"مزكين كانت من رواد فن الثورة" ـ تم التحديث
قال عضو حركة الثقافة والفن، سرحد زانا، إن فن الثورة خُلق بأفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وريادة الفنانة مزكين (هوزان مزكين) والفنان صفقان (هوزان صفقان).
قال عضو حركة الثقافة والفن، سرحد زانا، إن فن الثورة خُلق بأفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وريادة الفنانة مزكين (هوزان مزكين) والفنان صفقان (هوزان صفقان).
تحدث عضو حركة الثقافة والفن (TEV-ÇAND)، سرحد زانا، لوكالة فرات للأنباء حول ذكرى استشهاد هوزان مزكين في الحادي عشر من أيار، وأوضح أن عمل ومقاومة ونضال وحياة وقيادة ورفاقية وريادة الفنانة مزكين (هوزان مزكين) قد أصبح نهج الفن والثقافة الثورية في كردستان وقال: "بدلاً من أن يكون شهر أيار شهر شهداء حركة الثقافة والفن، أصبح شهر شهداء حركة التحرر الكردية، وبهذا المعنى فإن شهر أيار في غاية الأهمية بالنسبة لحركة التحرر، ولهذا السبب، يُسمى يوم 11 أيار، ذكرى استشهاد الرفيقة مزكين، بيوم شهداء الثقافة والفن، وبالطبع، لم يكن قبول نهج الرفيقة مزكين في أنشطة الثقافة والفن أمراً سهلاً، لماذا أسست الرفيقة مزكين والرفيق صفقان نهج فن الثورة؟ لقد قادت الرفيقة مزكين نهج الثقافة والفن الثوري في كردستان بكدحها ومقاومتها ونضالها وحياتها وريادتها ورفاقيتها، ونحن سائرون على هذا النهج الثوري الذي أسسته، وبهذا المعنى، فإن الحادي عشر من أيار هو يوم ذكرى جميع شهداء حركة الثقافة والفن، إن ما نسميه فن الثورة بدأ في الحقيقة في ساحة القائد آبو، وتطور بريادة الرفيقة مزكين والرفيق صفقان وبتشجيع وتخطيط القائد أوجلان، وبدون شك لم يكن من السهل تمثيل إرث المجتمع والتاريخ والفن في شخصها خلال تلك السنوات وفي تلك الظروف التي كانت فيها الإمكانات قليلة للغاية.
لقد تأسست في أعوام 1983-1984 فرقة (هونر كوم) وفرقة برخدان، ثم في عام 1991 تم تأسيس مركز ميزوبوتاميا للثقافة والفن في اسطنبول ومرسين وأضنة وفي عام 2001 في آمد، وتم إنشاء معظمها من قبل القائد، في الحقيقة، نحن نمتلك فن ثوري منذ 42 عاماً، وبهذا المعنى، قد لا يكون من الممكن تقييم وتعريف هذه السنوات الـ 42 في مجملها، لكن من الضروري رؤية كيف تم تمثيل الفن الثوري في شخص الرفيقة مزكين والرفيق صفقان، أول ما يمكن قوله عن هؤلاء الرفاق، وخاصة الرفيقة مزكين، هي أنها شخصية متكاملة وثورية في كل جانب، تتمتع بشخصية ثورية تحافظ على خطها الثوري في كل مجال ولم تتنازل، ولها موقف ملحمي في الأنشطة الاجتماعية، السياسية، الثقافية والفنية، في المجال العسكري، في الحرب، في القيادة وحتى استشهادها، وفي موقفها العسكري وقيادتها ورفاقيتها، كانت جماعية ومنتجة، وكانت تضع فنها دائماً في خدمة الحرب والثورة، وتفعل ذلك بإبداع عظيم، على الرغم من أن فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت الفترة الأكثر محدودية وصعوبة، إلا أنه تم إنجاز أعمال قيمة للغاية، بالطبع عندما نتحدث هنا عن الإمكانات، فإننا لا نتحدث فقط عن الظروف المادية. ففي ذلك الوقت، وخاصة في أوائل الثمانينات، لم تكن الموارد المادية والمعنوية والبشرية لحركة الحرية واسعة وكبيرة كما هي اليوم، خلق الفرص ضمن فترات انعدامها، الفرص التي نستخدمها اليوم في أعمالنا الثقافية والفنية، بقيت بالفعل حتى يومنا هذا من خلال ما تم خلقه في ذلك الوقت، إن فن الثورة الذي نتحدث عنه اليوم هو القيم التي خلقت بأفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وريادة الفنانة مزكين (هوزان مزكين) والفنان صفقان (هوزان صفقان)، فإذا كنا نتحدث عن الفن الثوري والثقافة ومعايير الفن الثوري اليوم، فإننا نتحدث عن الرفيقة مزكين والرفيق صفقان، ولا بد من النظر في هذا السياق. يجب أن ينتقل أسلوب حياتهم وثوريتهم ومعاييرهم الثورية إلى الجيل الجديد، كيف كان يمكن لهؤلاء الرفاق أن يكون متكاملين إلى هذا الحد؟ كيف كان يمكن أن يكونوا ناجحين في كل المجالات؟ فإنهم كانوا ناجحين في القيادة، في الفن، في السياسة وفي الحرب، لذا يمكن رؤية الانعكاس الحقيقي للشخصية الثورية في شخص الرفيقة مزكين، وفي غضون 42 عاماً، وصلنا إلى يومنا هذا بجهود كبيرة وتضحيات كبيرة في تركيا وأوروبا وأجزاء كردستان الأربعة، ومؤخراً، توجت هذه الجهود والتضحيات بثورة روج آفا".
نحن نمتلك تاريخ على مدى 42 عاماً
وذكر سرحد زانا أن كل الإنجازات المتاحة اليوم تحققت من خلال بذل جهود كبيرة وتقديم تضحيات كبيرة لفنانة مزكين وفنان صفقان، وتابع: "مما لا شك فيه، إلى أي مدى يمكننا التقدم على هذا النهج اليوم؟ بالطبع، علينا أن نناقش هذا قليلاً، كل القيم خُلقت في الأوقات الصعبة مع إمكانات قليلة للغاية في ذلك الوقت، لكن عندما ننظر إلى الفرص المتاحة لنا اليوم، نجد أن هناك فروقات كبيرة، ففي روج آفا تتيح الفرص لنا، نحن لا نتحدث فقط عن الإمكانات المالية، في ذلك الوقت، لن نكن نملك أدوات ولا كتابات ولا إرث نبني فننا عليه، إذا كنا نتحدث اليوم عن أوائل الثمانينات والظروف الملائمة للرفيقة مزكين في ذلك الوقت، فيجب علينا أن نفهم تلك المراحل بشكل أفضل قليلاً، لذلك لم يبق شيء يمكننا أن تثبت أنفسنا عليه، ولم يبق شيء لنأخذه كمثال، بالطبع، لدينا تقاليد تراثية، ولدينا كلاسيكيات، إذ بذلت كل من عائشة شان، مريم خان ومحمد شيخو والعديد من الفنانين جهوداً كبيرة وقدموا أعمالاً قيمة للغاية، لكن عندما نتحدث عن الثمانينيات، فإننا نتحدث في الواقع عن فترة تم فيها تدمير ونهب وحظر اللغة والثقافة والفن الكردي، ففي تلك الفترات، كان المرء يعيد خلق الأشياء التي لم تكن موجودة ويبدأ من الصفر، وبطبيعة الحال، نحن لا نتجاهل تاريخ المجتمع الكردي الممتد لآلاف السنين، لكن مع ذلك، فإن الإرث الحالي مختلط ببعضه البعض، وبهذا المعنى فقد أعادوا خلق أنفسهم على هذه الأرض والتراث، وهذا يعني تقديم تضحيات عظيمة ومواجهة صعوبات كبيرة، لهذا يتطلب تفكير عميق وإيمان كبير ومثابرة وإرادة عظيمة، بالطبع، يمكننا التحدث بسهولة اليوم، لأن لدينا إرث ممتد على 40 عاماً، مرة أخرى، تجاوز تراث حركتنا الثورية الـ 50 عاماً، إذ يبلغ عمر تراثنا في روج آفا 13 عاماً، كما يصل تراث وتاريخ تأسيس أنشطتنا الثقافية والفنية إلى 42 عاماً، عندما نجمع كل هذا معاً، نرى أن لدينا الكثير لنبني أنفسنا عليه، فكيف يمكننا الرد على هذا؟ مما لا شك فيه أن تأثير ثورة روج آفا على أربعة أجزاء من كردستان وأوروبا ونضال حركة الحرية أدى إلى العديد من التطورات المهمة، حيث ظهرت العديد من الأعمال، وتم إجراء العديد من الأبحاث، من الفن في الجبل إلى أجزاء كردستان الأربعة، وظهرت أعمال ومنتجات قيمة للغاية في شمال وشرق سوريا وفي أوروبا، فهل يمكن القول إن كل هذه هي إجابات للثورة أم أنها تؤدي إلى الثورة؟ بطبيعة الحال، هناك بعض أوجه القصور هنا، إذا اتخذنا الرفيقة مزكين كنهج ومعيار فهو غير كاف، من ناحية، ننظر إلى القيم العظيمة التي خلقت وسط المستحيلات، ولكن من ناحية أخرى، كم وكيف ننتج في بيئة تتوفر فيها مثل هذه الإمكانات والمكاسب العظيمة؟ بالطبع، علينا أن ننقد أنفسنا هنا".
على الفنانين تحمل مسؤولية أوجه القصور الحالية
وأشار زانا إلى أن المجتمع سيتخذ دائماً من النظام الإمبريالي والرأسمالي كنموذج إن لم يخلق الفنانون في العالم حياة حرة وتعريفاً للحياة الحرة في ذهن المجتمع، وتابع: "إذا كان هناك أي قصور في ثورة روج آفا اليوم، في حب الوطن، وحب الأرض والمجتمع، والنضال وحماية المجتمع والأرض، سنعتبر نحن الفنانون أنفسنا المسؤولين عن ذلك، نحن مقتنعون بهذا، وهذا هو الحال في ثورات كل المجتمعات، لن تتحرر كردستان إلا بعد أن تتشكل كردستان حرة في أذهان الفنانين والشعراء الكرد، وحتى لو تم تأسيس كردستان حرة، فهي كردستان بلا روح، كردستان غير المعرّفة، لا تعرف سبب وجودها، ولا تعرف كيف تعيش، في كردستان الحرة، لا يمكن لأفراد المجتمع، ونظام ذلك المجتمع، وحياة ذلك المجتمع وروحانيته، وسياسة ذلك المجتمع أن تتحول إلى فن إذا لم يخلق الفنان ذلك في ذهنه، ولم يتخيل ولم يخلق كردستان حرة في ذهنه، أي نوع من كردستان سيتخيله شبابنا ومجتمعنا عندما لا يستطيعون الكشف عنها، أو كيف سيخلقون كونفدرالية الشرق الأوسط، أو شمال وشرق سوريا، ووحدتنا نحن والشعوب الأخرى، وباختصار، الإنسانية جمعاء في أذهانهم؟ وبطبيعة الحال، هذا لا ينطبق على الكرد فحسب، بل على العالم أجمع، وإلى أن يخلق الفنانون في العالم الحياة الحرة وتعريف الحياة الحرة في ذهن المجتمع، فمن أين وممن سيأخذ المجتمع نموذجاً؟ في الواقع، عندما ننظر إلى الأمر اليوم، وللأسف؛ فإن الفنانين أنفسهم يديرون عجلة الرأسمالية سواء بالنوايا الطيبة أو الخبيثة، ومن خلال الأفلام والمسلسلات، يكون لهم تأثير سلبي على الشباب والمجتمع، ومن خلال الأعمال التي ينتجونها، يوجهونهم إلى أوروبا، ومن الإنترنت إلى الأفلام والتلفزيون والإعلانات التجارية اليوم، يستخدمون الفن كسلاح مدمر، وإن جوهر الفن هو خلق الثقافة، خلقُ ثقافة حرة، وهذا يعني خلق عقلية حرة والعيش المشترك، وخلق حياة حرة ومتساوية، وبالطبع هناك أعمال تخدم المجتمع وترتكز على مبدأ القيادة، أو يمكن القول أن هناك فنانين يحاولون ذلك، ولا نريد أن نتجاهل جهودهم، فاليوم، على وجه الخصوص، قام فنانونا بالكثير من العمل في قيادة ثورة روج آفا، وطبعاً لا ننكر مجهودات أحد، لأنهم دفعوا ثمناً كبيراً، هناك المئات من شهداء حركة الثقافة والفن Tev-Çand، لقد قدموا عملاً مدهشاً، لكن مدى خدمة هذا الثمن والجهد للثورة هو موضع انتقاد، علينا أن نقيّم أنفسنا، ومن خلال التجربة يمكننا القول أن المشكلة ليست في الإمكانيات المالية فقط، وهذا ما تم إثباته أيضاً، إذا كان لدى الفنان جوهر فني بحق، إذا كان ذا طبيعة اجتماعية، إذا كان لديه ما يخص المجتمع، فلا شك أن ذلك الفنان سيكون ناجحاً فيما يريد أن ينقله إلى المجتمع، وبغض النظر عن الإمكانات والظروف، إن رؤية الفرص والظروف كمشكلة هو مجرد عذر، ولهذا السبب علينا أن نقيّم أنفسنا، إذا اتبعنا خط الرفيقين مزكين وصفقان، وإذا اتبعنا خط رفاقنا الشهداء، وإذا اتبعنا وجهة نظر القائد أوجلان وانتهى بنا الأمر إلى اختلاق الأعذار لأنفسنا، فسيكون هذا بالتأكيد ظلماً كبيراً، سيكون ظلماً كبيراً لأفكار القائد أوجلان وآلاف الشهداء والمقاومين.
إن لم نغني ونلحن في فننا للثورة فماذا سنغني ونلحن؟
ولأن الفنانين موجودون في كردستان اليوم، إن لم يعبروا عما يعايشونه من آلام إلى إنجازات، كل المقاومة والمجازر التي تمت في كردستان، حقيقة المقاومة والنضال العظيم لحركة الحرية 50 عاماً، كل المقاومة الملحمية في الجبال، حقيقة تاريخ أجزاء كردستان الأربعة وأخيراً كل المقاومة والإنجازات العظيمة التي حققتها ثورة روج آفا، فعمَّ سيعبرون؟ ما الذي نبحث عنه؟ ما الذي يجب أن نبحث عنه؟ فما الذي لا نملكه لتطوير فننا ونخلقه بأنفسنا؟ أعتقد أن ما نفتقده هو أنفسنا، ما ينقصنا هو أن يعرف الناس أنفسهم وأن يكونوا على طبيعتهم، هناك فنانون (هوزان) بين الكرد، هناك ثقافة فنية، هوزان تعني أن تعرف نفسك، أن تكون نفسك، الفنانة مزكين (هوزان مزكين) هي بالضبط الجواب على هذا، أولئك الذين لا يعرفون تاريخهم وثقافتهم ومجتمعهم وجغرافيتهم، والذين ليس لديهم وطن وحرية واهتمامات اجتماعية، ألا يمكنهم الإبداع أو الإنتاج مع الإمكانات المتاحة لهم؟ بلى، لكن فنهم لن يلقى استجابة عندما يخلقون ويبدعون، سيبقى تقنياً وعادياً، ولا يمكن أن يكونوا أساس الفن ورواد المجتمع، وبهذا المعنى، أولاً وقبل كل شيء، يجب أن ينبع جوهر ما من الإنسان، والفنانة مزكين تمثل ذلك بالضبط، لذلك، لقد أنشأت خط حركة الثقافة والفن، إنها شخصية موحدة، شمولية في كل جانب، عندما نقرأ عن الرفيقة مزكين ونستمع إلى الرفاق الذين بقوا معها، نرى أنها لم تضيع حتى ثانية واحدة من وقتها، كان لديها دائماً خطة في الاعتبار، كانت دائماً لديها خطوة لاحقة، لأنها كانت دائماً تحمل هماً، ما كان همها؟ كانت تحمل هم الحرية، كانت تحمل هم الوطن، فبدلاً من السعي لتحقيق النجاح الفردي، كانت ترتكز على الحياة الجماعية وتجعل من حولها ناجحين، هذه هي بالضبط معايير حزب العمال الكردستاني، في الواقع، هذه هي معايير الفن، أولئك الذين يسيرون على خط الرفيقة مزكين يمكن القول بأنها هي من وجهتهم، لقد خلقت فكر الحرية وحب الوطن في أذهان الناس، وهذا ما يقود الإنسان إلى النجاح والنصر، والأعمال التي خلقتها الرفيق مزكين هم أناس أيضاً، إنهم أناس أحرار، وهذا هو خط القائد، إنه نهج وأسلوب القائد أوجلان".