العلويين في عفرين: سندافع عن عفرين حتى الرمق الأخير
اكد رئيس وشيخ مجلس العلوين في ماباتا في عفرين الشيخ جومرد, أن الدولة التركية تستهدف في قصفها المدنيين و دور العبادة وقال: لن نتخلى عن طريق الإنسانية, الحق و الصدق, ولن نسمح لتركيا ان تعتدي على هذه المقدسات.
ANF
بيريتان ساريا/ تينو زاغروس /عفرين
السبت, ١٠ فبراير ٢٠١٨, ١٢:٤٣
جيش الاحتلال التركي و المرتزقة التابعين أمثال القاعدة ومنذ 20 كانون الثاني الماضي يهاجون عفرين مستخدمين بجميع نواع الأسلحة الثقيلة و المدفعية و الطائرات الحربية. عفرين ومنذ القدم تضم أبناء الشعب الكردي, العربي, الأرمني و الكثير من الإثنيات العرقية و المذاهب الدينية منها السنة, العلوين , اليزيدين و المسحيين متعايشين في ما بينهم بأمان. منذ عام 2014 ومن خلال الإدارة الذاتية و منذ 2016 بعد إعلان الفدرالية الديمقراطية كل المكونات و المذاهب نالت مكانتها ضمن هذا النظام ونالت حقوقها الثقافية و المذهبية وتمكنت من إدارة شؤونها بنفسها ليشكلوا معاً لوحتاً متعدة الألوان في غاية الجمال. منذ آب 2017 والى تشرين الأول 2017 احدى مكونات شعب عفرين التي تمكنا من التعرف عليها عن قرب هم علويين ماباتا.
ضحايا ظلم العثمانيين
تاريخ العلويين في ماباتا مليء بالمجازر و الإبادات, اغلبهم من علويين مرعش و سمسور الذين في عام 1516 ومع معركة مرج دابق العثمانية هربوا من ظلم العثمانيين. لكن و بعد وصول العثمانيين إلى المنطقة ارتكبوا مجازر أخرى بحقهم في عفرين. كذلك وبعد المجازر بحق العلويين في ديرسم قصد الكثير منهم عفرين هرباً من المجازر. ومنذ أسبوع احدى تلك العائلات التي تمكنت من الخروج من ديرسم و وصلت إلى عفرين قتل جميع أفرادها بسبب القصف التركي للمنطقة. أيلول الماضي وعند زيارتنا للمنطقة, على الرغم من القصف التركي للمنطقة لاحظنا ذلك الإقبال الشديد من أبناء منطقة ماباتا على المشاركة في انتخابات المرحلة الأولى لنظام فدرالية شمال سوريا انتخابات الكومينات. على هذا قمنا بزيارة إلى مركز مجلس العلويين في ماباتا. واليوم ناحية ماباتا كباقي قري, بلدات و نواحي عفرين تتعرض للدمار, الاحتلال و يقتل أبناءها المدنيين نتيجة القصف التركي.
تركيا تعادي كل الشعوب في عفرين
عام 2015 وعندم قمنا بزيارة للشيخ جومرد قال لنا: الكثير من العلويين هبروا من ظلم العثمانيين وقصدوا عفرين لهذا تنتشر الكثير من المزارات العلوية في عفرين, اليوم العلويين يعيشون في الكثير من القرى السنية منها سفرين, خليل, جومرت, براهيم و الكثير من القرى الأخرى. نحن العلوين و إخوتنا اليزيديين تعرنا للكثير من المجازر, أثناء الحكم العثماني للمنطقة العثمانيين ومن خلال الإسلام السياسي خلق الفتنة بين الشعوب الأديان و اليوم أيضاً تركيا تنفذ تلك السياسة. نحن ومن اجل ان حماية و تمثيل الفكر, الفلسفة و حقيقة المذهب العلوي قمنا بتشكيل مركزنا ها في ماباتا. أبناء ملتنا يقصدون هذا المكان لممارسة طقوس العبادة الشيوخ يقصدون هذا المكان و كذلك طلاب العلم.
معنا خلقنا مجتمع جميل و متكامل في عفرين
زميلنا تينو زاغروس الذي صاحبنا في رحلتنا إلى ماباتا و التعرف على المكون العلوي عن قرب تحدث إلى الشيخ جومرد عن الموقف العلوي من العدوان التركي على عفرين و شعب عفرين. الشيخ جومرد تطرق بالحديث عن الحياة في ظل نظام الإدارة الذاتية و نظام الفدرالية الديمقراطية في شمال سوريا وقال:" اليوم بات للجميع مكانة في ظل هذا النظام و الشعب العلوي لم يعد مجبراً على إخفاء نفسه كما كان الحال في السابق. العلويون اليوم يمارسون عباداتهم و يظهرون فكرهم و فلسفتهم للغير. و الجميع اليوم يمارس ثقافته, عبادته و يتحدث لغته. لا يوجد قمع لاحد, الجميع هنا في عفرين اليوم وبفكر حر و محبة متبادلة يرسمون لوحة جملة ملؤها الإنسانية, الصدق و المحبة المتبادلة.
بدروها الرئيسة المشتركة لكومين لشهيد شيار وهو الكويمن الخامس للعلويين في ناحية ماباتا السيدة مولودة قالت: منذ البداية شكلنا كويمناتنا, ومن خلالها تمكنا من حل الكثير من مشاكلنا. شاركنا في الانتخابات و حصلنا على رئاسة الكومين. هذه الكومينات تأسست من اجل خدمة الشعب, وسنعمل من اجل هذا ومن اجل حل الخلافات ومشاكل أبنائنا في القرى العلوية. كما سنعمل من اجل توطيد المحبة و الاستقرار ما بين أبناء المنطقة و خدمتهم.
الشيخ جومرد: حتى الرمق الأخير سندافع عن انفسنا
الشيخ جومرد في حديثة أشار إلى ان العلويين الذين ارتكبت بحقهم المجازر أثناء الحكم العثماني للمنطقة اليوم أحفادهم يتعرضون للإبادة مرة أخرى من قبل تركيا وقال: نحن العلويين وحتى الرمق الأخير سندافع عن انفسنا ضد هذا الاحتلال التركي. نحن العلويين يجب ان لا ننسى مجازر الدولة التركية بحقنا في مرعش و سيواز. واليوم أيضاً تركيا تقصفنا بالطائرات في عفرين و تقتل أبناء المنطقة و تهجرهم من مناطقهم, الطائرات التركية تستهدف دور العبادة لهذا علينا ان ندافع عن انفسنا و إخوتنا و ديننا. ونحن مستعدين للدفاع عن كل عفرين وضد أي عدوان حتى أخر قطرة دم في جسدنا سندافع عن عفرين. نحن متمسكين بمبادئنا ولن نتراجع فطريقنا هو طريق الحق, الإنسانية و الصدق. لن نسمح لذلك التاريخ القذر ان يعيد نفسه وفرض نفسه علينا. وندعو الله أن ينصر شعبنا على العدو وان يمد قواتنا بقوة سيف سيدنا الإمام علي و هيبته و شجاعته من اجل حماية أهل و ارض عفرين.