رغم العودة للجامعة.. "وول ستريت جورنال": بعض القادة العرب لا يزالون يحتقرون بشار الأسد

سلطت الكثير من وسائل الإعلام الغربية الضوء على قرار جامعة الدول العربية بإعادة النظام السوري إلى الجامعة، لتنهي أكثر من عقد من العزلة الإقليمية.

وقالت الصحيفة، في تعقيب على قرار الجامعة العربية، إن القرار بعودة دمشق يأتي رغم أن عديد من القادة أو المسؤولين العرب لا يزالون يحتقرون بشار الأسد، لكنهم في الوقت ذاته يرون أن السياسات التي تهدف لعزل سوريا أثبتت خطأها وأتت بنتائج عكسبة مع مرور الوقت على نحوعزز نفوذ إيران حليفة "دمشق".

المبادرة الأردنية وإقامة علاقات مع النظام السوري

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذاتها أول من كشف تفاصيل المبادرة الأردنية لتطبيع العلاقات مع النظام السوري وعودته إلى الجامعة العربية، إذ قالت إن المبادرة الأردنية تضمنت عودة العلاقات العربية مع النظام السوري، والعمل على ضخ مليارات الدولارات للمساهمة في إعادة الإعمار خصوصا بعد الزلزال المدمر، بل والتحرك لرفع العقوبات الغربية على دمشق.

بحسب الصحيفة، كانت هذه المبادرة تتضمن في المقابل مجموعة من الشروط وهي أن يقوم النظام بفتح حوار جاد مع المعارضة يكون من شأنه فتح أفق للحل السياسي لهذه الأزمة الممتدة منذ عام 2011، إلى جانب موافقة النظام على إرسال قوات عربية مشتركة بهدف تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

أيضا تضمنت المبادرة الأردنية، وفق الصحيفة، أن يتخذ النظام السوري خطوات أكبر في مجال مكافحة المخدرات لمنع تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية، وأن يعمل بشار الأسد كذلك على تقليص النفوذ الإيراني في بلاده، حيث أن طهران كانت حليف رئيسي للنظام إلى جانب روسيا وبات لديها قدر كبير من النفوذ داخل الأراضي السورية.

علاقات رسمية وليس تطبيعا للعلاقات بعد

في هذا السياق، يقول حازم العبيدي المحلل السياسي العراقي، في تصريح لوكالة فرات للأنباء، إنه ليس بعض المسؤولين العرب وحدهم الذين يحتقرون بشار الأسد، بل الشعوب العربية وعلى رأسهم الشعب السوري يحتقرونه، لأنه مجرم حرب ومجرد تابع لإيران.

وأضاف "العبيدي" أنه سبق وقلت إن هناك ظروف إقليمية ودولية تتغير هي التي تدفع نحو إقامة علاقات مع النظام السوري، لكن هذه العلاقات في رأيي تبقى محصورة في الإطار الرسمي فقط، ولهذا نجد أن الجامعة العربية تركت مسألة إقامة علاقات مع بشار الأسد لقرارات الدول، فقرار عودة دمشق للجامعة لا يعني تطبيع كل الدول العربية العلاقات مع النظام السوري.

ويرى "العبيدي" ، في سياق حديثه لوكالة فرات، أن بشار الأسد شخص غير موثوق به، ولن يستطيع الابتعاد عن إيران، لأن طهران توغلت في سوريا بشكل كبير وأصبحت مهيمنة بشكل كبير هناك، مؤكدا أن "الأسد" ربما يخشى الانقلاب على حكمه من قبل إيران لو قرر تقليص نفوذها.

وقال، في ختام تصريحاته، إن الأمر بات مجرد تعامل مع أمر واقع في سوريا وليس عن قناعة، وهو أن النظام السوري لن يسقط بسبب الدعم العسكري الروسي والإيراني، وبالتالي لا يمكن أن يبقى الحال هكذا والتعامل معه تعامل الضرورة.

العودة إلى الجامعة لا تعني نهاية الأزمة السورية

وعقب الاجتماع الاستثنائي الذي عقد في جامعة الدول العربية بالقاهرة، شدد أحمد أبوالغيط أمين عام الجامعة التي تضم 22 دولة عربية على أن هذه العودة لا تعني نهاية الأزمة السورية بالتأكيد.

لكنه في الوقت ذاته، قال إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه المشاركة في القمة القادمة إذا رغب، في إشارة إلى تلك التي ستعقد بالسعودية يوم 19 من الشهر الحالي، مضيفا أن "الحكومة السورية ستتواجد بكافة الاجتماعات العربية المقبلة"، مشيرا إلى أن تطبيع العلاقات بين الدول العربية والنظام السوري يعود لكل دولة على حدا، وأن قرار عودة سوريا للجامعة لا يعني تطبيع العلاقات العربية السورية.

ونص قرار الاجتماع العربي على استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها وأنه سيسري على الفور، كما شدد القرار على الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها، ومعالجة انعكاساتها أيضا على دول الجوار والمنطقة والعالم، خصوصا عبء اللجوء، وخطر الإرهاب وتهريب المخدرات.