كانت بلدة حوارة مركز لإحدى أبشع هجمات المستوطنين نتج عنها حرق وتكسير لعشرات المنازل والسيارات والممتلكات الخاصة، وحوادث دهس وطعن واعتداءات بالضرب، مقتل مواطن فلسطيني عقب إصابته بالرصاص الحي في البطن، عدا إصابة أكثر من 392 آخرين بالرصاص الحي، ولذلك خرجت أصوات إسرائيلية بعد العملية مثل القائد السابق لقيادة المنطقة الجنوبية العقيد المتقاعد، غادي شامني في وسائل الإعلام العبرية يحملون الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين السبب في العملية وبأنهم يؤججون نار الفتنة مع الفلسطينيين.
قالت دكتورة ريم أبو جامع، رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، أن العملية الأخيرة في بلدة حوارة الفلسطينية تعود نتيجة لتاريخ طويل من الاشتباكات بين سكانها والمستوطنين، وذلك لأن المستوطنين يتعاملون مع الأهالي وكأنهم هم من يستوطنون الأرض يقومون بإحراق بيوتهم وإطلاق النار عليهم، وترويعهم وقتل اطفالهم، وحجزهم على الحواجز، والمستوطنين يمتلكون سلاح كبير وصغير، وجميعهم يحملون السلاح، وكثير من الناس يتم حرقهم دون أي سبب.
وأكدت ريم ابو جامع في تصريح خاص لوكالة فرات أنه عندما يستطيع المستوطن سواء في حوارة أو الخليل عندما تتيح له الفرصة لإيذاء الفلسطيني سيفعل، بصرف النظر إذا كانت حدثت بها واقعة ام لا، بل يستغل المستوطنين الحوادث ويزيدوا من جرائمهم أضعاف الوضع الطبيعي، مبينة أن الهجوم على البلدة الأخيرة كان بسبب العملية التي قامت بها المقاومة في البلدة.
واضافت الدكتورة، أن المقتولين هم من المستوطنين لعدم وجود تواجد يهودي داخل حوارة، وذلك أن المستوطنين موجودين داخل كل محافظات الضفة الغربية، مشيرة إلى أنه جاءت العملية بحسب بيانات سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى والتي تهدف إلى الانتقام من السلوكيات الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنين، وأيضا لبث الرعب والخوف ومنع التجول، لأنه عندما يحس المستوطن بالأمان يتجول في كل مكان في الضفة الغربية، ولكن عندما يحدث قتل خاصة للكبار لأن العملية تضمنت قتل الكبار ولم يتم قتل الطفل الصغير.
وبينت رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، أن تجنب المقاومة الفلسطينية قتل الأطفال هي رسالة للعالم كله وللحكومة الإسرائيلية وللمستوطنين، بأن الحرب هي مع الكبار وليست مع الصغار، لأن المستوطنات جميعها غير شرعية، ووجدت بعد عام 1967، ولا زال هناك إجماع سواء من المنظمات الدولية أو من المنظمات الإقليمية لأنها مستوطنات غير قانونية حتى أن قبل فترة أعلن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن أن الولايات المتحدة لم تعترف بالمستوطنات اليهودية في الضفة، ووصف بأن بناء المستوطنات مخالف للقانون الدولي، ولن يساعد في أي تقدم في قضية السلام فهذه رسالة تأكيدية بأنه يجب على المستوطنين أن يغادروا أنه لا أمان لهم وسيتم قتلهم في أي مكان اينما كان.
وأردفت ريم أبو جامع، أن الكيان الصهيوني فتح للروس والأوكرانيين وفتح لكافة الجنسيات استيعاب واستقطاب داخل المستوطنات، ولو تابعت الإحصائيات ستجد أن عدد سكان المستوطنات في آخر عشر سنوات يفوق عددهم في آخر 40 عام، فهي تزيد عدد المستوطنين وتكرسهم كنوع من القوة، ويجب أن يكون هناك عمليات لضرب هؤلاء المستوطنين، وهناك صورة رادعة لمن تسول له نفسه الحضور إلى فلسطين بأن هناك عمليات قتل وان وجودهم غير مرغوب فيه.
وتطرقت رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، إلى أن الحكومة المتطرفة في اسرائيل تحاول استغلال الوضع الحالي في فلسطين لتقوية مركزها، وتحاول استغلال المستوطنين والجنود لتهدئة الشارع الداخلي الإسرائيلي والمظاهرات التي تقوم ضد الحكومة المتطرفة، وهناك توقع من قبل الشارع الفلسطيني بأن يكون هناك رد من الحكومة الإسرائيلية اولا لأشغال الرأي العام الإسرائيلي ولمنع زيادة عدد المظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية ولإرضاء المستوطنين، وتركيع وضرب الفلسطينيين.
وأشارت ريم إلى أن من التطورات المثيرة للتوقف أمامها هو نجاة منفذ العملية وهروبه، حتى الآن لا يزال هناك تساؤلات بأن من قام بالعملية شخص واحد أم شخصين، حيث قاموا بحرق السيارة التي استخدموها وأصبحت المقاومة الفلسطينية تتلاشى الأخطاء السابقة، وحاولت اسرائيل استخدام تتبع الأثر وكاميرات المراقبة ولكنها لم تفلح في التوصل لمنفذ العملية وهو تطور جديد تشهده المقاومة الفلسطينية.
بينما كشف ياسر أبو سيدو، القيادي في حركة فتح، أن الفكرة ليست حوارة، فإسرائيل التي تصور للعالم أنها واحة الديمقراطية بين وحوش الإرهاب العربي والإسلامي وإنها تدافع عن شعبها، رغم أن المستوطنون الصهاينة هم من يقطع طرقات الارض الفلسطينية ويقطعون الأشجار المثمرة ويحرقون البيوت ويقتلون الأطفال، ويثيرون الإرهاب، ويقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال.
وأكد أبو سيدو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الدليل على تلك الوحشية والانتهاكات أنه يطلب بن غفير وزير الأمن القومي الإرهابي وسموترتش إزالة حوارة من الوجود، مع الصمت العربي، مبيناً أن الإسرائيليين لديهم شعار يرددونه منذ 130 عام هو (الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت)، ولذلك الموضوع ليس حوارة أو جنين أو غيره، ولكن الموضوع هو وجود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين.
وأضاف القيادي بحركة فتح، أن العملية الأخيرة هي امتداد للمقاومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني ومنذ عرف نوايا الصهيونية بعد عملية حائط ما يسمى كذبا بحائط المبكى عام قرر ان يدافع عن أرضه الفلسطينية رغم كل أشكال الخذلان والتآمر من الحكام العرب فكانت ثورة البراق 1921، ثورة 1936، حرب النكبة 1948، ثورة 1965، معركة الكرامة 1965، حصار بيروت 1982، ومعارك يومية حتى الآن وستبقى حتى تحرير فلسطين، بغض النظر عمن يقف مع الفلسطينيين أو يتآمر عليهم بالصمت أو التطبيع أو التعاون.
وأوضح أبو سيدو، أن الإسرائيليين أنفسهم منذ نشأة دولتهم يعرفون أنهم ليس لهم حق في أرض فلسطين، لأنه قال تيودور هرتزل عام 1897، أنه لا التوراة ولا الأنجيل ولا كل الكتب السماوية تعطي اليهود الحق في أرض فلسطين لكن من يعطيهم هذا الحق هو ان يقول الفلسطينيون أن فلسطين هي اسرائيل، والفلسطينيون لم ولن يقولونها حتى الآن لو استشهد كل الشعب الفلسطيني.
وبيّن القيادي في حركة فتح، أن ضربة المقاومة في قلب حوارة هي رسالة لإسرائيل، أن هذا صراع لن ينتهي الا بإقرار الحق، ولم يعرف التاريخ ان شعباً مقاوم قد مات أو استسلم، وأدلة التاريخ تعطينا الاجابة، الصليبيون رحلوا، الفرنسيون تركوا الجزائر ورحلوا، أمريكا هربت من فيتنام ورحلت، جنوب إفريقيا عادت للأفارقة، والحركة الصهيونية سترحل، ولا تصدق كذبة أرض الميعاد وكذبة شعب الله المختار، هذه أساطير كتبوها بأيديهم وصدقها السفهاء.