بعد دعم حروب أبي أحمد.. هل ستتأثر إثيوبيا بالإنتخابات التركية المقبلة

يعتبر رئيس الوزراء الاثيوبي ابي أحمد من أهم حلفاء أردوغان في القارة الأفريقية في السنوات الأخيرة، وكان التدخل التركي في الحرب التي شنها ابي أحمد ضد إقليم تيغراي سبباً رئيسياً في حسم المعارك لصالح نظام أديس أبابا وارتكاب العديد من المجازر في صفوف المدنيين.

كشف السفير يوسف حامد آدم، رئيس جبهة تحرير بني شنقول، أن الانتخابات التركية ستغير من علاقة أنقرة مع نظام ابي أحمد بحسب سلوك الحكام الجدد في حال سقوط أردوغان، مبيناً أنه إذا أراد منافس أردوغان انفتاح العلاقات مع القاهرة بشكل طبيعي يجب عليه أولاً وقف دعمه للنظام الحاكم في أديس أبابا.

وأكد حامد في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن أردوغان يتحمل وزر قتل الملايين من الشعوب المضطهدة في اثيوبيا بسبب الطائرات بدون طيار التي سلّمها لابي أحمد.

بينما يرى ابراهيم الخناقي، مدير منظمة حقوق الإنسان لشعب بني شنقول، أن العلاقة بين النظام التركي والاثيوبي هي صفقة تجارية لشراء طائرات البيرقدار المسيّرة، ولذلك فإن مشكلة النظام لا تكمن في شراء السلاح بقدر ما هي في الموارد المالية التي تمكنه من شراء السلاح.

وأكد الخناقي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن أبي أحمد رهن موارد بني شنقول وخاصة الذهب المستخرج من أراضيها في شراء تلك الاسلحة، ويجب على حكومتي مصر والسودان حرمان أبي أحمد من تلك الموارد عبر دعم قوات دفاع بني شنقول.

وأضاف، أن السلاح التركي هي مصلحة متبادلة بين النظامين، لأن بيع تلك الأسلحة تساعد في إنقاذ الاقتصاد التركي المتدهور والليرة التركية المنهارة، في النهاية، أيّاً كان الجالس على كرسي الحكم في أنقرة يريد استمرارية هذا المورد الذي يدرُّ عليه الملايين من بيع السلاح.

بينما كشف أبو حايس، الإعلامي العفري، أن الانتخابات الرئاسية التركية سيكون لها تأثير سياسي هام على نظام أبي أحمد خاصة مع تفرق أنصاره في الداخل والخارج، فالكثير من الشعوب داخل جغرافيا أثيوبيا غير مرتاحة من نظام الحكم المركزي الذي يريد أبي أحمد تطبيقه ويسير في خطوات نحوه، وهو ينطبق على الأقاليم الحليفة لنظامه مثل الإقليم الصومالي والعقرب وحتى الامهرا، ولكن أبي أحمد يقبض على البلاد بقبضة من حديد، واتخذ خطوة مؤخراً بتفكيك الشرطة الإقليمية.

وأكد أبو حايس في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الوضع الخارجي ليس أفضل حالاً، خاصة بعد انتهاء شهر العسل مع الرئيس الاريتري أسياس افورقي، بعد انتهاء معركة تيغراي وانضمام افورقي لصف أمهرا ضد أبي احمد، مما دعا الاخير في خطابه أن يحذر من التدخل الخارجي في الشان الاثيوبي.

وأضاف الاعلامي العفري، أنه من الأشياء الهامة التي لا يمكن إغفالها هي دعم أردوغان المزارات الإسلامية مثل قبر النجاشي، وكان ابي أحمد يستغل هذه المساعدات في سياسته القائمة عن التنوع الديني وتعدد الديانات في اثيوبيا بعد الطابع المسيحي الذي فرضته جبهة تحرير تيغراي على البلاد، وسقوط أردوغان سيوقف برامج ابي أحمد في هذا الصدد.

وكشف عبد المعين عبد السلام رئيس شبكة أورومو ميديا، والإعلامي الأورومي، أن إثيوبيا في ظل حكومة أبي أحمد بنت علاقات متينة و قوية مع تركيا في ظل حكومة حزب العدالة و التنمية و تتمثل تلك العلاقات في العديد من الجوانب منها الإقتصادي حيث زاد التبادل التجاري بين البلدين في العقد الأخير وبلغ ذروته خلال الأعوام القليلة الماضية، أما الجانب السياسي فهناك تقارب و توافق في وجهات النظر في العديد من القضايا السياسية الإقليمية و الدولية، وكذلك الجانب العسكري فقد إستطاعت إثيوبيا في الحصول على عقود تم بموجبها تزويدها بأسلحة و وذخائر وطائرات مسيّرة تركية، حيث استفادت منها إثيوبيا في حربها الأخيرة ضد إقليم تيغراي.

 وأكد عبد السلام في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه بطبيعة الحال للإنتخابات التركية الحالية أصداء في أروقة الحكم في إثيوبيا و ليس من مصلحة حكومة أبي أحمد خسارة أردوغان في الإنتخابات الرئاسية، مع ذلك يرى أن خسارة أوردوغان قد لا يؤثر كثيراً على تلك العلاقات بين الدولتين، هذا فيما يتعلق بالجانب الحكومي، أما في الأوساط الشعبية فإن لأردوغان شعبية طاغية لدى الجماهير الإثيوبية خاصة المسلمين منهم، وهم يتابعون أخبار تلك الانتخابات اولاً بأول متمنين لأوردغان الفوز الساحق فيها.