عنف وتضليل إعلامي وتصويت جماعي.. وكالة فرات ترصد مخالفات أردوغان الانتخابية

حملت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي جرت أمس عدة مخالفات انتخابية، رصدها العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، في وقت ذهبت الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية بين رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو.

أعلن رئيس لجنة الانتخابات التركية أحمد ينر، اليوم، النتائج النهائية للجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التركية بعد فرز جميع الأصوات، لتكون البلاد على موعد جديد مع جولة إعادة، وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على 49.4 بالمائة وكمال كليجدار أوغلو على 44.96 بالمائة من الأصوات.

أحداث عنف كانت متوقعة كتكتيك معتاد للرئيس التركي

اعتاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه على ممارسة أعمال عنف مع كل انتخابات، وبالتالي كان متوقعاً أن يلجأ هو وحزبه إلى هذا التكتيك لتأمين أكبر عدد من الأصوات لصالحه، أبرز تلك الوقائع كانت اعتداء مراقبو حزب العدالة والتنمية على عضو بحزب العمال التركي في مدينة "إسطنبول".

ووقع الاعتداء بعد تحرك عضو حزب العمال التركي وتحريره محضر يتهم فيه مراقبو حزب أردوغان بالعمل على التأثير على الناخبين من خلال مرافقة الناخبين داخل كبائن التصويت، والتي يفترض أنها سرية ولا يجب أن يكون هناك أي شخص مع الناخب، ليتم تهديد عضو حزب العمال الذي رصد الواقعة ثم يتم الاعتداء عليه.

كما رصدت المعارضة إطلاق نار كثيف في شرناخ عقب ظهور المؤشرات الأولية في الانتخابات، وهو الأمر الذي أعربت المعارضة التركية عن خشيتها منه، داعية أردوغان وأنصاره إلى تقبل نتائج الانتخابات أياً كانت والحفاظ على السلم الأهلي.

تصويت جماعي وأوراق تم التلاعب بها

من بين ما تم رصده أيضاً في هذه الانتخابات، عديد من البطاقات الانتخابية في 3 مدن مختلفة، تم الختم من قبل مجلس الانتخابات عليها بطريقة بارزة من الخلف، لكن المفاجأة أن علامة الختم كانت بارزة في وجه الورقة وعلى صورة المرشح أردوغان، وقال معارضون أتراك إن هذه الأوراق تعطي فرصة للتلاعب بنتائج الانتخابات، حيث إما أنها ستحسب أردوغان حال التصويت له، أو أنها ستلغى بداعي البطلان، وتم تقديم شكوى إلى مجلس الانتخابات الذي أكد أنه هذه الأختام البارز على صورة أحد المرشحين لا تبطل عملية التصويت.

واعتبر البعض أن وجود ختم ظاهر على صورة أردوغان في بطاقة الانتخاب أمر يحمل قدراً من التوجيه للناخب التركي، والإيحاء له بضرورة انتخاب أردوغان، وهو أمر وارد في ظل الهيمنة الكبيرة للرئيس التركي وحزبه على مختلف مؤسسات الدولة التركية.

كما تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً يظهر عدد من بطاقات الاقتراع وقد تم التصويت عليها لصالح أردوغان في عملية تصويت جماعي جرى توثيقها في إحدى لجان مدينة شانلي أورفا، بحسب ما صرّح به نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعني بالإدارات التنظيمية للحزب أوغوز جان ساليجي، الذي أوضح أن الفيديو تم تداوله بعد الاعتداء على أعضاء لجنة الاقتراع التابعين للحزب بالبلدة.

وذكر أن محامي الحزب تقدّموا بطعن إلى اللجنة الانتخابية هناك، وأنهم لم يتمكنوا من التواصل مع والي شانلي أورفة ومدير الأمن بالمدينة لكونهما في اجتماع، فيما أعلنت نقابة المحامين بمدينة شانلي أورفة تقدّمها بطعون بشأن الحادث، بعد ورود بلاغات إلى مركز أمن الانتخابات بالنقابة.

استباق نتائج الانتخابات من قبل الإعلام الحكومي

تكرّرت واقعة استباق الإعلام الحكومي التركي نتائج الانتخابات كما حدث في استحقاقات سابقة، من خلال المسارعة إلى الإشارة بفوز أردوغان بالرّئاسة، على نحو جعل بعض وسائل الإعلام الرّسمية الموالية لأردوغان تشير إلى أنه متقدّم بنحو 60 بالمائة، وهو الأمر الذي احتجت عليه المعارضة في البداية والتي أكّدت أنّها مؤشّرات غير حقيقية، وربما تمهّد لسرقة نتائج الانتخابات.

ويأتي هذا إلى جانب الانحياز الكبير في التغطية لأردوغان، فعلى سبيل المثال كرّست هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية العامة (TRT) وقت بث للرئيس رجب طيب أردوغان 91 مرة أكثر مما خصّصته لمنافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية.

ووفقًا لعضو المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون (RTÜK) إلهان تاشجي من حزب الشعب الجمهوري (CHP) المعارض الرئيسي، غطّت قناة TRT Haber التلفزيونية أردوغان لأكثر من 48 ساعة، بينما غطت زعيم حزب الشعب الجمهوري والمرشّح الرّئاسي المشترك لتحالف الأمة لمدة 32 دقيقة إجمالاً.