طرفا الصراع في السودان يتبادلان الاتهامات حول خرق الهدنة

تبادل طرفا الصراع في السودان مجدداً الاتهامات حول عدم الالتزام بالهدنة المتفق عليها في البلاد، كما قدم كل منهما رؤيته للوضع الميداني، لا سيما في العاصمة الخرطوم.

وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بقيادة عبدالفتاح البرهان، في بيان، إن “المتمردين لم يلتزموا في العاصمة بالهدنة المعلنة واستمروا في الخروقات المعتادة التي تتمثل في القصف العشوائي لبعض المواقع وما حولها من مناطق سكنية وأعمال تخريب المنشآت الحيوية ونهب ممتلكات المواطنين والمحلات التجارية والبنوك، والقيام ببعض التحركات العسكرية”.

وبينما لفتت إلى أن “الوضع العملياتي مستقر تماما في جميع ولايات البلاد”، أشارت إلى أن قوات الدعم السريع حاولت صباح الأربعاء تعزيز قوتها الموجودة بجزء من القصر الجمهوري والتي كانت أصلا مكلفة بتأمينه، لكن القوات المسلحة تصدت لهم وكبدتهم خسائر فادحة.

ولفت بيان الجيش السوداني إلى أن اشتباكات جرت في منطقة السوق العربي ومحيط القصر الجمهوري انتهت بوقف التحركات، كما جرى توسيع نطاق التمشيط بأجزاء من مناطق العاصمة، وتم التعامل مع أهداف معادية بتلك المناطق.

وأشار البيان إلى أنه تم رصد تحركات لتعزيزات من اتجاه الغرب إلى العاصمة وصلت حتى بارا، كما أن “المتمردين وفي إطار عملياتهم لتخريب المنشآت العامة، يقومون باستهداف المحولات الرئيسية للكهرباء ومحطات المياه وإجبار المهندسين المدنيين بتعطيلها تحت تهديد السلاح”.

وجددت القوات المسلحة الدعوة لقوات الدعم السريع “بالكف عن التمادي في مغامرة التمرد الخاسرة والإستفادة من عفو القائد العام وذلك بالتبليغ لأقرب قيادة أو وحدة عسكرية بجميع أنحاء البلاد”.

بدورها، أكدت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، “استمرار خروقات القوات الانقلابية والفلول، للهدنة الانسانية المعلنة لإجلاء البعثات الدبلوماسية وتمكين المواطنين من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة”.

ولفتت إلى أنها “تصدت في مناطق سيطرتها بوسط الخرطوم، لهجوم من قوات بزي الاحتياطي المركزي وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد واستولت على عدد من العربات والأسلحة ودبابة مجنزرة”.

وأضافت في بيان أنه “بالرغم من تحذيراتنا المتكررة لجهاز الشرطة من عدم الانسياق وراء مؤامرات القوات الانقلابية والفلول للزج بهم في معركة ليسو جزءا منها، إلا أن الانقلابيين استدرجوا قوات الاحتياطي إلى مواقع سيطرتنا في وسط الخرطوم ثم ولوا عنهم هاربين في دقائق معدودة من المواجهة. نجدد تحذيرنا للشرفاء من القوات المسلحة ورجال الشرطة النأي بأنفسهم عن المشاركة في سيناريوهات إعادة عقارب الساعة إلى عهد ما قبل الثورة، ونؤكد أن أي محاولة أخرى ستجد منا الحسم اللازم والأكيد”.

وفي شأن حادثة القصر الجمهوري، قالت قوات الدعم السريع في بيانها إنه “في محاولة يائسة، أجبرت قواتنا في محيط القصر الجمهوري، القوات الانقلابية وكتائب الظل بعد مواجهة قصيرة من الفرار”.

وأكدت قوات الدعم السريع أنها لا تزال “تسيطر على 90% على مدن الخرطوم الثلاث مؤكدة أيضا التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة، وتنبه إلى أن التزامها بالهدن لأغراض إنسانية فقط، في مقابل غدر متكرر على مواقعنا من القوات الانقلابية وكتائب الظل والفلول وتتعامل قواتنا بالحسم اللازم.”

وقالت إنها ترصد “تحركات بعض جيوب الانقلابيين بالزج بعناصر متطرفة من الولايات لمنسوبي الدفاع الشعبي والتشكيلات الإرهابية القديمة للنظام البائد واقحامهم في الحرب، سنظل بأعين مفتوحة وبأتم الجاهزية والسرعة والحسم للتعامل مع هذه المجموعات المتطرفة”.

واندلعت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/ أبريل الماضي، في وقت عملت الدول على إجلاء بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها من البلاد.