جاءت زيارة الفريق مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى مصر في وقت دقيق من عمر الأزمة السودانية وسط احتدام المعارك بين طرفي الصراع في البلاد، وهو يعد أرفع مسؤول سوداني زار القاهرة بعد اندلاع الحرب فيها.
كشف محمود إبراهيم، مدير مكتب القاهرة للحركة الشعبية قطاع الشمال جناح مالك عقار والشرق الأوسط وليبيا، أنه بحث مع القيادة المصرية مشكلة التأشيرات والموافقة الأمنية وأن الشعب السوداني يحتاج لإغاثة وأن تمد مصر وسائل المساعدة للسودان، والتي باتت مطلب كل السودانيين وخاصة العالقين.
وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الفريق مالك عقار ألتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحضور مدير جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، وأطلع القيادة المصرية بكل التفاصيل عما يدور على الأرض في السودان.
وطلب نائب رئيس مجلس السيادة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه يضغط من أجل الحل السياسي في السودان، مشيرا إلى أن الفريق مالك عقار سيتوجه بعد زيارة للقاهرة إلى جنوب السودان وسيقضي هناك عيد الأضحى ثم سيعود للسودان.
كشف الطيب المكابرابي، الكاتب والإعلامي السوداني، أنه يمكن القول بانها زيارة مهمة للغاية وفي توقيت أكثر أهمية بحيث وضعت النقاط على كثير من الحروف المبهمة قبلها.
وأكد المكابرابي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الزيارة وضعت مصر في الصورة الصحيحة للأحداث بما يمكنها من اتخاذ الموقف الصحيح تجاه الحكومة والشعب في السودان.
وأضاف الكاتب والإعلامي السوداني، أنه شرح لمصر أهمية دورها تجاه السودان وذلك حين تناول المبادرات المتعددة وتأثيرها السلبي وضرورة أن تكون مصر إحدى أذرع المبادرات التي تخرج السودان مما هي فيه.
وبين المكابرابي، أن الزيارة أوضحت لمصر الرسمية الصورة التي يعيشها السودانيون العالقون على الحدود مع بلدهم الثاني واهمية ان تتخذ اجراءات لحلحلة هذه الإشكالات ومشاكل الدخول.
وأردف الإعلامي السوداني، كانت الزيارة فرصة لنائب رئيس مجلس السيادة لالتقاء اجهزة الاعلام بشكل كثيف في مصر لشرح الأوضاع وحقيقة مايجري في السودان ورؤية الحكومة للحل.
بينما كشف صلاح زولفو، الرائد المتقاعد بالجيش السوداني والإعلامي السوداني، أن زيارة الفريق عقار كان لها أكثر من جانب، ومنه الجانب الخدمي للمواطنين السودانيين العالقين وحل أزمة الإفادة الأمنية لاسيما للنساء والرجال أقل من 16 عام والتي وعدت القيادة المصرية بحلها.
وأكد زولفو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الجانب الأهم كان الشق السياسي في الزيارة مع لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي تطرق للأزمة السودانية الحالية والقتال على الأرض، والدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في حل الأزمة، مبينا أن السودان لا تحتاج في الوقت الحالي لهدنة بين الطرفين لأن أي هدنة تعرض الأمن القومي للسودان للخطر وتصب في مصلحة ميليشيات الدعم السريع.
بينما كشف جعفر القمرابي، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أن نائب مجلس السيادة السوداني الفريق مالك عقار وقع في التناقض المريب بعد استلامه لمنصبه الأخير.
وأكد القمرابي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه كان منذ بداية الحرب محايداً بل هو ضدها، ويدعوا للحل السلمي والعودة لطاولة التفاوض وهو أمر محمود، كل القوى السياسية ولجان المقاومة مع هذا الحل المرضي، الذي يعمل على إبعاد العسكريين جميعا عن المشهد وتكون حكومة مدنية لإدارة فترة انتقالية قصيرة تعقبها انتخابات.
وأكد القمرابي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن عقار ومنذ تعيينه في منصبه الحالي مكان حميدتي تبنى خط صقور العسكريين مثل الفريق الكباشي والبرهان وياسر العطا.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أن السؤال الأهم هو لماذا حينما صرح للعالم بأثره عبر قناة الجزيرة بأنه هو شخصيا ومجموعة الايقاد اتفقوا على لقاء مباشر يجمع البرهان وحميدتي في إحدى دول المجموعة،خرج علينا حينها من يسمون أنفسهم بالخبراء الاستراتيجيين وعلى رأسهم قائد البحرية السابق بالنفي القاطع واستحالة ذلك بالقول جملة بأنهم لا يسمحون بذلك وهو من الإسلاميين المعروفين.
وأردف القمرابي، أن هذا النفي هو ما حدث فعلا عبر العسكريين الموجودين في الخدمة وبلع مالك عقار لسانه رغم أنف منصبه المزعوم.