وكانت الشابة الكردية مهسا أميني توفيت بإحدى المستشفيات التي نقلت عليها عقب إلقاء شرطة الأخلاق الإيرانية القبض عليها بداعي عدم الالتزام بالحجاب، وسط اتهامات لقوات الأمن بالاعتداء عليها بالضرب المبرح، ما أدى إلى وفاتها، الأمر الذي فجر موجة احتجاجات تصنف بأنها الأعنف منذ قيام النظام الحالي عام 1979.
تفاصيل تدنيس ضريح الكردية مهسا أميني
في هذا السياق، قال عرفان مرتجعي ابن عم الشابة الكردية مهسا أميني، في تصريحات إعلامية، إن بلدية سقز أرادت خلال الأيام الماضية نقل الضريح وإخفائه عن الجمهور، وذلك في محاولة من السلطات للحد من الاحتجاجات والتظاهرات التي تتكرر من وقت لآخر في محيط المقبرة التي تحولت إلى رمز من قبل عوائل شهداء الاحتجاجات خصوصاً من الكرد.
وفي إطار محاولات تدنيس الضريح، قال السيد مرتجعي إنه شاهد تعرض ضريح "جينا" – الاسم الكردي الذي تشتهر به مهسا – لمحاولتي تخريب من قبل سلطات النظام الإيراني، كانت آخرهما الأسبوع الماضي.
وقال محامي أسرة مهسا أميني، وفق ما نقلت شبكة "بي بي سي"، إن مخربين هاجموا الضريح، كما رفضت السلطات البلدية تركيب مظلة فوق الضريح، وهددت عامل لحام بإغلاق محله إذا استمر في عمل تلك المظلة، بحسب ما ذكره له والدها.
إضراب واحتجاجات بسبب محاولات نقل الضريح
وتسببت محاولات بلدية سقز لتخريب وتدنيس المقبرة والعمل على نقلها في إضراب شمل بلدية سقز، حيث أغلقت مقار الشركات، وكذلك خروج احتجاجات تعاملت معها الشرطة الإيرانية بعنف، إذ تم اعتقال العشرات من عوائل أسر شهداء الاحتجاجات، فضلاً عن نقل كثير من أطفال تلك العوائل إلى جهات غير معلومة.
وتأتي تلك الأمورتزامنا مع اشتباكات شهدتها محافظة كرمانشاه في عدة مناطق بين قوات للحرس الثوري الإيراني وسكان محليين إثر مقتل أحد عناصر قوات الباسيج، كما امتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى في محافظة كردستان، وسط مخاوف كبيرة مع تحرك طائرات هليكوبتر وكذلك مسيرات إلى المحافظة الأخيرة.
وتشهد العلاقات بين الكرد في إيران والسلطات توترات كبيرة من وقت لآخر، في ظل ما تقوم به السلطات الإيرانية من انتهاكات ممنهجة تجاههم، لكن تلك الانتهاكات زادت خلال الأشهر الماضية بعد أن تحولت المدن الكردية إلى وقود لانتفاضة هي الأخطر ضد النظام وقد تمددت إلى العديد من المناطق بما في ذلك غير الكردية.
سجل حقوقي قاس في إيران
وقُتل مئات الأشخاص واعتُقل آلاف آخرون في حملة قمع عنيفة شنتها قوات الأمن التي صورت الاحتجاجات التي ظهرت عقب جريمة قتل مهسا أميني على أنها "أعمال شغب" بتحريض من الخارج، وفق تقرير "بي بي سي". كما أُعدم 7 متظاهرين منذ ديسمبر في أعقاب ما وصفه أحد خبراء الأمم المتحدة بأنه "محاكمات تعسفية وموجزة وصورية شابتها مزاعم التعذيب"، وبحسب ما ورد حُكم على العشرات بالإعدام أو اتُهموا بارتكاب جرائم يُعاقب عليها بالإعدام.
وقبل أسابيع أيضاً، أعدمت السلطات في مدينة أصفهان بوسط البلاد ثلاثة رجال أدينوا بـ "العداء لله"، بسبب تورطهم المزعوم في هجوم إطلاق نار أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الأمن خلال احتجاجات في نوفمبر. وأبلغت مصادر منظمة العفو الدولية أن 3 أشخاص هم مجيد كاظمي وصالح مرهاشمي وسعيد اليعقوبي اختفوا قسراً ثم عُذبوا وأُجبروا على الإدلاء بأقوال تدينهم شكلت أساس القضايا المرفوعة ضدهم.
وتعرب جماعات حقوق الإنسان الآن عن قلقها إزاء إعلان أصدره المدعون العامون في مقاطعة فارس الجنوبية قال فيه إن رجلين أفغانيين، محمد رامز رشيدي ونعيم هاشم غوتالي، سيتم إعدامهما علانية قريباً.
وقد أيدت المحكمة العليا مؤخراً إدانتهم بتهمة "الفساد في الأرض" و"التمرد المسلح على الدولة" فيما يتعلق بمقتل 13 شخصاً في هجوم مسلح على ضريح شاه جراغ في مدينة شيراز في 26 أكتوبر، وهو ما زعم أنه من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج إن الحكم عليهم بالإعدام "بناء على اعترافات مشوبة بالتعذيب، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة وحقوق المحاكمة العادلة".