فوجئ العالم بقصف متبادل بين الجارتين النوويتين إيران وباكستان، حيث قصفت كلا منهما مواقع لحركات بلوشية معارضة في أراضي جارتها، مما يسلط الضوء على الشعب البلوشي ومعاناته داخل حدود تلك الدولتين ويطرح التساؤلات حول سر الضربات الإيرانية والباكستانية وتأثيرها سواء على الشعب البلوشي أو الحركات البلوشية المسلحة.
كشف ملا مجيد المتحدث الرسمي باللغة العربية لمنظمة حقوق الإنسان البلوشي، أن الأوضاع كما تابعها الجميع بإعلان إيران عن استهدافها مواقع تابع لجيش العدل البلوشي المعارض لإيران داخل الأراضي البلوشية داخل باكستان وبعدها سمعنا بالتصريحات الباكستانية وقامت بقصف داخل إيران، مشيراً إلى أن الكل توقع بأن باكستان ردت على إيران ولكننا كبلوش متابعين بأن القصف المتبادل استهدف مواقع مدنية وجميع القتلى من المدنيين من الطرفين كون البلوش يسكنون في الطرفين و مقسمين بين باكستان وإيران.
وأكد مجيد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه من المضحك بأن يوم القصف كان هناك اجتماع بين وزيري الدولتين في إحدى المؤتمرات وبنفس الوقت كان هناك تمرين بحري مشترك مما يبين بأن القصف المتبادل كان متفقاً عليه بين الدولتين وتأكيداً على كلامنا تصريح وزير خارجية إيران بأن القصف كان متفقاً بين الطرفين.
وأضاف المتحدث الرسمي باللغة العربية لمنظمة حقوق الإنسان البلوشي، أنه تم استهداف مجموعة من الباكستانيين في سروان إيران على يد مسلحين مجهولين حيث قتل 9 وجرح 5 من الباكستانيين كانوا يعملون في اقليم سروان داخل إيران وتصريحات المسؤولين الباكستانيين بإحدى الجماعات البلوشية قامت بهذه العملية ويربطون هذه الواقعة كرد من البلوش على القصف الذي طال مناطق البلوش.
وأوضح مجيد، أن هناك حراك بلوشي مشترك ضد إيران وباكستان وكل تنظيم يتخذ داخل الأراضي الطرفين كون أراضي البلوش مقسمة بين البلدين وكلا البلدين صرحا بأنهما استهدفا مواقع إرهابية حيث صرحت إيران بأنها استهدفت مقر لجيش العدل البلوشي المعارض لإيران وباكستان صرحت بأنها استهدفت مواقع تتبع جيش تحرير بلوشستان المعارض لباكستان.
وبيّن المتحدث الرسمي باللغة العربية لمنظمة حقوق الإنسان البلوشي، أن القتلى من الجانبين من المدنيين والأطفال والنساء والاستهداف المزدوج ليس جديداً حيث أن الدولتين تضطهدان البلوش ولكن الإعلام العربي كان مركزاً فقط على الطرف الإيراني والأغلب لم يكن يعلم بأن البلوش مقسمين بين البلدين، مشدداً على أن العملية كانت متفقاً عليها من الطرفين.
كشف عمر البلوشي، مسؤول العلاقات العامه لحركة بلوشستان بريطانيا ، أنه يجب أن نعرف منطقة بلوشستان المقسمة بين ثلاث دول أفغانستان وإيران وباكستان، بأن إيران بدأت القصف على بلوشستان المحتلة من قبل باكستان وقتل طفلين وادعت أنها قصفت جيش العدل البلوشي وجيش العدل هو منظمة بلوشية تحارب إيران تدعي حماية حقوق أهل السنة وتسعى إلى بناء دولة بلوشستان وإثر هذا القصف تم استشهاد طفلين وجرح ثلاثة نساء ولم يكن أي استهداف لهذه المنظمة، فردت باكستان بالقصف على بلوشستان المحتلة من قبل إيران.
وأكد البلوشي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه تشابهت رواية باكستان مع إيران بشكل 99.9٪ وادعت أنها قصفت جيش تحرير بلوشستان وجيش تحرير بلوشستان هو منظمة قومية بلوشية تطالب بدولة قومية بلوشية ولكن جراء القصف الباكستاني استشهد 9 أشخاص بينهم 6 أطفال وامرأتين ورجل واحد جميعهم من نفس العائلة.
وتطرق القيادي في حركة بلوشستان الحرة إلى سر توقيت القصف، مبيناً أنه جاء بعد قيام ثورة غاضبة من سكان بلوشستان من الطرفين، ففي بلوشستان المحتلة من قبل إيران هناك مظاهرات منذ قرابة أكثر من سنة بعد اغتصاب طفلة بلوشية من قبل مدير الشرطة الإيرانية في إحدى المدن البلوشية، حيث قابلت إيران المتظاهرين بالقتل الجماعي ولكن استمرت المظاهرات بدون توقف.
وأوضح البلوشي، أنه قبل شهرين أيضاً بدأت المظاهرات الغاضبة في بلوشستان المحتلة من قبل باكستان بعد مقتل شاب من قبل الجيش الباكستاني فأخذت المظاهرات شكلاً سلمياً ودخلت العاصمة إسلام آباد وطالبت الأمم المتحدة بالدخول ولاقت هذه المظاهرات اهتماماً عالمياً كبيراً لاسيما أنها كانت تحت قيادة النساء، وأسباب القصف هي تشتيت الناس عن الثورة البلوشية وإظهارٌ للعالم بأن هناك حرباً بين البلدين أو حرب ضد "الإرهاب" كما تدعي الدولتين ولكن الضحية في النهاية هم البلوش.