عودة مفاوضات جدة.. هل تصل أزمة السودان إلى حلول حقيقية؟

لم تتوقف الحرب في السودان، ولكن ظهر في الأيام الماضية متغير جديد وهو عودة المفاوضات في منبر جدة، بين الجيش السوداني والدعم السريع، بعد توقف طويل للمفاوضات، مما يثير التساؤلات حول مدى نجاح هذه الجولة من المفاوضات وهل يمكن أن تفضي إلى سلام حقيقي في السودان.

قال شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، أنه من الواضح أن هذه الجولة من المفاوضات في مدينة جدة السعودية تختلف عن الجولات السابقة من المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع، من حيث نتائج المعارك على الأرض أو سوء الأوضاع الإنسانية التي يمر بها السودانيون سواء في دول الجوار أو النزوح الداخلي.

لا يتوفر وصف.

وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الأهم من ذلك، هو إن طرفي القتال مؤمنان تماماً أن الحل العسكري لن يكون هو الحل، والمجتمع الدولي مارس ضغوطات كبيرة على طرفي القتال من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات، وذلك في حدث ضخم وهو اجتماع عدد كبير من السياسيين في أديس أبابا، وهو أيضاً حدث سياسي يشير ويؤكد على رغبة المدنيين في إنهاء الحرب.

وذكر المتحدث باسم قوي الحرية والتغيير، أنه وبالإضافة لهذه العوامل، فأن هذه الجولة ستكون جولة حاسمة ويمكنها أن تؤدي إلى وقف العداء، وبدء تباحث الأطراف المتحاربة لوقف دائم لإطلاق النار.

بينما كشفت نشوى عثمان، القيادية في حزب البعث السوداني، أنه يبدو أن جولة المفاوضات الحالية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ناجحة، وهذا يرجع لعدة أسباب وهو أنه وحتى الآن، لم نسمع بانسحاب أحد الطرفين من طاولة المفاوضات، كما إن اجوائها يسوده تعتيم اعلامي مما يساهم في إنجاحها، حيث لم تأتي تصريحات من أحد الطرفين، سواء الجيش السوداني أو الدعم السريع حتى الآن.

لا يتوفر وصف.

وأكدت عثمان في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن ظروف المفاوضات الحالية مختلفة من جولات التفاوض السابقة في منبر مدينة جدة السعودية، وذلك لأن قيادة الجيش وصلت الى سبعه أشهر بدون تحقيق النصر كما إنها أصرت على الحل العسكري، ولم توجد أي بشائر لنصر القوات المسلحة.

وأضافت القيادية في حزب البعث السوداني، أن المعطيات الميدانية السابقة لا تعني ان الدعم السريع متقدم أو يمكنه تحقيق الانتصار، ولكن الحقيقة تكمن في أن الطرفين وصلا إلى نتيجة واحدة وهي أن الحرب عبثية وليس بها انتصار، بل تلحق الضرر بالمواطنين، سواء كان قتلاً أو تشرداً، اغتصاباً أو سرقة.

وتطرقت "عثمان" لشروط المفاوضات الحالية، موضحة أنها نفس الشروط للجولات السابقة ولكن كل ما حدث أنه استؤنفت فقط المفاوضات، مشيرة إلى أنه يوجد في مقدمة الشروط، وصول المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة ووقف لإطلاق النار.

وأشارت "عثمان" إلى أن ابتعاد الزخم الإعلامي عن المفاوضات وانشغال العالم بغزة، يصب في صالح المفاوضات، وذلك لأن أغلب الاعلاميين من النظام البائد ولا يريدون إنجاح التفاوض.