فوربس: معركة إدلب جعلت أردوغان مُحاصر ومُهدد بالهزيمة على كل الجبهات

قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي مليك كيلان إن معركة إدلب جعلت رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في مأزق صعب، ليس فقط نتيجة الخسائر التي يتعرض لها، لكنه أيضا بات مهددا بالهزيمة الشاملة.

وأعتبر الكاتب في مقال نشره يوم الجمعة بمجلة فوربس الأمريكية، إن التطورات في منطقة إدلب في شمال سوريا وضعت الرئيس التركي في زاوية ضيقة، وربما كانت الأضيق منذ أن استولى على السلطة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، معتبرا إن تلك الأزمة ربما تضع نهاية طريق أردوغان في السلطة في تركيا.

وأوضح الكاتب في مقال بعنوان: "الحرب بين تركيا وروسيا: هل هذه نهاية أردوغان؟"، إن ما يزيد عن مليون لاجئ، يتحركون شمالًا باتجاه الحدود التركية المغلقة، لكن لا يمكن إبقاء مليون لاجئ جائع ومشرد هكذا على الحدود، مشيرا إلى استياء المواطنين الأتراك من أزمة اللاجئين يهدد بكسر قبضة أردوغان على السلطة.

أردوغان لن يبقى بالسلطة بعد الهزيمة

وأعتبر الكاتب انه على الرغم من ارسال اردوغان الجيش التركي مع الدبابات والمدافع والمدرعات والصواريخ بعيدة المدى، لكن تلك القوات ليس لديها الحماية من الضربات الجوية الروسية. وتابع: "يمكن لدولة لها تاريخ عسكري طويل مثل تركيا أن تتحمل قتلى في ساحة المعركة، وتدفقات اللاجئين، وفرض قيود على الحريات ووضع السلطات كلها في يد رئيسها، إلى حد ما. لكن ما لن يتم التسامح معه هو الهزيمة، خاصة الهزيمة التي لا يمكن لوسائل الإعلام التابعة لأردوغان أن تخفيها عن الجماهير. بالإضافة إلى ذلك، فإن انهيار المرتزقة الذين تدعمهم أنقرة في سوريا سيعزز قوة الكرد.. وذلك هو الضربة الأكبر".

وأشار المقال إلى أن أردوغان اصبح يخسر الجانبين الغربي والروسي معا في سوريا، فهو يسأل الناتو يائسًا عن الغطاء الجوي من خلال منظومة باتريوت للوقاية من الضربات الجوية الروسية ضد الجنود الأتراك. لكن بعد أن خسر أردوغان الناتو والغرب، بعد أن اشترى بطاريات الصواريخ الروسية اس 400، فقد استنفذ أردوغان قدرته خداع كلا الجانبين.

حدث هذا مرة واحدة في عام 2015 عندما أسقطت قوات أردوغان الجوية المقاتلة الروسية SU-24 أثناء تحليقها في المجال الجوي التركي لمهاجمة المرتزقة المدعومين من تركيا في سوريا ذلك المكان الذي اعتادت انقرة على نقل المقاتلين والسلاح من خلاله. لكن توسل أردوغان لحلف الناتو من أجل منحه صواريخ باتريوت، لن يجدي، حيث لا يريد الناتو ولا الولايات المتحدة دعم أردوغان أكثر أو مواجهة روسيا بشأن نزاع يتجاوز اختصاص الناتو، (في اشارة الى ان تركيا دولة معتدية في سوريا وليس معتدى عليها ليتدخل الناتو). واعتبر الكاتب انه من غير المرجح أن يحصل عليها الآن، إلا إذا قدم تنازلات هائلة. ولكن مهما كانت التنازلات قصيرة المدى (إعادة صفقة الصواريخ الروسية S-400 وإيقاف خط أنابيب الغاز الروسي)، فإن الهدف النهائي سيظل هو رحيله عن السلطة. لذلك، فإن أردوغان يواجه نهايته على جميع الجبهات.

خسارة الناتو وروسيا أيضا

وأعتبر الكاتب ان مساعي واساليب أدروغان للتلاعب بالتحالفات في مواجهة روسيا، كما فعلت السلطنة العثمانية الزائلة في صراعها مع روسيا القيصرية، لن تفلح مع أردوغان الذي يتبنى العثمانية الجديدة.

ويرى التحليل أن الغرب الذي يضايقه استمرار حاجته الى التمسك بالجناح الشرقي لحلف الناتو في اشارة الى عضوية تركيا، فإن الروس لا يهمهم ذلك، حيث ان موسكو ربما تهتم بأن تكون تركيا موالية لها، لكنها في نفس الوقت ترى ان تركيا غير المستقرة ربما تكون على نفس القدر من الاهمية ان لم يكن افضلن فلن تمثل حينها تهديدا لسوريا ولن تكون جبهة الناتو الشرقية حينئذ.

لا ينهي بوتن صراعًا مشتعلًا أبدًا إذا كان لا يزال من الممكن كسب مزيد من النفوذ. وحتى الآن، ليس لدى الكرملين أي سبب للتعامل بلطف مع مرتزقة أردوغان. لذا، فإن خيار روسيا، الذي يكتشفه رئيس تركيا للتو، إن الحرب لم تكن أبدًا ملاذًا آمنا له.

واعتبر الكاتب ان الاتراك حاليا في وضع لا يحسدون عليه، فقد استيقظوا من نومهم على النزعة الدكتاتورية لرئيسهم، ورأوا معه ما يكفي من الاضطرابات والصراعات، ويبدو أن عويل وسائل الاعلام التركية المؤيدة للنظام وصراخها حاليا لن ينفع أردوغان كما كان يفعل في الماضي.

وأشار الكاتب في خلاصة المقال، إلى أن حلف الناتو اصبح في وضع يسمح له بتقديم عرضه النهائي على أردوغان، وهو إما أن يترك موسكو بهدوء، أو سيتركه الحلف يصارع الدب الروسي، لكن يبقى احتمال واحد يمكن ان يغير السيناريو، إذ كانت الولايات المتحدة تريد استنزاف روسيا وسوريا وايران في حرب مستمرة أمام أنقرة كواجهة للناتو، وحينها يمكن ان تقدم لها منظومة باتريوت للدفاع الجوي وسيطرة على مساحة تسمح لها باسقاط الاسد، لكن العديد من الامور تجعل ذلك مستحيلا، فلا يوجد ما يضمن الوثوق بأردوغان للبقاء بجانب الناتو بعد حصوله على المساعدة، ولا احد يعرف حسابات دونالد ترامب، وهل هو مستعد لإزعاج بوتين بدعم أردوغان؟