كشفت خطابات زعماء الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي مع التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، حيث التأييد المطلق لإسرائيل وإغفال الطرف عن المجازر التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني وسكان غزة، عن الوجه السيئ لقادة القارة العجوز وازدواجية التعامل الأوروبي مع قضايا الشرق الأوسط، والتي وهي نفس الازدواجية التي ظهرت مع القضية الكردية التي يظهر الغرب تعاطفاً معها ولكن لا تزال الكثير من دولة تتخذ موقف معادي من حزب العمال الكردستاني وتغض الطرف عن انتهاكات تركيا بشأن الكرد والعزلة المفروضة على القائد أوجلان.
أوضحت زينب مراد، الرئيسة المشتركة للمجلس الوطني الكردستاني، أنه لطالما كانت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا تتعامل مع قضايا الشرق الأوسط وفقا لمصالها وكيفية فرض هيمنتها على المنطقة. وحتى الدول الإقليمية كتركيا وإيران لهما نفس الموقف من قضايا الشرق الوسط وخاصة فيما يخص الشعبين الكردي والعربي ولعلى المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في غزة كشفت عورة كثير من هذه الدول حتى العربية منها.
وأكدت زينب مراد في تصريح خاص لوكالة فرات، ان ما يتجلى من تباين في المواقف وازدواجية في المعايير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتزايد عدد الضحايا من الأطفال والنساء في ظل تخاذل الأنظمة الاستعمارية والانتهازية تتأكد الحاجة الى مؤازرة الشعوب لبعضها وخاصة الشعبين الكردي والعربي، لأننا نرى في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الكردي للقمع والقتل والابادة على يد قوات الاحتلال التركي نجد أن كل الأوساط الدولية والإقليمية وحتى الدول العربية صامتة ولا تحرك ساكنا.
وأضافت الرئيسة المشتركة للمجلس الوطني الكردستاني، أنه بينما نرى الدولة التركية تتباكى على الشعب الفلسطيني وتدين إسرائيل في حين هي ترتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الكردي. في هذه الأثناء يريد أردوغان الاستفادة من الحرب في غزة كما استغل الحرب في أوكرانيا. فهو الآن يستغل انشغال المجتمع الدولي بل العالم كله في الحرب الدائرة في فلسطين ليشدد هجماته على الشعب الكردي ويوسع احتلاله لأراضي كردستان.
بينما كشفت سارة كيرا رئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات، أن مشكلة الأوروبيين تكمن في أنهم يرون القضايا من وجهة نظرهم وليس بحسب حجم المأساة الحقيقية التي تعيشها الشعوب، ولكن بمقدار مصالحهم، وهذا ما حدث في أزمة غزة الأخيرة لأن الغرب دعم غزة بعقيدة أيدلوجية، حيث نجحت إسرائيل في تسويق نفسها كضحية، كما رأى الغرب في هجمات المقاومة الأخيرة أنها تمثل خطراً على الكيان الصهيوني وحدوده الحالية وهو ما لا يزيد الغرب خسارته، فلذلك قدموا الجسور الجوية والسفن على غرار ما قاموا به في أعقاب حرب 1973.
وأكدت سارة كيرا في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يضاف إلى ذلك وصول صدى الحرب بين روسيا والغرب إلى فلسطين، حيث بات من الواضح أن هناك دعم روسي وصيني قوي للقضية الفلسطينية وتأييد لها مقابل الرفض الغربي والتأييد المطلق لإسرائيل، مما يجعلها في الفترة المقبلة قد تكون ساحة جديدة مرتقبة للحرب الروسية، والتي وجدنا انها اتخذت ساحات أخرى مثل غرب أفريقيا وأرمينيا وأذربيجان.
وأضافت رئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات، أن هذه الازدواجية في المعايير الأوروبية يندرج على القضية الكردية وموقفهم منها، سواء في الانتهاكات التركية ضد الشعب الكردي أو الإجراءات التي تتخذها تركيا في عزلة القائد أوجلان، وذلك في إطار محاولة استرضاء تركيا والخوف منها لا سيما وأنها لديها العديد من الكروت في مواجهة الدول الأوروبية مثل اللاجئين والذي تستخدمه بقوة مع تصاعد ظاهرة الخوف من الآخر في أوروبا، وعضويتها في الناتو والتي ضغطت بها على دخول السويد وفنلندا للحلف.