بايك: على القوى الديمقراطية أن تقف مع الكرد ضد سياسات العزلة

قال الرئيس المشترك للمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك: من الضروري إلغاء العزلة على القائد أوجلان لإحداث تقدم في درب الديمقراطية في تركيا، ووقوف شعوب تركيا والقوى الديمقراطية إلى جانب الكرد ضد العزلة، من شأنه إنهاء سياسات الإبادة.

قيَّم الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك، العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان ونهج المقاومة في أجزاء كردستان الأربعة وفي مقدمتها روج آفا، مشيراً عن انزعاجه من الحصار المفروض على معسكر مخمور للاجئين، في برنامج خاص على فضائية Stêrk TV.

وأشار جميل بايك إلى أن العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان لها ارتباط مباشر بالحرب الدائرة في الشرق الأوسط، وقال "العزلة مستمرة نظراً لاستمرار هجمات الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي، وفي الوقت نفسه تزداد الضغوط والسياسات القمعية ضد شعوب تركيا، وزيادة وتيرة سياسات القمع والإبادة الجماعية في كردستان تتناسب طرداً مع نسبة زيادة الظلم والقمع بحق القوى الديمقراطية في تركيا، لذلك لا بد أن تقف شعوب تركيا والقوى الديمقراطية إلى جانب الشعب الكردي ضد هذه العزلة المفروضة."

ولفت بايك النظر إلى هجمات دولة الاحتلال التركي على شنكال وقال " أن الذين يساعدون الدولة التركية هم شركاء في المجازر التي ترتكبها، لذلك على شعبنا الإيزيدي رفض الخونة ومحاسبتهم. من جهة يدَّعون الكردية والنضال من أجل الشعب الكردي ومن الجهة الأخرى يشاركون في المذابح التي ترتكب بحق شعبنا في شنكال والقوى التي دافعت عن الشعب في وجه تنظيم داعش الإرهابي، وهذا معيب جداً بالنسبة لهم وعلى شعبنا إدراك ذلك، ويجب رفض كل من يقف ساكتاً عن المجازر المرتكبة."

العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان المستمرة لـ 22 عاماً وصل إلى مستوى التعذيب، قامت حركتكم وشعب كردستان وأصدقاؤه بفعاليات وأنشطة عظيمة ضد هذه العزلة، لكن العزلة لا تزال مستمرة، كيف تعلقون على ذلك؟

لا تزال العزلة مستمرة ضد القائد أوجلان والإصرار على العزلة من قبل عقلية النظام التركي والصمت حيالها، مرتبط بشكل وثيق بالحرب الدائرة في الشرق الأوسط، في العام الماضي تطورت المقاومة ضد العزلة وهزت حكومة العدالة والتنمية واضطروا إلى السماح بإجراء بعض اللقاءات مع القائد أوجلان، وتلك المقاومة ولدت نتائج كبيرة لجميع القوى الديمقراطية في تركيا، وبالتالي أدركت هذه القوى مدى ارتباط التطور الديمقراطي بالعزلة المفروضة على القائد أوجلان، ولذلك نقول أن إحداث أي تطور في مسيرة الديمقراطية في تركيا على علاقة مباشرة مع إزالة العزلة المفروضة على القائد، وإزالة هذه العزلة هامة للقوى الديمقراطية بقدر أهميتها بالنسبة للقضية الكردية وطريق هزيمة الفاشية يمر عبر رفع العزلة".

وللعلم أن لاستمرار هجمات الإنكار والإبادة على الشعب الكردي وازدياد الظلم والقمع في مواجهة القوى الديمقراطية في تركيا، علاقة مباشرة مع استمرار هذه العزلة المفروضة، ولهذا السبب على كافة القوى الديمقراطية أن تقف إلى جانب الشعب الكردي في وجه العزلة وسياسات الإنكار والإبادة بحق الشعب الكردي، وإذا حدث ذلك، يمكن القول أن العزلة ستنتهي وستتوقف هجمات الإبادة وسيفتح الطريق نحو الديمقراطية في تركيا."

وهنا نتحدث عن ضرورة إيقاف هجمات الدولة التركية ضد جميع الكرد في الأجزاء الأخرى أيضاً وليس فقط في تركيا، لأن القائد أوجلان يمثل الكرد جميعاً، حتى يمكن القول ان العزلة تستهدف الكرد والانسانية جمعاء، ولا يمكن لأحد أن يحصر العزلة المفروضة على القائد أوجلان فقط بشمال كردستان أو بحزب العمال الكردستاني (PKK)، ولهذا على الكرد في جميع الأجزاء الأخرى من كردستان أن يقفوا في وجه هذه العزلة الظالمة، بالطبع، هناك حراك شعبي مقاوم في كل من روج آفا وجنوب كردستان وفي المهجر في ساحات أوروبا، ولكن القوى السياسية في جنوب كردستان لم يصدر إلى الآن، أي بيان بهذا الصدد وهذا أمر معيب بالنسبة للكرد، لأن كسر العزلة المفروضة على القائد أوجلان يعني كسر العزلة على الشعب الكردي، نحن نقترب من 15 شباط ولذلك يتعين على الشعب الكردي وكافة القوى الديمقراطية في تركيا أن يقفوا في وجه العزلة ويطالبوا بكسرها، ويجب البدء من الآن بهذه الفعاليات."

بدأت قوات الكريلا بالحملة الثورية في حفتانين، حيث أن قوات الكريلا في مقاومة مستمرة على مدار الفصول الأربعة من السنة، وقد نفذوا عمليات نوعية في الآونة الأخيرة، كيف تقيمون هذه المقاومة وهذه العمليات النوعية؟

أرادوا صناعة نظام جديد في تركيا بالانقلاب العسكري في 12 ايلول 1980 ولكن الكريلا كانت لهم بالمرصاد وأعاقت وصول انقلاب 12 أيلول إلى مبتغاه وهدفه، ومن بعد ذلك جاءت الانتفاضات الشعبية التي ساندت قوات الكريلا في مواجهة الانقلاب؛ وفي العام 2015 أرادت حكومة العدالة والتنمية إحداث انقلاب أعمق من انقلاب 12 أيلول، لكن في هذه المرة أيضاً وقفت الكريلا في وجه هذا الانقلاب بمساندة شعبنا، ولا تزال هذه المقاومة مستمرة، السبب الكامن وراء هذا الكم الهائل من الهجمات التي تشنها حكومة ( AKP-MHP) على القائد أوجلان وعلى الكريلا والشعب الكردي، هو السعي نحو تطبيق نظام الاسلام التركي، وقوات الكريلا بدورها وقفت في وجه إنشاء مثل هذا النظام، وإذا كنا نشهد اليوم الحالة الانعزالية التي تشهدها الدولة التركية في الداخل والخارج وتوجه هذا النظام نحو الانهيار فهي بفضل مقاومة الكريلا، ولم تعد فقط فصول الربيع والصيف فصولاً لمقاومة الكريلا، بل قواتنا أصبحت تقوم بتنفيذ العمليات في الشتاء أيضاً، وهذا يؤثر بشكل كبير على سياسة الدولة التركية ويضعها في مأزق، وأتوجه بالشكر لقوات الكريلا بهذه المناسبة وستستمر مقاومة الكريلا وعملياتها بوتيرة أكبر."

كان هناك لقاء بين أردوغان وبوتين، ثم اجتمعت تشكيلات الأمن القومي التركي مع المخابرات السورية، هل للهجمات التي تشن على الشعب الكردي علاقة مع هذه اللقاءات الدبلوماسية التي جرت بين الدول؟

 في الوقت الحالي تتحرك كل من أمريكا وروسيا إلى جانب تركيا، والاجتماعات التي عقدوها مع تركيا هي موجهة ضد الكرد وفي خدمة مصالحهم، ومتى ما انعقدت اجتماعات بين أمريكا وتركيا أو روسيا وتركيا، تكون هناك هجمات على الشعب الكردي، وعلى شعبنا أن يدرك تماماً أنه لا امريكا ولا روسيا ولا تركيا لا تتخذ أية قرارات لصالح الكرد والواقع يوضح ذلك جيداً، فالدولة التركية عقدت اتفاقاً مع روسيا واحتلت عفرين على إثرها، مما تسبب في تعرض شعبنا في عفرين للظلم والاضطهاد والتغيير الديموغرافي واضطر للهجرة والنزوح. هم لا يريدون لكردي واحد بالبقاء."

على الرغم من أن شعب عفرين اضطروا إلى مغادرة مدنهم، إلا أنهم لم يذهبوا بعيداً، بل قالوا إننا لن نغادر عفرين ابداً وسنقاتل من أجل مدينتنا، وسنعود إلى أرضنا مرة أخرى؛ لذلك ابارك شعبنا في عفرين ومن الضروري أن يستمروا في مقاومتهم إلى حين إنهاء الاحتلال التركي في عفرين وعليهم ألا يتخلوا عن عفرين،  يجب على الشباب أن ينضموا إلى التنظيم والحركة التي تقاوم من أجل عفرين، وبهذه المناسبة، استذكر وأحيي جميع شهداء عفرين بكل احترام، ومن أجل الانتقام لشهداء عفرين، يجب على شباب وشعب عفرين تعزيز نضالاتهم، وهم بالفعل يكافحون ويناضلون بشكل يومي، ولذلك أتوجه إليهم بالتحية."

وكذلك عقدت أمريكا اتفاقاً مع تركيا، على إثرها هاجمت الدولة التركية كل من منطقتي سري كانيه وكري سبي وقاموا بتوطين المرتزقة فيها على غرار ما فعلوا في عفرين، وهم بذلك لا يعادون الشعب الكردي فقط بل يعادون كل شعوب سوريا ويسعون إلى تقسيم سوريا، والآن هناك اجتماعات ثناية ما  بين أمريكا وتركيا إلى جانب روسيا وتركيا إضافة إلى اجتماعات ما بين الاستخبارات التركية والسورية، على شعبنا أن يكون يقظاً وحذراً حيال ما تحاك ضده من المؤامرات التي تهدف لإنهاء وجوده، ولذلك على شعبنا أن يتخذ تدابيره ويعزز من صفوفه ونضاله في وجه الاحتلال، شعبنا مؤمن بقدرته وبنضاله وعليه عقد الاتفاقات والتحالفات مع الشعوب في مواجهة هذا الاحتلال."

هاجمت الدولة التركية شنكال مرة أخرى قبل بضعة أيام، وتسبب هذا الهجوم في استشهاد 4 من المقاتلين الإيزيديين، لا الدولة العراقية ولا الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يبدون أية ردود أفعال أو مواقف تجاه هذه الهجمات، ما السبب وراء هذا والغرض من هذه الهجمات؟

في البداية أتوجه بالتعازي لعوائل الشهداء ولوحدات مقاومة شنكال (YBŞ) والشعب الإيزيدي وجميع ابناء كردستان، وأستذكر في شخص الشهيد زردشت شنكالي جميع شهداء الحرية، لا تزال الهجمات مستمرة على شعبنا الإيزيدي وتعتبر استمراراً لهجمات داعش الإرهابي، وهذا ما يدركه ويوضحه شعبنا في شنكال ومن يساعد الدولة التركية في هجماتها هذه، هو يساعد داعش في الوقت عينه، لأن الجميع يعلم مدى العلاقة بين داعش وتركيا، وإذا كانت هناك هجمات موجهة في شنكال تؤدي إلى ارتكاب المجازر بهذا الشكل، فمن المؤكد أن هناك في شنكال من يساعد الدولة التركية في ارتكابها لهذه المجازر، والذين يساعدون الدولة التركية هم في نفس الوقت شركاء في ارتكاب هذه المجازر، ولذلك على شعبنا أن يسعى إلى معرفة من يساعد الدولة التركية في شنكال ويحاسبهم؛ جميعنا نعلم المثل الكردي القائل " لو لم تكن الدودة من أصل الشجرة، لما ماتت الشجرة"، وعلى شعبنا الإيزيدي أن يرفض ويحاسب الخونة المعاملون مع الدولة التركية وأن يعزز صفوفه ويصعد من نضالاته ضد الهجمات الغاشمة للدولة التركية، وهذا هو الصواب."

جميعنا نعلم أن "مام زكي شنكالي" استشهد على أيدي الخونة وتم إثبات ذلك الأدلة، ومن بعده جميع الشهداء وقعوا على أيدي الخونة، لذلك يجب على شعبنا في شنكال أن يعمل بشكل جدي وفعال من أجل تنظيف الداخل ومعرفة هؤلاء الخونة الذين يساعدون العدو التركي ومحاسبتهم، حينها لن يجرؤ أحد على مهاجمة شنكال، شعبنا الإيزيدي في المهجر وفي شنكال يطلبون من الدولة والمؤسسات الدولية وحتى من أمريكا وأوروبا، إيقاف هذه الهجمات الغازية، وهذا شيء خاطئ وعليهم انتقاد وتنديد سكوتهم ولكن هؤلاء لا يحمون ولا يدافعون عن الإيزيديين بتاتاً وهم إما أنهم يساعدون الدولة التركية أو يساعدون الخونة أو يصمتون وبذلك يتشاركون مع الدولة التركية في جرائمها، ولكن ما يثير الدهشة وعلينا معرفته هو كيف يصمت الكرد أنفسهم عن هذا؟ فمن ناحية يدَّعون بأنهم كرد ويناضلون من الشعب الكردي ومن الناحية الأخرى ترتكب بقيادتهم المجازر والجرائم بحق شنكال والقوى التي دافعت عن شنكال في وجه داعش الإرهابي، وهذا أمر معيب جداً بالنسبة لهم وعلى شعبنا أن يدرك ذلك جيداً، وأنه من الضروري اتخاذ موقف حيال من يلتزم الصمت عن هذه الجرائم المرتكبة، فحماية الإيزيديين واجب الكرد جميعاً، لأنهم أصل الشعب الكردي."

الحصار على مخيم مخمور للاجئين مستمر، والخاصية التي يتميز بها شعبنا هناك، هي أنهم لم يقبلوا الاستسلام في منطقة بوطان، ولأنهم لم يركعوا ولم يستسلموا لقوى الاحتلال يتعرضون للحصار، ماذا تقولون لشعبنا في مخيم مخمور؟

أرادت الدول المستعمرة أن يخون شعب بوطان الذين يعيشون في مخيم مخمور أنفسهم، وأرادوا فرض العمالة لتركيا عليهم، وهذا الشعب رفض الخنوع والاستسلام ووضعوا نصب أعينهم كل أشكال الظلم والاضطهاد ومع ذلك قاوموا هؤلاء الناس لم يخنعوا، لذلك هاجروا من ديارهم متوجهين إلى جنوب كردستان، لأنهم رأوا أن هناك سيادة كردية في جنوب كردستان، وقالوا بأنهم إذا توجهوا إلى هناك لن يتعرضوا للظلم الذي يعانونه على أيدي الدولة التركية، وأن بإمكانهم تعلم اللغة الكردية والثقافة الكردية والهوية الكردية، وقد سكنوا في عدة أماكن إلى أن انتقلوا إلى مخمور وأنشأوا مخيماً هناك.

وقع حادث في هولير بإقليم كردستان، وعلى إثر هذا الحادث فرض الحزب الديمقراطي الكردستاني حظراً على مخيم الشهيد رستم جودي، ولا يزال هذا الحصار مستمراً بناء على طلب من الدولة التركية، ومع العلم أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد تعرض للنزوح والهجرة إلى إيران في وقت ما، بسبب ظلم واضطهاد صدام، يجب عليهم أيضاً التفكير في هذا الأمر ومساعدة إخوانهم، معظم الناس الذين يعيشون في مخيم مخمور (الشهيد رستم جودي) خدموا في السابق الحزب الديمقراطي الكردستاني وكانوا ضمن صفوف البشمركه ولهم شهداء ايضاً في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ وإذا كان الحزب الديمقراطي قد حصل على بعض المكاسب، فلشعب بوطان فيها حصة وعلى الحزب الديمقراطي (PDK) ان يبدي احتراماً حيال ذلك ويقدم يد العون والمساعدة لهم، وهذا هو المطلوب من الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وعليه الكف عن تلبية مطالب الدولة التركية.

الحصار المطبق لا يخدم الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً، لا أحد يجد هذا الحصار صحيحاً ولا يقبله الجميع، فقط الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الوحيد الذي يقوم بتطبيق هذا الحصار، حتى لو طلبت تركيا، لا يجوز أن يقوم حزب كردي بتطبيق الحصار على أشقائه، بقدر أن هذا لا يفيده بل يعود بالضرر عليه ولا يوجد كردي واحد يقبل بهذا الحصار، كيف سيخدم الكرد الحزب الديمقراطي الكردستاني وكيف سيخدمون حكومة جنوب كردستان، لا بد للحزب الديمقراطي أن يتراجع عن سياسته هذه ويرفع الحصار عن أهالي المخيم.