صحيفة جيويش برس: العراق تصبح تهديداً لإسرائيل بشكل تدريجي

اعتبرت صحيفة "جيويش برس" الأمريكية اليهودية، أن العراق يصبح تدريجياً ليكون بلداً يشكل تهديداً على إسرائيل.

وذكرت الصحيفة الأمريكية الأسبوعية في تقرير لها، ان البيت الابيض، وبعد نحو عامين على إعلان انتهاء المهمة القتالية في العراق، فانه مدد مؤخراً المرسوم الطارئ حول العراق بسبب ما وصفه بالعراقيل المستمرة امام اعادة الاعمار والسلام والأمن.

ونقل التقرير عن ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن قوله في المرسوم أن "تطوير المؤسسات السياسية والادارية والاقتصادية في العراق لا يزال يواجه تهديداً غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة".

وتابع التقرير أن هناك مؤشرات متزايدة على أن العراق يشكل تدريجياً تهديداً استثنائياً، وأكثر الحاحاً جغرافياً، على إسرائيل.

واضاف التقرير؛ ان قوات الحشد الشعبي المدعومة من طهران، والتي هددت مؤخراً القوات الامريكية، هي عضو في المحور الراديكالي المدعوم من إيران، وتتعاون مع حزب الله، وكذلك مع الميليشيات الشيعية في سوريا، مشيراً الى ان تم مؤخراً تشكيل "لواء تحرير الجولان"، وهو احدى مجموعات الحشد الشعبي، والذي يهدف كما يوحي اسمه، لخوض قتال مع إسرائيل، وإن بعض الميليشيات العراقية، مثل حركة حزب الله النجباء التي يدعمها فيلق القدس الايراني، تنشط في سوريا.

وذكر بأن تقارير إعلامية دولية أشارت في العام 2019، الى ان طائرات حربية أو طائرات مسيرة اسرائيلية قصفت قواعد للحشد الشعبي في العراق، وهي معلومات في حال كانت صحيحة، تعني أن إيران نقلت اسلحة الى العراق لاستخدامها في المستقبل ضد اسرائيل.

ونقل التقرير عن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي داني سيترينوفيتش الذي يتخذ من تل أبيب مقراً له، أن التهديد الكبير الذي تتعرض له اسرائيل من العراق يتعلق بالطائرات المسيرة المسلحة، مضيفاً أن الميليشيات الشيعية في العراق تحدثت بنفسها بأنها تطور قدراتها في مجال الطائرات المسيرة، وهي تستخدم لمهاجمة الأهداف الأمريكية في سوريا.

كما نقل التقرير عن نائب رئيس جامعة تل أبيب البروفيسور ايال زيسر، وهو أيضا رئيس قسم التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، قوله" إن العراق يتحول ببطء إلى مصدر تهديد".

وبحسب زيسر، فإنه في وقت يريد حزب الله الحفاظ على هدوء الحدود مع اسرائيل، ولا يرغب نظام الرئيس بشار الاسد، القلق من الانتقام الاسرائيلي، بمنح إيران حرية التصرف، فان العراق يصبح ساحة مريحة، يمكن من خلالها إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وبدون ان يتم توجيه أصابع اللوم مباشرة على إيران.

وتابع زيسر أنه برغم محدودية التهديد الصاروخي من العراق حيث انه لا يمكن مقارنته بالترسانة الهائلة لحزب الله، الا ان اي إطلاق مقذوف من العراق سيثير الكثير من الضجة بما في ذلك التغطية الإعلامية في إسرائيل.

اما سيترينوفيتش، فقد ذكر بان قادة ميليشيات عراقية أعلنوا مؤخراً، بما في ذلك خلال التصعيد الأخير في أيار الماضي بين اسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بأنهم "لن يترددوا في مهاجمة إسرائيل"، مضيفاً أنه من الواضح أنهم جزء من المحور المدعوم من إيران، وجزء من اتجاه توحيد الساحات.

وتابع التقرير أنه في ضوء قربهم المتزايد من حزب الله في السنوات الاخيرة – لا سيما بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة امريكية بطائرة مسيرة في كانون الثاني 2020 في بغداد.

واعتبر سيترينوفيتش أنه في ظل قربهم المتزايد من حزب الله في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فإنه سيكون من الصحيح ان نفترض ان التهديد من العراق آخذ بالتشكل، بالممارسة من خلال أفعال ومن خلال تصريحات قادة الميليشيات.

أما زيسر فقد لفت إلى أنه بالرغم من الدور الكبير للحرس الثوري في العراق، الا ان العراق لم يسقط بالكامل بعد في حضن إيران، وهناك تيارات مختلفة، بما في ذلك داخل الطائفة الشيعية، حيث أن بعضها معادٍ لإيران، مضيفاً ان الحشد الشعبي مستاء من تعاون رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع الولايات المتحدة.

وبعدما أشار زيسر إلى أن الجهود الايرانية تتركز أولا على المشهد العراقي الداخلي، قال "انه في اللحظة التي يكون فيها العراق في حضنهم، وهو ليس من المؤكد أنه سيحدث- سيكون من الاسهل على الايرانيين تركيز جهودهم على سوريا. لكنه ليس الوضع الحالي".

ومن جهته، قال سيترينوفيتش:" ان الساحة العراقية لها تأثير كبير على شرق سوريا حيث أصبحت الميليشيات الشيعية القوة العسكرية الرئيسية النشطة على الحدود السورية -العراقية"، وتابع قائلا" إن الولايات المتحدة تواجه فخاً في العراق، حيث أن عليها أن تحافظ على نفوذها والعمل مع رئيس الحكومة السوداني الذي تنظر إليه الميليشيات بشكل سلبي، وعليها في الوقت نفسه الرد على كل عمل من جانب الميليشيات، خصوصا في سوريا"، واضاف "ان هذا يشكل توازناً دقيقاً للغاية، ومن المتوقع أن يصبح أكثر حساسية في المستقبل".

وختم التقرير بالقول" إن النفوذ الأمريكي في العراق يفرض ضوابط على الايرانيين ويجبرهم أيضا على التركيز على الوجود الأمريكي، إلا أنه من غير الواضح ماذا سيحدث بعد مغادرة القوات الامريكية. ونقل التقرير عن سيترينوفيتش تحذيره من ان العراق في مرحلة انتقالية، ومن المهم مراقبة التطورات هناك، لأنه يمكن ان يعود الى ساحة تهديد لإسرائيل".