التصعيد الإسرائيلي في غزة..رسالة للتقارب العربي الإيراني أم هروب من مشكلات الداخل؟

يستمر التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة بعد إغتيال إسرائيل لعدد من القيادات العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، والمحسوبة على إيران في المقاومة الفلسطينية، مما أعتبره البعض رسالة موجهة لطهران والتقارب العربي معها ومحاولة إسرائيلية للهروب من المشاكل الداخلية .

"هذا الإرهاب الصهيوني الذي اعتادت إسرائيل القيام به" بهذه الكلمات وصف  القيادي في حركة فتح "ياسر أبو سيدو" القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة واغتيال قادة حركة الجهاد الإسلامي، مبينًا أن إسرائيل دائماً ما تسوق الأكاذيب في حربها ضد هذه الحركة.

وأكد أبو سيدو، أن إسرائيل تتلاعب بالادعاءات بأنها تدافع عن نفسها  وتنكر إن إجرامها واحتلالها هو السبب، رغم اتفاقيات تم توقيعها معها وهي تتهرب من تنفيذ الالتزامات التي تقع عليها.

وأضاف القيادي أبو سيدو، أن القصف على حركة الجهاد هي محاولة للعب دور جديد في ايقاع التفريق بين الجبهات، على أمل ان توقع الخلاف بين الفصائل وهذا هدف بحد ذاته، وأوضح أنه في النهاية سيخرج كل طرف ليعلن بأنه انتصر في هذه الجولة وأنها ستكون مثل ورقة التوت التي تغطي العورة في إنتظار جولة جديدة، وإسرائيل حققت هدفاً في قتل قيادات فلسطينية والفصائل قصفت تل ابيب، وفي انتظار جولة جديدة في وقت لاحق.

وحول القصف وما إذا كان رسالة للتقارب السعودي الإيراني، أوضح القيادي في حركة فتح ياسر أبو سيدو، أنها لعبة استاتيكا القوى على الساحة الشرق أوسطية في اطار الصراخ الصهيوني وهي لعبة قديمة جدًا، ويجب ان نكون واعين لاهداف إسرائيل من استراتجيتها ( اقتل واصرخ طلباً للعون) ومارس العدوان وادعي ان عدوك يتكاتف ضدك.

"عائلات باكملها أُبيدت"، بهذه الكلمات وصفت الدكتورة ريم أبو جامع، رئيسة إتحاد المرأة العربية المتخصصة وممثلة فلسطين فيه، والقيادية بحركة فتح، العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مبينةً أن إسرائيل قامت بتصفية قيادات من حركة الجهاد الإسلامي بالإضافة إلى عائلات كاملة دون سبب يذكر.

وأكدت أبو جامع في تصريح خاص لوكالة فرات، أن العملية هي هروب من ضغط داخلي على الحكومة الاسرائيلية، والتخفيف من المظاهرات المطالبه برحيل نتنياهو ، وخوفًا من سقوط الحكومة في فخ الانتخابات من جديد، فقطاع غزه هي الملاذ الوحيد لهم، وأيضًا اقتحام محافظات الضفة الغربية.

بينما كشفت نسرين ابو عمرة، القيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بغزة، أن العملية الإسرائيلية الأخيرة كانت  رساله للشعب الاسرائيلي ان بامكانهم الوصول لأي واحد في قطاع غزه وأنهم قاموا بهذه الخطوه بحجه الوصول للجنود الاسرائيليين الذين بغزة.

وأكدت أبو عمرة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن غزة أرسلت رسالة للاحتلال بان المقاومة موحدة ميدانياً وسياسياً، وكل عمليات الإغتيال إلا وتزيد من وحدتها، وأكبر مثال أنه أطلقت المقاومه على هذه العملية اسم ثأر الأحرار وهي تعبير على الإجماع الوطني الفلسطيني للرد على جريمة العدو في إغتيال القيادات والأطفال، وأضافت، أن الشعب الفلسطيني جميعه ملتف حول المقاومة  وعلى ثقة بأنه لاخيار سوى المقاومة، والمقاومة تؤكد على وحده البنية الفلسطينية في مواجهة العدو الغاشم.

وبيّنت أن الوضع صعب جداَ وهذا حال الشعب الفلسطيني كل يوم تحت الإحتلال ومعاناته من ممارسات الاحتلال من قتل بالرصاص والإغتيالات أو الإعتقالات للأطفال والنساء او التهجير، وكل ذلك يتم على مرآى ومسمع العالم أجمع.

بينما كشف الدكتور حازم عوني الصوراني، الناشط الفلسطيني المستقل من غزة، أن القصف الإسرائيلي الأخير على القطاع كان يلعب على طريقة فرق تسد بين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية، ويزعم أنه يقصف فقط حركة الجهاد الإسلامي، ويوصل رسائل لبعض الوسطاء سواء القطريين او الإماراتيين أو المصريين لحركة حماس أن القصف موجه فقط  ضد الجهاد، فهي كانت تريد أن تطبق سياسة للاستفراد بالفصائل بأن تضرب كل واحدة على حدة.

وأكد الصوراني في تصريح خاص لوكالة فرات، أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها جبهة واحدة ولذلك جاء الرد متأخراَ بإجماع الفصائل بالقصف الصاروخي الذي وصل إلى تل أبيب، وأن أي اغتيال لقيادي فلسطيني هو اغتيال للجميع، مشيراً إلى أن إسرائيل تقوم بعمليات قتل يومية في الضفة الغربية في صفوف الفلسطينيين ونشطاء الفصائل.

وأضاف السياسي الفلسطيني المستقل، أن مستوطنات غلاف غزة قد أخليت بسبب الصواريخ الفلسطينية ضد إسرائيل، مما يدل أن عملية الاغتيال التي نفذوها أمس لن تمر دون رد حاسم.

وتطرق الصوراني إلى الرسالة الإسرائيلية من خلف القصف تجاه إيران وتقاربها الأخير مع الوطن العربي وخاصة المملكة العربية السعودية، مبينًا أن الشعب الفلسطيني مع التقارب السعودي الإيراني الأخير ومع كل دول الجوار التي تدعم المقاومة المشروعة على الأرض، ولكن إسرائيل تستخدم قضية إيران كذريعة والحقيقة هي تمهد الأرض وتستبق الأحداث للتمهيد لمسيرة الأعلام الإسرائيلية ودخولها للمسجد الأقصى.

بينما كشف الدكتور خالد سعيد، الباحث في الشؤون الإسرائيلية بمركز يافا للدراسات والابحاث، أن إيران تعتبر عدو لدود لإسرائيل، واستهداف إسرائيل للمرتبطين بها أمر طبيعي حتى تسقط النفوذ الإيراني في المنطقة سواءاً سياسياً أو عسكرياً، وهي دائماً الشماعة المفضلة لإسرائيل للقيام بجرائمها.

وأكد سعيد في تصريح خاص لوكالة فرات، أن إسرائيل تشعر بالقلق من التقارب السعودي الإيراني لأنه يعني في الوقت ذاته إبتعاد فكرة تقارب الرياض مع إسرائيل، مما يجعل الإتفاقيات الإبراهيمية نفسها تفقد زخمها، ولكن الفكرة لم تموت وسيظل الجانب العبري دائم المحاولة لإحيائها.

وأضاف الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن إسرائيل تريد اغتيال رؤوس المقاومة، ولذلك اغتالت ثلاثة من قيادات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية مؤثرة والتي تركت بصمة إيجابية لصالح المقاومة هو هدف إسرائيلي من أي فصيل كان، وهو ما اعترف به نتنياهو ووزير الدفاع من كونهم اغتالوا ٣ شخصيات عسكرية مؤثرة.

وبيّن سعيد، أن المقاومة قامت بإطلاق ٤٥٠ صاروخ تجاه إسرائيل وهو عدد كبير، والدليل على ذلك حالة الرعب الموجودة لدى الإسرائيليين حيث نزل أكثر من وزير إلى الملاجئ ومنهم وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريجيف، مما يدل على هشاشة الدولة الإسرائيلية.