بينما وصف هشام الركابي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني إلى مصر بـ"التاريخية"، مشيرا إلى أن التَّعاون بين العراق ومصر الذي أخذ يتنامى في تطورٍ مستمر وبما يخدم الشعبين الشقيقين.
وأكد الركابي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه تستهدف الزيارة تفعيل أعمال اللجنة العليا المُشتركة العراقية المصرية؛ إذ ستتم مراجعة النسخة النهائية لمحضر اجتماعات اللجنة العليا والوثائق المطلوبة وتنظيم الاتفاقيات ليوقع عليها رئيسا وزراء العراق ومصر.
وأضاف المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن العراقُ يرى أن التعاون أصبح على مستوى استراتيجي للبلدين مع ترحيب كبير على المستوى الشعبي والحكومي والسعي لبلوغ هدف توسيع هذه العلاقات على الجانب الاقتصادي ضمن رؤية الحكومة في التكامل الاقتصادي.
وأوضح الركابي، أن هناك ١٠ مذكرات تفاهم أعدّتها اللجنة العليا العراقية المصرية، بخلاف عدد من الاتفاقيات فيما يخص التجارة البينية وغيرها، والتي تشمل مجالات التدريب الدبلوماسي وتبادل الخبرات، والسياحة، وتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق النمو الاقتصادي، وفي الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وفي مجال الإدارة والوظيفة العامة والخدمة المدنية، والشباب والرياضة والإسكان والإعمار والعمل والشؤون الاجتماعية.
وأشار المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، إلى أن المحضر يدعو الشركات المصرية للمشاركة في حملة الإعمار التي سيطلقها رئيس الوزراء العراقي من خلال موازنة الإعمار والخدمات لمدة ثلاث سنوات.
واردف، أن وفد رئيس الوزراء في زيارته شمل كلاً من نائبي رئيس الوزراء، وزير الخارجية ووزير التخطيط، ووزراء التّجارة والإعمار والإسكان والكهرباء ورئيس هيئة الاستثمار ومحافظ البنك المركزي ورئيس مجلس الخدمة الاتحادي وعدد من المسؤولين بجانب وفد كبير من رجال الأعمال العراقيين لبحث الفرص الاستثمارية بين البلدين وتحقيق المزيد من التعاون بين القطاع الخاص العراقي ومثيله في مصر.
ويرى غازي الشايع، النائب الأول لنقيب الصحفيين العراقيين سابقا مستشار نقيب الصحفيين العراقيين مستشار رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية، أنه تعد الزيارة من اهم الزيارات بين زعماء مصر والعراق، خاصة بعد التوقيع على ١٠ مذكرات بين الجانبين
وأكد الشايع في تصريح خاص لوكالة فرات، ان الرئيس السيسي قال مامعناه هناك تفاهم وتعاون وثيق بين العراق ومصر ، مبيناً أن التعاون سيكون هو الاهم بين الجانبين.
التقارب الحالي
بينما كشف راهب الصالح، مدير مركز الرافدين للدراسات والابحاث، أن زيارة رئيس الوزراء السوداني الى مصر قد سبقته زيارة سابقة الى الاردن هي لأحياء الاتفاقات الموقعة السابقة بزمن الكاظمي والذي هو شخصيًا كان معترضًا عليها لانه من حزب الدعوة ( دولة القانون) مع المالكي بالإضافة الى الأحزاب والميليشيات الشيعية الموالية لأيران..
وأكد الراهب في تصريح خاص لوكالة فران، أن إيران هذه المرة دخلت على الخط من خلال طلبها من محمد السوداني لترطيب الأجواء بينها وبين مصر في التزامن مع الوساطة العمانية (عمان) للمصالحة مع مصر، مع العرض ان المبادرة العمانية هذه هي بطلب ايراني من عمان التي تربطها بها علاقة صداقة وثيقة معها.
وأشار الراهب، أن إيران أبلغت أنها لاتسمح للعراق بتنفيذ الاتفاقيات اعلاه مالم يتم رفع العقوبات الدولية الامريكية المفروضة عليها، لآنها لا ولم ولن تسمح بفقدان العراق الرئة التي تتنفس منها وتعتاش عليها
وأردف، أنه سيبقى محمد السوداني رئيس الوزراء تحت الجناح الامريكي لتنفيذ النقاط الأربعة أعلاه وكذلك ضمان تدفق النفط العراقي الى الأسواق العالمية بمباركة امريكية حتى وآن تعارض ذلك مع الموقف الايراني والتي لن تقف مكتوفة الايدي وستحرك ميليشياتها وعملاءها للتخريب وتسقيط حكومة السوداني حينها ستكون آمريكا قد حددت التوقيت والأسلوب لمعالجة الأمر
كشف علي البيدر، المحلل السياسي العراقي، أن الحكومة العراقية تتطلع لنقل التجارب الرائدة في المنطقة ومنها التجربة المصرية، إلى المشهد العراقي، والتجربة المصرية غنية بمشاريع رائدة نجحت في اجتياز صعوبات حقيقية عانت منها مصر مثل البطالة والإسكان.
وأوضح البيدر في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الموازنة العراقية الثلاثية تضمنت في الكثير من البنود على الاستثمارات وهي لا يمكنها أن تحدث إلا بوجود مثل تلك الشراكات، كما أن العراق يمتلك مقومات سياحية كبيرة يمكنه عبرها أن يصبح الوجهة الأولى في المنطقة، وذلك يمكن أن يحدث عبر الخبرات المصرية التي بها باع كبير في هذا المجال، بالإضافة لباقي المجالات.
واردف أن العلاقة مع مصر تبين عدم وقوف الحكومة العراقية في خندق المحاور القديمة التي خسرت العراق كثيراً، وأصبحت تبني علاقات حول مبدأ احترام الجوار والمصالح المشتركة وأن تتحول الصورة الذهنية عن العراق من ساحة حرب إلى واحة للسلام.