بعد الإطاحة بالرئيس.. كواليس لانقلاب العسكري في النيجر

تحول حال النيجر بين عشية وضحاها حيث قام الحرس الرئاسي ومجموعات أخرى بإقالة الرئيس محمد بازوم والإمساك بالسلطة، ليضع الكثير من التساؤلات حول ما يحدث في النيجر.

كشف أحمد تيجاني سراج، رئيس المجلس الأعلى للنيجريين في مصر، أن الرئيس أصبح بيد الجيش بعد الانقلاب، خاصة وأن الإنقلاب حدث داخل القصر الرئاسي، مبيناً أنه قبيل نجاح الانقلاب حاصر الجيش القصر الرئاسي.


وأكد تيجاني في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، مجموعة من الجيش قاموا بمحاولة الانقلاب والبعض كان يحاول منع ذلك، بالنسبة للانقلابيين حاولوا التاثير على الجيش لينضموا إلى الانقلاب، والجانب الآخر، حاول اقناعهم بعدم معاقبتهم وتركهم للخروج من البلد مقابل إنهاء الإنقلاب، وفي النهاية رضخ الجيش للمتمردين حقنا للدماء وعدم الإقتتال الداخلي.


وأضاف رئس المجلس الأعلى للنيجريين في مصر، أن الشعب النبجري له رد فعل شعبي ضد الانقلاب، مشيراً إلى أن القوات الفرنسية الموجودة بالبلاد لا يمكنها أن تواجه التمرد.


بينما كشف محمد جمال، الباحث في معهد الدراسات الأفريقية، أن نجاح الإنقلاب يدل على قوة الدولة العميقة في النيجر المتمثلة في الرئيس السابق محمدو يوسفو حيث أنه مسيطر على الحرس الرئاسي بصفة كبيرة لدرجة أنه خرج اليوم عسكريين وأعلنوا نجاح الإنقلاب واحتجاز الرئيس وحل الحكومة.

وأكد جمال في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن ما حدث في النيجر كان معركة تكسير عظام بين محمدو يوسفو وبين محمد بازوم، وكل هذا كان بسبب محاولة الأخير تغيير القيادات سواء داخل الجيش والحكومة، مبيناً ان المسيطر على الأرض هو أتباع الرئيس السابق محمدو يوسفو والدولة العميقة في النيجر، رغم الادانات الدولية من العديد من دول العالم وحتى فرنسا التي لها قواعد عسكرية في البلاد.
وأضاف الباحث في معهد الدراسات الأفريقية، بأن الانقلابيين أعلنوا أن الحزب الشيوعي الصيني يحترم جميع الالتزامات التي تتعهد بها النيجر، ولذلك يشي بأن الصين قد يكون لها يد في الانقلاب الأخير، وهم أغلقوا الحدود وعطلوا الدستور وفرضوا حظر تجوال.
وأوضح جمال بأنه يبرر للانقلابيون حركتهم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وانعدام الأمن في النيجر، الرئيس محمد بازوم غرّد بأن العالم يجب أن يقف بجانبه وعدم الانصياع لرغبات الانقلابيين.
وأضاف جمال، أن النيجر من دول غرب أفريقيا التي تشهد عنف جهادي مثل غيرها من دول منطقة الساحل، كما شهدت انقلابات عسكرية متعددة منها انقلاب عام ٢٠١٠ الذي أطاح بالرئيس مامادو وفي آذار ٢٠٢١ كانت هناك محاولة للانقلاب على محمد بازوم وتم إلقاء القبض على عدد من الأشخاص، وكان العقل المدبر للانقلاب نقيب في القوات الجوية اسمه سامي جروزا، وتم القبض عليه في بنين وتسليمه للسلطات في النيجر، والعام الماضي أيضا شهد محاولة للانقلاب على بازوم.
بينما كشف ناشط سياسي واجتماعي من داخل العاصمة انجمينا، رفض الكشف عن اسمه، أن المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري الاخير مستمرة، وهناك رفض شعبي للانقلاب وتمسُّك بالرئيس محمد بازوم لما قدمه للبلاد خلال الفترة الماضية، وأنه كان يسير بالدولة في الاتجاه الصحيح وخطوات للأمام.

وأكد الناشط لوكالة فرات، أن المظاهرات وصلت بالفعل لمحيط القصر الرئاسي ولكن قامت قوات من الجيش بتفريقها بالغاز المسيل للدموع، وتستمر الفعاليات المناهضة للانقلاب.

واضاف أن الحزب الحاكم والبرلمان والسياسيين رافضين للانقلاب، والقوات الفرنسية لم تتحرك أو تتصدى للانقلاب، لأنها اعتبرته شأنا داخلياً.

واضاف الناشط، أن الانقلابيين لا يمثلون كل الجيش النيجري، ولم توافق كل القوات عليه، ولكن باقي قوات الجيش خرجت في بيان إنها حقنا للدماء وللحفاظ على سلامة الرئيس لبّوا طلبات الحرس الرئاسي.

وأشار الناشط إلى ان الرئيس حتى الآن لم يستقيل ويتمسك يمنصبه،
ويجدر الاشارة ان تتجه أغلب التكهنات إلى وقوف موسكو عبر مجموعة فاغنر خلف الانقلاب العسكري في النيجر، مما يدل أنه حال وقفت فاغنر وراء الإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم، فإنها تكون بذلك قد سجلت نقطة جديدة على حساب فرنسا بعد نجاحها في إسناد الانقلاب في مالي وبوركينا فاسو، ما اعتبره مراقبون نجاحاً روسياً في وضع اليد على نفوذ باريس التاريخي، خاصةً بالنسبة إلى النيجر التي توفر لفرنسا حوالي سبعين في المائة من الكهرباء.



الأسماء بالترتيب
أحمد تيجاني سراج، رئيس المجلس الأعلى للنيجريين في مصر
محمد جمال