عنصر من  تنظيم "داعش": "الجيش الحر" ليس لديه هدف واضح ..  وداعش كان ينظر للنساء الاسيرات بأنهن كافرات

تحدث احد عناصر تنظيم "داعش" المدعو أسامة عويد الصالح لوكالة فرات عن بداية انضمامه للتنظيم ، مشيراً  الى ممارسات التنظيم وجرائمه في سوريا والعراق وعدد من المسائل المتعلقة بعلاقة التنظيم  الخارجية وبالأخص مع الدولة التركية

كثيرة هي الروايات والاحاديث التي تظهر بين الحين والأخر التي تتحدث عن ممارسات تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية التي تتناحر وتتصارع في سوريا ، قد تختلف الروايات فيما بينها من حيث  الطرح والسرد ، لكنها تجمع من حيث الممارسات والوحشية المتبعة من قبل تلك التنظيمات ، واحدى تلك الروايات هي لاحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي والذي تحدث لوكالة فرات للانباء ANF عن بداية انضمامه للتنظيم ، وعن العديد من المسائل المتعلقة بالتنظيم اثناء سيطرته على أجزاء واسعة من الاراضي السورية والعراقية وعن ممارسات التنظيم وجرائمه وعدد من المسائل المتعلقة بعلاقات التنظيم الخارجية وبالأخص مع الدولة التركية ، وفي بداية حديثه عرف  العنصر  عن نفسه بالقول : اسمي أسامة عويد الصالح من محافظة دير الزور من قرية الطيانة ، من مواليد عام (1988)، درست في قرية الطيانة حتى الثانوية ومن ثم دخلت كلية الحقوق في جامعة الفرات في دير الزور عام 2006. أنهيت دراستي عام 2010 ومن ثم  التحقت بصفوف قوات النظام السوري ، و أواخر عام2010  أعلنت انشقاقي عن قوات النظام السوري  وعدت لاحقاً الى منزلي في قرية الطيانة. 

ومن ثم انضممت إلى "الجيش السوري الحر" لمدة تقارب حوالي الستة أشهر ، وفي بداية العام 2013 انضممت إلى صفوف "جبهة النصرة" وبقيت فيها ما يقارب السنة حتى بداية العام 2014 ومن ثم انضممت إلى تنظيم "داعش".

وعن بدايات انضمامه الى صفوف تنظيم داعش أشار الصالح بالقول : وفي البداية كان تنظيما جبهة النصرة وداعش ، عبارة عن جماعة واحدة ، وفيما بعد حصلت خلافات بين الطرفين ، أدت الى حدوث انشقاق في صفوف الجماعة حيث انضم قسم من العناصر الى تنظيم داعش ، والقسم الأخر بقي في صفوف جبهة النصرة ، اما انا فبقيت لفترة في "جبهة النصرة" ، وكان هنالك  شخص مصري يسكن في قريتنا ويدعى "أبو المنذر" وأخرون مقربين منه ومن بينهم "أبو بكر الطيانة" والذين كانوا ينشطون في مجال الدعوة إلى الانتساب الى تنظيم "داعش"، انتسبنا إلى صفوف التنظيم في يناير – كانون الثاني عام /2014/ ، والتحقنا بمعسكر  للتدريب  في حقل "الجفرة النفطي" ، القريب من مواقع ونقاط تمركز قوات النظام السوري ، في تلك الفترة كانت كل الجبهات في سوريا مشتعلة وكل الناس خرجوا في مظاهرات مدنين كانوا أو مسلحين كانوا يريدون أسقاط النظام ، أو تغيير النظام في سوريا ،  وعندما أعلنت انشقاقي عن النظام وانضممت إلى "الجيش السوري" كان هذا هو هدفي الرئيسي ، لكن مع انضمامنا الى كتائب "الجيش السوري الحر" لم نجد شيئاً من تلك الشعارات التي كانوا يطلقونها باستمرار ، بل وجدنا العكس ، لم نجد سوى أعمال السرقة والنهب والسلب ، فتركت "الجيش السوري الحر " ، كنت عنصراً في كتيبة الزلازل ومن ثم انتسبت الى كتيبة أسامة بن زيد كنت انا وشخص آخر من نفس القرية كان أيضاً منشق من "قوات النظام" وعملنا في هذه الكتيبة حتى نهاية عام /2012/.  ومن ثم تركنا "الجيش السوري الحر" بسبب الأمور  التي ذكرتها سابقاً ، بمعنى أخر، لم يكن هناك هدف واضح "للجيش السوري الحر".

ونوه الصالح بالحديث الى الدعم التركي للمجموعات الإرهابية في سوريا بالقول :

و كان الدعم آنذاك يصل إلى المجلس العسكري والثوري من تركيا حيث كانوا يستلمون الاسلحة والمعدات من تركيا كان هناك بيننا ضباط منشقين مقيمون في تركيا ، يتواصلون مع المجالس العسكرية والثورية فيأتيهم الدعم من هناك ، كنا موجودين في المعسكرات وكنا نسمع حديث الضباط المنشقين كانوا يعملون على أمور  تجهيز القيادات لكي يستلموا المنطقة ، أبان سيطرة  الجيش الحر على المنطقة  كانت الفصائل المتنوعة والعشائر في المنطقة تتصرف بالبترول والنفط  ولم تكن تلك الفصائل قادرةً  على فرض  السيطرة القوية على المنطقة والوصول إلى بناء علاقات تجارية مع تركيا ، فقط كان هناك ضباط من الجيش الحر لهم علاقات قوية مع تركيا يأتون بالمال والسلاح والدعم.

وعن المسائل المتعلقة بالعلاقات الخارجية للتنظيم افاد الصالح بالقول :  مسألة العلاقات التجارية ، كان النفط يذهب إلى مدينة إدلب ومنها إلى تركيا وكان يباع بأسعار غالية.

في بداية عام / 2014/ وبعد  أقناعنا من قبل أبو المنذر وأبو بكر بالانتساب الى صفوف تنظيم داعش ، التحقنا بالدورة الشرعية والعسكرية في حقل الجفرة ، في بداية يناير- كانون الثاني  بدأ الاقتتال بين الجيش الحر وجبهة النصرة وتنظيم داعش ، وخلال  هذه الفترة ألغيت تقريباً كل المعسكرات الشرعية والعسكرية ، وأكتفوا بتشكيل مجموعات لحراسة الحقل ، وكنا نحن منضمين حديثاً للتنظيم و نقوم بالحراسة ، واستمر هذا الوضع حتى بداية الشهر الثاني من العام. وبعد أن قرر التنظيم الانسحاب ، طلبنا إجازة وعدنا إلى المنزل ، هناك تواصلوا معنا وطلبوا منا قطع الطريق على الجيش الحر بأية وسيلة  حيث كانت المعارك دائرة  بين الجيش الحر وداعش في منطقة مركدة ، وخلال محاولتنا زرع عبوات ناسفة على الطريق تم القاء القبض علينا من قبل جبهة النصرة ، وتم احتجازنا لمدة شهرين تقريباً ومن ثم اطلقوا سراحنا ، كنت مصاباً في قدمي وخضعت للعلاج حتى الشهر التاسع من العام ذاته  ، حينها تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة دير الزور ،بعد أن تعافيت عدت إلى التنظيم انضممت إلى المحكمة العامة في الولاية، لمدة تقارب الثمانية التسعة أشهر في محكمة الميادين ،

وتابع الصالح بالقول : وعندما عدت الى التنظيم تمت محاكمتي ومن ثم تم نقلي الى مكتب الانتساب في الميادين حيث تم تسليمي سبعة مكاتب وهو عبارة عن مكتب لاستقبال المنتسبين الجدد في التنظيم، كانت مهمتي حينها توثيق اسمائهم واعطاءهم بطاقات المراجعة كي يستقبلهم قسم الموارد البشرية وهذا القسم مسؤول عن المعسكرات الشرعية والعسكرية ، اما بالنسبة لمسألة دعوة الناس الى الانضمام للتنظيم فكانت مهمة مكتب الدعوة حيث كانوا يقيمون الخيم الدعوية ، و يدعون الناس من خلال سيارات تحمل مكبرات الصوت وتسير في الطرقات كي تجذب الناس للانتساب الى التنظيم ،  اما بالنسبة لعملنا فكان لدينا شروط كي ينتسب العضو الى التنظيم ، ومنها بأن يكون له "مزكي" من جنود التنظيم اي شاهد عليه من الناحية الدينية هل يقضي الفروض الاسلامية في مجتمعه ام لا. وعلى "المزكي" ان يكون قد امضى في التنظيم ما يقارب ستة اشهر ولا يقبل بتزكية اي جندي بشرط وهو بان يأتي بتقرير طبي على انه معافى من جميع الامراض.

 وحول الجانب التجاري في أماكن سيطرة تنظيم داعش أشار الصالح بالقول : بالنسبة للتجارة فكانت مفتوحة حيث كان التجار  يأتون من أماكن كثيرة ، مثلاً كان التجار يأتون من محافظة إدلب مع آلياتهم ويأخذون النفط ويبيعونها مباشرة في ادلب وتركيا ، و في دير الزور كان يوجد ما يقارب 90 بالمائة من الناس يعملون في شراء النفط ، لم يكن هناك اناس محددون بل كانوا يأتون من حلب  وإدلب بكثافة يأخذون النفط بشكل أرتال ضخمة فيأخذون النفط ويذهبون بها الى مناطقهم ، لا استطيع أن اجزم هوية اشخاص معينين مثلا  كالقاطرجي كما يقال له . اما الذين كانوا يعملون في النفط كانوا يُمنعون من التجارة في النفط ويمنع على كل الجنود المتواجدين في التنظيم العمل في التجارة فإذا كان لدى احد الجنود  مالاً ، يمكنه العمل مع شريك لكن أن يعمل بنفسه فكان يعتبر ممنوعاً ، واما الذين كانوا يعملون في "الركاز " فيُمنع عليهم العمل في تجارة النفط لا بشريك ولا بغيره ، بعد أن عملت  في "الركاز " تم طلب نقلي من قبل ولاية الخير الجديدة كي اعمل في قسم الأمن الخارجي حيث كان حينها أبو عبد الله معيجل مسؤولاً عن الولاية وتم الموافقة من قبل ولاية البركة حيث كنت هناك وعملت في هذا المجال الجديد ومن ثم بدأنا العمل مع المسؤول الجديد وهو أبو عبد الله المعيجل في العمل الخارجي ، وبعد فترة وجيزة  خرج  المسؤول أبو عبد الله المعيجل إلى منطقة الدشيشة ومن ثم خرجنا معاً، وكان أول تنسيق بيننا عبر الانترنت ومن ثم كنا نذهب من الصحراء إلى الدشيشة كنا نقابله في الدشيشة كنا نتكلم بمسألة السلاح والدعم  حيث كان الحديث عبر مسؤول الولاية حصراً وحينها اخرج السلاح من الهجين والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم وبعدها بدأ بتوزيعه على القواطع كنت حينها مسؤولاً عن القاطع الشرقي وكان يعطي  حينها كل قاطع قسم من السلاح كان مخبئ عنده ويعطى أيضاً المصروف والمال للقاطع ، اما بالنسبة لمسألة الخلايا كان هناك عدة مجموعات لتشكيل الخلايا وهي مجموعات كانت  قد دخلت إلى منطقة القديم ، قسم منهم خرج من منطقة البحرة المحاصرة وتم الاتصال بهم وأخبارهم عن العمل وهم بدورهم قبلوا العمل معنا ،آنذاك  كنت في منطقة الصحراء منطقة حقول النفط وهي منطقة الأزرق وكان أبو عبدالله موجود في الدشيشة وتم التنسيق مع المسؤول الموجود آنذاك في المنطقة وهو أبو عبد الملك الشعيطي حيث كان يمتلك عدة مجموعات موزعة في منطقة الذبيان والشعيطات والزر  ،وفي البداية كان العمل يسير بشكل عشوائي لم يكن هناك تنظيم حيث كان العمل عبارة عن التربص بالهدف اي انتظار هدف مباشر ويتم التعامل معه ويتم زرع العبوة في حال مرور سيارة أو هدف ،وايضاً مسألة الاغتيالات كانت تتم من خلال الدراجات النارية في المنطقة لأننا لم نكن نملك الخبرة الكافية للتخطيط حيث كنا جديدين على هذا الامر. وكانت اول عملية لنا في منطقة الشعيطات في غرانيج والبحرة حيث قمنا بتفجير سيارتين ومن ثم في منطقة أبو حمام تم تفجير عبوة أيضاً وفي منطقة أبو حردوب تم تفجير عبوتين وفي منطقة الكسار أيضاً تم تفجير عبوة في سيارة لودر وفي منطقة الذيبان تم تفجير عبوتين وفي منطقة أبو حمام أيضاً تم تفجير عبوة اما باقي العمليات فكانت في منطقة ذيبان حيث كنا نغتال عناصر من قوات قسد وحدثت في منطقة الشحيل ودرنج والزر أيضاً عمليات اغتيال لعناصر من قسد ولم نكن نستهدف اشخاص معينين وكنا نحدد اهدافنا من خلال الملابس حيث كنا نزرع العبوة على جانب الطرقات وعندما تمر سيارة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية كنا نقوم بتفجيرها ونفذت كل هذه العمليات خلال خمسة اشهر ولا توجد لدينا احصائيات حول عدد العمليات. 

وتطرق الصالح الى  قضية  الاسرى لدى تنظيم داعش بالقول : اما بالنسبة لمسألة الأسرى كنت اعمل في الامن الداخلي وهو قسم من الامن العام وكان عملي محدوداً ، يتعلق بجنود الدولة وليس له علاقة بالأمن العام والاسرى حينها كانون يأخذونهم  الى مراكز خاصة فمثلا كان هناك مركز في مدينة الرقة اسمه ديوان الامن العام حيث كانوا يسجنون الاسرى.

 وبالنسبة لمسألة سنجار لم اكن متواجداً في الاماكن التي كانوا يحتجزون فيها الاسرى الايزيديين ولم اتدخل بأمور السبايا حيث كنت معروفا بأنني ابن القرية اما بالنسبة لتعذيب السبايا ، كن يتعرضن للضرب والبيع بين جنود التنظيم ، وبعدها صدر ت قرارات وتعاميم لضبط التعامل معهن.  وكنا نسمع بأن الايزيديين في العراق تعرضوا للقتل والذبح والسجن وغالباً كان الاسير يتعرض للقتل فمثال على ذلك الطيار الاسير معاذ الكساسبة وايضا كان هناك طياران من قوات  النظام السوري اما بالنسبة للنساء كانوا ينظرون اليهن على انهن كافرات حيث كان يتم استتبابهن وادخالهن للإسلام والزواج منهن. اما بالنسبة لمسألة الأموال والأثار وغيرها كان هناك قسم معروف باسم بيت المال وكان هناك شخص  مسؤول عن بيت المال ضمن التنظيم وهو مكلف من قبل ابو بكر البغدادي وهو كان يتصرف بالأموال ولم اكن اتدخل بهذه الامور وليس لدي معلومات عنها وحتى عندما كنت اعمل في مجال النفط لم اكن اتدخل في مجال المال وكان عملي هو توثيق الاسماء.

وحول مسألة الاثار أشار الصالح بالقول : بالنسبة لمسألة الآثار لم اكن على علم بشيء ولكن كان هناك اشخاص يعملون في الاثار في دير الزور وبشكل عام التنظيم كان يحطم التماثيل التي اتوا بها من الموصل وكانوا يستفيدون من القطع الصغيرة مثل الصحون  المنقوشة بكتابات يونانية او اغريقية  ويبيعونها ولم يكن لي صلة بهذه الامور لان طبيعة عملي لم تسمح لي بذلك. اما الذهب فكانوا يستفيدون منه في صناعة العملة ولكن  تم سحبها من السوق في الآونة الاخيرة بأمر من امير بيت المال  ، ولا املك معلومات أخرى عن الموضوع ويمكن لأي جندي من الجنود الذين واكبوا الحملات الاخيرة افادتكم بمعلومات عن ذلك  ونحن نسمع بأن الذهب قد هرب الى تركيا وهناك شائعات بين الجنود تقول بأنه قد هُربت الى صحراء الانبار وهناك من يقول انه تم تسليمه لأناس أمينين  وايضاً من يقولون انه تم استثماره في الاسواق التركية، وهنالك من يقول انه تم سرقته او ضاع في الصحراء. ففي الحقيقة ليس لدي معلومات عن ذلك.