كشف عثمان صالح، القيادي في جبهة تحرير إرتريا، أنه رغم العلاقات القديمة بين ارتريا وتركيا التي آلت اليها الخلافة إلا انه على طول فترة كفاح الارتريين من اجل الحرية لم يكن لتركيا الرسمية (العلمانية) موقف داعم للنضال التحرري الارتري وربما يكون مرد ذلك الى ان كل من تركيا واثيوبيا التي كانت تستعمر ارتريا كانتا تدوران في فلك اميركا والغرب واسرائيل وهو الوسط الذي كان باستمرار ضد استقلال ارتريا .
وأكد صالح في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه منذ الاستقلال تعيش ارتريا تحت هيمنة فئة متعصبة بقيادة اسياس افورقي تقيم كل حساباتها ومواقفها من الجميع على اضغان من الماضي ومخاوف غير مبررة من العرب والمسلمين الذين ساندوا الشعب الارتري ودعموا ثورته وأيدوا مطالبه المشروعة في الحرية والاستقلال وبشكل عام اتخذ مواقف سلبية من المحيط العربي والاسلامي كله..
وأضاف، أنه ابدى اسياس افورقي عدم ارتياح واضح لمساعي تركيا للتواجد في البحر الاحمر والسودان والصومال واعتبر محاولاتها هذه سعي لاستعادة الخلافة العثمانية كما ان نظام اسمرا انتقد كثيرا علاقة حكومة حزب العدالة والتنمية (الاخوانية) في انقرة واستضافتها اتحاد علماء المسلمين الارتري والتيار الإسلامي عمومًا في المقاومة الارترية، وعليه لا اعتقد ان تركيا طلبت من النظام الارتري علاقات خاصة ولا هو مهيء للتجاوب وانشاء هكذا علاقة مع النظام في تركيا ..
وتطرق صالح لتلاقي النظامين ضد التقراي، مبينًا أن الذي جمع جهود النظامين في تركيا واسمرا على الساحة الاثيوبية لدعم أديس ابايا في مواجهة جبهة التقراي هي (وحدة مشوار) بين مصالح متباينة والتقت جهودهم على الرغم من اختلاف مقاصدهم ، فتركيا من ناحية لها استثمارات في اثيوبيا ومن ناحية أخرى كانت المعركة فرصة ومجال تسويقي لصناعاتها العسكرية في قارة مستقبل النزاعات والحروب فيها مبشر.
بينما الرئيس الإرتري اسياس أفورقي فقد اقحم شعبه وبلاده تأسيسًا على منافسة وصراع على من يقود ويسود مجتمع (التقراي)في اثيوبيا و(التقرنيا) في ارتريا، مبينًأ أنه مجتمع واحد اثنيًا وعقديًا ولغويًا، مجرد منافسة سياسية بينه وبين جبهة التقراي وكذلك عقدة نتائج وآثار حرب الاعوام (98-2000م) وماتلاها، بحسب صالح..
وتطرق لتأثير المشهد الانتخابي في تركيا على النظام في ارتريا ، مشيرًا إلى أن البلاد تحت هيمنة اسياس افورقي وزمرته هي بلد مغلق ومعزول عزلة تامة ليس بالنسبة للعلاقات مع الآخرين بل مغلقة حتى في وجه ابنائها..
وبين، أنه رغم توافق الإثنين في الحرب ضد جبهة تحرير تجراي، إلا أنه حتى الآن ليس لتركيا اتفاقات لا سياسية ولا اقتصادية ولا امنية مع النظام في اسمرا تصلح ان تكون عامل ضغط لكل على الآخر، موضحًا أن تركيا مثلها مثل الدول العربية القريبة والمعنية اكثر بالعلاقة مع ارتريا لا تزال حائرة بشأن تحديد اسس علاقتها الاستراتيجية بارتريا هل هي عبر نظام اسياس افورقي المعزول عن الشعب الارتري أم هي عبر الشعب الارتري وفصائله السياسية ..
وأشار إلى أنه في اطار التنافس على البحر الاحمر قد يكون لتركيا طموح في ان يكون لها وجود في البحر الاحمر عبر نظام اسياس على غرار التواجد الايراني، ولكن هو طموح كسيح ومؤسس على سراب مثل بعض الدول العربية التي تعتقد أن أسياس افورقي يمكن تطويعه ومثل هذه الرغبة تجهل طبيعة اسياس افورقي تماما.
بينما أوضح أبو هاني شمسي، القيادي في حركة 24 مايو الأرترية، أن أسياس أفورقي علاقته بتركيا ليست بالمميزة لاتتعدى العلاقات التقليدية خاصة بعد أن إتجه أسياس مؤخرا نحو الإمارات وإنشاء قاعدة إماراتية ، لكن في إطار وصف العلاقات تعتبر علاقة دبلوماسية عادية.
وأكد شمسي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن أنقرة ونظام أردوغان يحاولان عدم إغضاب أفورقي، والدليل أنه في عام ٢٠١٨م ، شرع رجل الأعمال الإرتري المقيم بتركيا إصرار توتيل في إقامة مهرجان ثقافي يشارك كل المبدعين الإريتريين الذين هم خارج تأثير النظام الإرتري.
وحضر كل المدعوين إلى تركيا وأكملت كل الإجراءات والتصاريح اللازمة للمهرجان وقبل الانطلاقة ب 24 ساعة وبتدخل من السفارة الإرترية هناك ، ألغت الحكومة التركية التصريح وأخطرت المنظمون بالمنع بلا أي مبرر، بحسب شمسي.
وحول توافق أردوغان وأفورقي في الحرب ضد إقليم تجراي، أوضح شمسي أنه قد تجمع المصالح بين النظامين في موقف وتفرقهم في آخر، وذلك لأن علاقة اسياس بأبي أحمد قوية وعلاقة أبي أحمد بتركيا ممتازة، مبينًا أن أفورقي لا يتعامل برؤية استراتيجية في علاقاته مع الآخرين فقط هي علاقة رزق اليوم باليوم، وذلك إعتاد الإرتريين على التقلبات في علاقاته يعني اليوم مع هذا الحلف ويوم آخر مع نقيضه.
بينما كشف حامد العجب ، المعارض الإرتري، أنه في الحرب الاخيرة اردغان كان مع النظام الإرتري ومع ابي احمد في الحرب الاثيوبية، حيث أن أفورقي دائما يحب يساهم في زعزعة أمن دول الجوار، اما تركيا كانت تبيع اسلحتها خاصة طيران الدرون.
وأكد العجب في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه رغم ذلك فإن العلاقة بين الجانبين ليست في أفضل حالاتها بسبب استضافة أنقرة رابطة علماء إرتريا، وهو ليس له نشاط سياسي وتركيا سمحت لهم بفتح المكتب وهذا كافي لأسياس لكي ياخذ من تركيا موقف معادي، مشيرُا إلى أن أي دولة يوجد فيها كيان ارتري معارض يعتبرها أسياس خصمًا له.
وأضاف المعارض الإرتري، أنه اذا فازت المعارضة التركية، ستجد اسياس رغم علاقاته الوثيقة بأردوغان، اول من يقدم لهم التهنئة ويعطيهم قواعد في البحر الأحمر مقابل إغلاق مكتب الرابطة.