كواليس صفقة ترحيل تركيا مقاتلي آزوف إلى اوكرانيا..لماذا خرق اردوغان إتفاقية إطلاق سراحهم مع موسكو

صدم الكثير من المتابعين أثناء رحلة الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي إلى تركيا بعملية الإفراج عن قادة كتيبة آزوف الأوكرانية القومية من تركيا، في خرق واضح من أردوغان لإتفاق الإفراج الروسي عن هؤلاء المقاتلين .

كشف الباحث الأوكراني دكتور إيفان أوس، المستشار بمركز السياسة الخارجية في المعهد القومي الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، قوبلت عودة خمسة قادة إلى أوكرانيا (اثنان منهم على رأس كتيبة آزوف) الذين استسلموا في مجمع آزوفستال للمعادن بإيجابية كبيرة في أوكرانيا، نتيجة لذلك ، تم استبدالهم بعراب رئيس روسيا بوتين (فيكتور ميدفيدشوك) ومعه 50 عسكري روسيا

واكد أوس في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الوقت الذي أمضاه الجيش الروسي في الاستيلاء على آزوفستال حدد إلى حد كبير المسار الإضافي للأحداث ومنع روسيا من الاستيلاء بسرعة على منطقة دونيتسك ، كما خططوا، مبينًا أن الفترة التي احتفظ فيها المدافعون عن آزوفستال ، وهم محاصرون ، بمواقعهم في أوكرانيا ، كان يُنظر إليها على أنها مظهر من مظاهر البطولة الحقيقية، لأن الكثيرين لم يتخيلوا كيف يمكنهم الإحتفاظ بمواقعهم عندما لم يكن من الممكن توفير الذخيرة والطعام.

وأضاف المستشار بمركز السياسة الخارجية في المعهد القومي الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، وبعد القبض عليهم في روسيا ، طالبت بعض الدوائر في روسيا بعقوبة الإعدام عليهم، ونتيجة لذلك ، تم استبدالهم بعراب رئيس روسيا (فيكتور ميدفيدشوك)

وبين أوس، أنه عاد جزء من المدافعين عن آزوفستال إلى أوكرانيا، ولكن الأجانب الذين أسرتهم روسيا سلموا إلى المملكة العربية السعودية، وتم تسليم 5 قادة إلى تركيا ، حيث كان من المفترض أن يكونوا حتى نهاية الحرب، لكن هناك نقطة مهمة واحدة، انه  رسميًا  لم يتم إعلان الحرب بين روسيا وأوكرانيا، و لذلك ، لم يتضح كم من الوقت كان ينبغي أن يبقوا في تركيا

وأوضح الباحث الأوكراني، أنه كان يُعتقد أنهم سيبقون في تركيا بالضبط طالما قرر الرئيس التركي أردوغان ، لذلك ، كان يُعتقد أنهم سيبقون في تركيا طالما قرر الرئيس التركي أردوغان، و لكن ما كان وراء هذا القرار لم يتضح بعد، وفي أوكرانيا تم اتخاذ هذا القرار بشكل إيجابي للغاية، حيث تلقفه سكان أوكرانيا بشعور من السعادة

وأشار المستشار بمركز السياسة الخارجية في المعهد القومي الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إلى أنه نظرًا لعدم وجود معلومات كاملة ، وقيادة تركيا وأوكرانيا صامتة ، يمكن تقديم العديد من السيناريوهات، الأول أنه أدى عدم وضوح صياغة إقامة 5 قادة في تركيا (ربما على حساب تركيا) إلى دفع تركيا إلى نقل هؤلاء القادة الخمسة بسرعة إلى أوكرانيا، والثاني أنه قد يكون هذا التحرك الذي ينتهك الاتفاق مع روسيا بمثابة سبب لمزيد من تسوية النزاع مع جمهورية بيلاروسيا، حيث أنه في عام 2020 تم اعتقال العديد من مقاتلي فاغنر الذين قاتلوا ضد أوكرانيا في جمهورية بيلاروسيا، لقد وُعدوا بتسليمهم إلى أوكرانيا ، لكن في النهاية تم تسليمهم إلى روسيا.

وأردف أوس، أن هناك سيناريوهين آخرين يتم تداولهما في الدوائر الوطنية المتطرفة في روسيا، الأول هو انه تعرضت التشكيلات العسكرية الموالية لتركيا في سوريا لهزيمة عسكرية من القوات الموالية لروسيا وكان هذا جواب تركيا، والثاني أنه طلبت إدارة الرئيس الروسي من تركيا أن تتخذ مثل هذه الخطوة بحيث تدفع هذه الأخبار في مجال المعلومات إلى الخلفية الأسئلة التي مفادها أن الجيش الروسي لم يعاقب مقاتلي فاغنر أبدًا لمحاولتهم التمرد العسكري، و ولم يتم التحقيق في إسقاط 6 مروحيات عسكرية للجيش الروسي وقتل بداخلها 10 أشخاص.

وتطرق أوس لما يمكن أن تحصل عليه تركيا في المقابل، مبينًا أن هناك عدة افتراضات، أولها موافقة أوكرانيا على تشغيل خط أنابيب الأمونيا، وهذا هو شرط روسيا لمواصلة مبادرة حبوب البحر الأسود، بجانب التزامات أكثر تحديدًا لاستخدام شركات البناء التركية لإعادة بناء أوكرانيا.

بينما أوضح محمد أبو سبحة، الباحث المتخصص في الشأن التركي، أن تركيا لم تتخذ قرار الإفراج عن مقاتلي كتيبة آزوف المتواجدين في تركيا إلا بعد التنسيق التام مع الجانب الروسي، وهاك صعوبة في أن يغضب الرئيس أردوغان الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، وتوجد العديد من الأدلة على ذلك خاصة وأن رد الفعل الروسي ليس بالقوي لأن المتحدث باسم الكرملن ادان الإفراج وأعتبره أنه خرج للإتفاق، ولكن لم يكن هناك تصريح قوي أو حتى إتهام لتركيا، مما يشي بوجود تفاهمات بين تركيا وروسيا

قد يكون هناك مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا تتفاوض فيها تركيا من أجل الإفراج عن روس تحت قبضة القوات الأوكرانية، وخاصة من القادة العسكريين الروس الكبار، والصفقة التي أفرج فيها عن الـ5 قادة الأوكرانيين كانت مقابل 50 عسكري روسي، ولذلك ربما يظهر في الأيام القادمة أنه كانت توجد صفقة لعودة عسكريين روس او قادة عسكريين من اجل عودة هؤلاء لأوكرانيا.

ونفى الباحث في الشئون التركية، ما يدار حول أن الصفقة للتقرب من الأوروبيين أو الولايات المتحدة وذلك لأن العكس هو ما يحدث من أجل الموافقة التركية على انضمام السويد للناتو، وبالنسبة للمساعدات الإقتصادية فإن أنقرة تعتمد أكثر في هذا المجال على حلفاءها الخليجيين الجدد.

بينما علق أحمد فرهاد، القيادي بحزب الشعوب الديمقراطي، على صفقة أردوغان بإخراج قادة آزوف لأوكرانيا، بأن اردوغان يلعب لعبة خطيرة، من طرف يتعاون مع روسيا ويدعمها و من طرف اخر يدعم أوكرانيا ويقول نتمنى ان تكون اوكرانيا عضوًا في حلف الناتو، مبينًا أن سياسة الازدواجية لدى اردوغان معروفة والصفقة الأخيرة أحد ثمارها.