من حضور الأسد إلى زيلينسكي..قضايا ساخنة شهدتها طاولة الزعماء العرب في قمة جدة

انعقدت القمة العربية في مدينة جدة السعودية وكانت محملة بالعديد من القضايا الساخنة التي تصدرت المشهد العربي من حضور الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى الملفين السوداني واليمني.

كشف شهاب إبراهيم المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في السودان، أن البيان الذي خرج من القمة العربية أكد على الأساس الذي تم الاتفاق عليه في  6 أيار بإعلان جدة بين القوات المسلحة والدعم السريع.

وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أنه كان هناك أكثر من ملف حاضرً في القمة العربية، بما أن المملكة العربية السعودية هي صاحبة الدعوة والاستضافة، وهي نفسها التي تبنت الملف السوداني، فإن القمة أكدت دور المملكة في قيادة هذا الملف، مشيراً أن القضية السودانية تهم عدد من الدول المشاركة في القمة.

وتطرق المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، لحضور الاتحاد الأفريقي في القمة، والذي جاء من أجل ملفين هما الأمن المائي المتعلق بسد النهضة والثاني الحرب الدائرة في السودان.

وبيّن إبراهيم، أنه لا يوجد دور مباشر لعبته القمة العربية في الملف السوداني والحرب الدائرة حالياً  بخلاف التأكيد على المبادرة السعودية الأمريكية لحل الأزمة.

كانت من المشاهد الفارقة في القمة العربية الأخيرة هو حضور رأس النظام السوري بشار الأسد فيها.

كشف إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي للدراسات، أن حضور بشار الأسد رأس النظام السوري لهذه القمة شيئ مؤسف جداً، وخاصة بين أوساط المعارضة السورية والمهجرين كانت خطوة غير مقبولة، بل وبين معظم أبناء الشعب السوري.

وأكد كابان في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه في المقابل كان هناك امتعاض في الصحافة الغربية وخاصة الصحافة الألمانية وفي الولايات المتحدة الأمريكية وأن هناك تحركات ومواقف من الكونجرس الأمريكي معارضة لتلك الخطوة.

وأضاف الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي ، أنه حتى الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية غير راضية عن هذه التطورات، ولكن استمالة بشار الأسد إلى الحاضنة العربية بالنسبة للدول العربية افضل في هذه المرحلة، لأن إيران باتت تسيطر على الدولة السورية وبالتالي نحن أمام مشهد مكرر لمشهد الاستيلاء الإيراني على العراق.

 وبيّن كابان، أن هذا العامل يعتبر أكثر جزئية حماسية بالنسبة للدول العربية والجامعة العربية في عودة بشار الأسد للقمة العربية وهي محاولة إبعاد النظام السوري عن الحاضنة الإيرانية جزئياً حتى لا يكون السيناريو السوري مشابهاً للسيناريو العراقي عندما تدخلت الولايات المتحدة لإسقاط صدام حسين واستفادت المعارضة العراقية الموالية لإيران ومن ثم إيران.

وأوضح الباحث الكردي، أن هناك ملفات أخرى تتعلق بدول الخليج مثل تجارة الممنوعات التي أصبحت يشتهر بها النظام السوري واغرق دول الخليج بها، وأصبحت تهدد الأجيال في دول الخليج، بجانب العديد من الملفات الأمنية والعسكرية والإقتصادية والإستراتيجية تتعلق بأخذ النظام السوري للمعترك العربي

وأشار كابان إلى أن ابعاد الأسد عن ايران هو القضاء على النظام السوري أو إدخاله لمرحلة الاتفاقيات الدولية المبنية على القرار 2254..

الأزمة اليمنية

بينما رأى نصر هرهرة مقرر الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي، أحد المكونات لمجلس القيادة اليمني، أن القمة العربية وحضور سوريا يعتبر إنفراجة عربية وعودة سوريا إلى الحضن العربي وكما  قال وزير خارجيتها ان حضور سوريا في القمة لتؤكد انها تترك الماضي خلفها وتنظر الى المستقبل.

وأكد هرهرة في تصريح خاص لوكالة فرات، في حال عودة اللحمة العربية والتامة، سيكون للجامعة العربية تاثير كبير في التخفيف من التوترات في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام ومنها الحالة اليمنية.

يمكن أن تقود الجامعة العربية عمل دبلوماسي مكمل لما تقوم به الأمم المتحدة، وأن تضع حد للتدخلات السافرة  الخارجية في شؤون  الدول العربية على طريق تحقيق الأمن والاستقرار وهذا يوفر بيئة مناسبة للحلول السلمية لكل مشاكل المنطقة ومنها قضية شعب الجنوب الذي يناضل من أجل استعادة دولته كاملة السيادة.

كان أبرز الضيوف في القمة العربية الأخيرة والمنعقدة في الرياض هو الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والذي أجرى أول زيارة للشرق الأوسط ولمدينة جدة السعودية بعد الغزو الروسي لبلاده.

وكشف الباحث الأوكراني الدكتور إيفان أس، المستشار بمركز السياسة الخارجية في المعهد القومي للدراسات الاستراتيجية، أن حضور فلاديمير زيلينسكي لقمة جدة، هي خطوة صحيحة جدًا وفي الوقت المناسب، وذلك لأن أوكرانيا لها علاقات جيدة مع العالم العربي.

وأكد أس في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يأمل في أن تلعب المملكة العربية السعودية دورًا مهمًا في انتصار أوكرانيا في الحرب مع روسيا.

وأضاف المستشار بمركز السياسة الخارجية في المعهد القومي للدراسات الاستراتيجية، أنه إلى حد كبير ، لم يعد سلف روسيا - الاتحاد السوفيتي - موجودًا بفضل اتفاقيات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عندما انخفضت أسعار النفط العالمية، مما قوض الأساس الاقتصادي لوجود الاتحاد السوفياتي.

وأوضح أس أن هناك أيضًا عنصر عاطفي مهم، لأنه تقول روسيا في خطابها أن العالم العربي يدعمها بالكامل، وهذه الزيارة التي قام بها زيلينسكي تظهر أن روسيا مخطئة.

كما بين أن خطاب زيلينسكي ركز  على مصير السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم - تتار القرم ، وهم مسلمون، وهي حركة جيدة تماماً.

وأردف قائلاً، أنه بالنسبة للآفاق، فهناك مجال كبير لتوسيع التعاون الاقتصادي، هذا ليس فقط التجارة ، ولكن أيضا الاستثمار، معربًا عن امتنانه للمملكة العربية السعودية على الترحيب الحار للرئيس الأوكراني وفرصة التحدث في قمة جامعة الدول العربية.