أين يكمن الرهان لكلا المرشحين في الحصول على نقاط أكبر في هذه الجولة؟ وحول إمكانية قيام المعارضة بإعادة رسم خريطة الأصوات من جديد والأصوات التي يمكن أن يجذبها كل طرف لصالحه وأوراق الضغط لديهما.
أعلن رئيس لجنة الانتخابات التركية، أحمد ينار، مساء أمس، النتائج النهائية للجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التركية بعد فرز جميع الأصوات، لتكون البلاد على موعد جديد مع جولة ثانية، وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على 49,4 بالمئة وكمال كليجدار أوغلو على 44,96 بالمئة من الأصوات.
كليجدار أوغلو يراهن على استمرار الدعم الكردي وفئتي الشباب والمرأة
في هذا الصدد، تحدث محمد ربيع الديهي الباحث في العلاقات الدولية والشأن التركي، إلى لوكالة فرات للأنباء، وقال إن المعترك الانتخابي في الجولة الأولى كان شرسا بين المرشحين الثلاثة، ولكن في نهاية المطاف أصبحنا أمام سيناريو مختلف وجولة إعادة بين أردوغان وكليجدار أوغلو، مضيفا أن هذا التنافس سيكون أكثر شراسة في الجولة الثانية.
وأوضح "الديهي" أن كمال كليحدار أوغلو يراهن في الجولة الثانية على عدد من الأمور في مقدمتها استمرار الدعم الكردي له، وفئتي الشباب والمرأة التي تنبذ فكر أردوغان حتى لو كان قد منحهم بعض الحقوق، إلا أن المرأة ترى في فكر العدالة والتنمية والرئيس التركي تحجراً، كما إن معدلات العنف تجاه المرأة قد ازدادت في الفترة الأخيرة، إضافة إلى انسحاب أنقرة من اتفاقية تخص العنف عام 2021 التي فتحت المجال أمام العنف الأسري تجاه المرأة.
"أردوغان" يراهن على أصوات القوميين المعادين للكرد
ويرى "الديهي" أن أردوغان يراهن بصفة أساسية على القوميين الذين منح جانب كبير منهم صوتهم له في الجولة الأولى، إلى جانب القوميين الذين أعطوا أصواتهم إلى سنان أوجان، والأخير في اعتقادي لن يدعم كمال كليجدار أوغلو بسبب علاقته مع حزب الشعوب الديمقراطي ودعم مرشح طاولة الستة لهم، ولذلك نحن نتحدث أن أمام كلا المنافسين فرصة كبيرة لكسب المزيد من الأصوات.
وقال إن هناك فئة أخرى يسعى النظام التركي لاستهدافها وهي فئة العمال، والتي تضررت بشكل كبير من الأوضاع الاقتصادية، وكثير منهم صوت بصورة مباشرة لمصلحة مرشح المعارضة، وجرى ملاحظة هذا الأمر في أكثر من منطقة بها نسب عمال مرتفعة.
ويرى "الديهي" أنه وفق هذه المؤشرات والمقدمات، فإننا سنكون أمام جولة إعادة لن تكون سهلة وستكون مفصلية في تاريخ تركيا وديمقراطيتها، أيا ما كان الفائز، معرباً عن اعتقاده أن احتمال فوز أردوغان هو الأكبر، خصوصاً أن المرشح القومي السابق سنان أوجان يميل بشكل كبير إلى دعم أردوغان.
وحصل المرشح اليميني المتطرف سنان أوغان البالغ من العمر 55 عامًا، والذي حصل على 5.17٪ من الجولة الأولى من الأصوات في تركيا، وعلى دعم كافٍ من الجولة الأولى للتأرجح في التصويت لصالح أردوغان أو كيليجدار أوغلو، اعتمادًا على من يختار المصادقة عليه لاحقاً وما سيلعب عليه سياسياً.
هنا الخديعة.. "أردوغان" هو من دفع نتائج الانتخابات إلى جولة ثانية
بدوره، يقول عمر رأفت الباحث في الشأن الكردي إنه كان من المتوقع أن تكون هناك جولة إعادة بنسبة كبيرة بين أردوغان وكليجدار أوغلو، فأردوغان وبالرغم من سيطرته على المؤسسات الخاصة بالانتخابات، إلا أنه لن يكون بهذه السذاجة كي يحسمها من الجولة الأولى.
وأوضح، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، أن أردوغان يعرف جيداً كيف يكسب الانتخابات، ولذا فأنا أرى أنه خطط من أجل حدوث هذا الأمر، لكي يظهر أمام العالم بأن بلاده بها انتخابات حرة ونزيهة، وقد نجح أردوغان حتى الآن في استمالة الجمهور التركي عن طريق الخطاب الإسلاموي الذي يميل نحو التركيز على القومية التركية، فهو يعرف جيداً كيف يخاطب الشعب من خلال اللعب على عواطف الناخبين بشكل مؤثر.
المعارضة تحتاج إلى تغيير نبرة خطابها خلال الجولة الثانية
أما بالنسبة للمعارضة يقول "رأفت" إنه في الجانب الأخر، كان خطاب المعارضة يميل كل الميل إلى العقلانية فقط، ولم تدرس جيداً طبيعة الشعب التركي، وأنه شعب يجب استمالته باللعب على جانب القومية التركية، مؤكداً أنه يجب على المعارضة أن تغير من نبرتها في التصريحات إذا ما أرادت أن تفعل شيئاً في الجولة الثانية، لأن أردوغان سيدخل الجولة الثانية بمزايا عددية ونفسية وسيركز على مسألة الاستقرار بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية في البرلمان.
وقال الباحث في الشأن التركي إن هناك شيء لم يهتم به كثير من الأشخاص وهو أن سنان أوجان قد يصبح الورقة الرابحة لكلا المرشحين، لأنه يمتلك 3 ملايين صوت تحت تصرفه، لذا سيكون عامل حسم في هذه الانتخابات حال وجههم لصالح مرشح معين.