصدر قوة ومعنويات بالنسبة له، وكانت الكريلا أيضاً رمزاً للمقاومة وأعظم أمل لآرمانج، على هذا الأساس أراد آرمانج كربوران يوماً بعد آخر التعرف أكثر على القائد آبو وحركة الحرية، آرمانج أراد أن يفهم، ما هو الكون، وما هي حقيقة الإنسان، وكيف يمكن للمرء أن يصل إلى الحرية.

تعرف على القائد آبو وحزب العمال الكردستاني

كان آرمانج كربوران من بين الباحثين عن العدالة، درس القانون داخل النظام، ولكن عندما كان يرى حقيقة حزب العمال الكردستاني ومعايير القائد آبو وحقيقة مفاهيم العدالة والإنسانية في دول العالم، كانت الصراعات تزداد في نفسه، مع مرور الأيام، نأى بنفسه عن الحياة الروتينية وتقرب إلى واقع شعبه وحركة حزب العمال الكردستاني، نتيجة للجدل وبعد سنوات بحثه، قرر في عام 1996 الانضمام إلى صفوف حزب العمال الكردستاني، بانضمامه كانت عيناه تبحث عن جبال كردستان، كان آرمانج يريد التقاط رائحة التراب التي تنتشر في كل مكان بعد المطر، كان يريد إشباع سنوات من الشوق، مع ذلك و نظراً لبعض متطلبات المهمة، عمل ككادر في حركة الحرية في اليونان وقبرص والبلقان حتى عام 2001.

لقد أصبح كريلا كردستان

عندما توجه آرمانج إلى جبال كردستان في عام 2001 تقرب أكثر من هدفه، مارس عمله كمقاتل في نضال الحرية ضمن صفوف الكريلا بشكل خاص في ساحات قنديل وبهدينان، كان ذكياً جداً، يتعلم بشكل سريع في كل مجال، يصبح ماهراً في كل عمل، كان يطور نفسه أيديولوجياً وتنظيمياً من وقت لآخر.

أرمانج كان يريد أن يترك كل لحظة للتاريخ

بعد أن اكتسب خبرة كبيرة ضمن صفوف الكريلا، بدأ العمل الإعلامي، لعب آرمانج دوراً نشطاً في مركز الإعلام التابع لقوات الدفاع الشعبي، الكريلا آرمانج كان ينتقل من جبل إلى آخر ومن تلة إلى أخرى حاملاً سلاحه وكاميرته على كتفيه، كان يعرف أرض كردستان شبراً شبراً بشكل جيد، كان يدوِّن حياة الكريلا والصعوبات التي يواجهونها في دفتره، بهذا الشكل كان يريد آرمانج أن يعرف جميع رفاقه الكريلا، أن يشعر بهؤلاء المناضلين.

بعد أن أمضى ثلاث سنوات في العمل الإعلامي، كان يريد آرمانج كربوران أن يتوجه إلى منبع النضال ومصدر المقاومة، وبحماس كبير سلك طريقه إلى شمال كردستان، بعد أن طوّر نفسه عسكرياً وفكرياً وتنظيمياً ليتمكن من تحقيق هدفه.

السفر نحو آمد

رغم أن آمــد كانت واحدة من أصعب مناطق نضال الكريلا، فقد انتقل أرمانج كربوران إلى جبال آمــد في عام 2008، حيث استمد تجاربه من هناك، كان ماهراً في كل مجال، كان يريد أن يسعى وراء أهدافه وأحلامه، في حياته

القتالية لم يكن يعرف العقبات وكان لديه حماس قوي، ولكي يطرد عدوه من أرض كردستان، ولينتقم لرفاقه الشهداء، كان يناضل بشكل كبير.

في السابع والعشرون من تشرين الثاني 2011 في منطقة بيران التابعة لولاية آمد الكردستانية وبالقرب من قرية بيري جمان وخلال معركة بين قوات الكريلا وجيش الاحتلال التركي، حيث قاوم القيادي والثوري آرمانج كربوران مع رفاقه جوان آمد وآرام شكاكي حتى آخر طلقة والتحقوا بقافلة الشهداء.