لا تزال المعارك مستعرة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في السودان، وشهدت الأيام الأخيرة أوضاع كارثية وتدهور سريع خاصة في المعارك بإقليم دارفور الذي لم تهدأ به الحرب منذ عام 2003 والذي يعتبر المعقل الرئيس للدعم السريع، مما يثير المخاوف لعودة الأوضاع لما كانت عليه في عصر الرئيس السابق عمر البشير في الحرب الأهلية التي خاضتها ميليشيات الجنجويد ضد الحركات المسلحة آنذاك.
شهد الإقليم معارك ضارية بين الجانبين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بينما شهدت كل من مدينة زالنجي تدهور سريع خاصة بعد حصارها متن قبل الدعم السريع واقتحامها وحرق المقار الحكومية، وتتجسد المأساة بشكل لاكبر في مدينة الجنينة التي سقطت في يد الدعم السريع وتحولت الحرب فيها لقبلية بين القبائل العربية وقبيلة المساليت والتي شهدت مقتل واليها خميس ابكر ومذابح عرقية ممنهجة.
كشف عادل عبد الباقي، رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني السودانية، أن الأوضاع الإنسانية مزرية في إقليم دارفور، خاصة وأن الحرب تدخل في شهرها الثالث بينما الشعب السوداني يواجه نزوح ولجوء وتشرد في داخل السودان وخارجه، في الإسبوعين الماضيين تم أغتيال والي الولاية خميس أبكر، وتم استباحة كامل الولاية بالكامل وتشهد انتهاكات ممنهجة، ووسائل التواصل الإجتماعي مقطوعة بداخلها.
واكد عبد الباقي في تصريحات خاصة لوكالة فرات، أن بعض التقارير الواصلة من الحدود التشادية السودانية هي وجود اكثر من 5000 قتيل و11 ألف جريح بداخلها، و2000 من المفقودين، واللجوء زاد بنسبة 200%، والأوضاع الإنسانية مزرية، المستشفيات خارج الخدمة، والوصول لمناطق النزاع أو مدينة الجنينة أصبح صعب.
وأضاف رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني السودانية، أن الصراع في مدينة الجنينة أتخذ شكلاً عرقيا بين القبائل العربية والقبائل الأفريقية، وتوجد قبلائل مسلحة ومتفلته وهي المسؤولة
عدد اللاجئين في دولة تشاد أكثر من 400 ألف لاجئ، وعملت الحكومة التشادية مع المنظمات الخيرية لدعمهم ولكن حتى الآن الأمم المتحدة قدمت دعم خجول، ولم تصل أي مساعدات ملموسة من المنظمات الجنبية وهناك شح في المياة والمواد الغذائية والمأوى، متمنيا وجود تنسيق مع السلطات التشادية
وتوجد نزاعات في الفاشر وجنوب دارفور وشمال دارفور ادت إلى عمليات نزوح كبيرة لدول الجوار، بالإضافة إلى إمتداد النزاع لولاية جنوب كردفان بين الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية والجيش السوداني، مما ادى للنزوح الى دولة جنوب السودان والذي يقدر عدد اللاجئين إليها بـ15 ألف لاجئ.
بينما كشف آدم رجال، الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور، الوضع الإنساني والصحي الكارثي في معسكرات النازحين بدارفور، ولا سيما النازحين في مراكز الإيواء بمدينة الجنينة التي تم حرقها ونهبها بالكامل وعددها 105، بالإضافة لمعسكري ابوزر وجامعة زالنجي.
وأكد رجال في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء، أن المعسكرات السابقة تحتاج لخدمات طارئة مهمة وضرورية مثل مياه الشرب، المأكل، والأدوية المنقذة للحياة، والمأوي، وبقية المعسكرات كلها تعاني وتشتكي من صعوبة الحصول على هذه الخدمات الطارئة مثل مياه الشرب، والمأكل، والأدوية المنقذة للحياة، والمأوي، وعامة المدن السودانية التي دارات فيها إشتباكات بين الجيش والدعم السريع.
وأضاف الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، موضحاً أن الحالة الإنسانية مزرية لا سيما في مدينتي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وزالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، بعد قطع الاتصالات والانترنت تماما، لأكثر من عشرة أيام، في زالنجي يوم 17 مايو، وفي الجنينة يوم 19 مايو، ولا يوجد أدوية منقذة للحياة والأكل والشراب وغيرها في كل المدن السودانية التي تدور فيها الإشتباكات بين طرفي النزاع المتحاربين، منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023م حتي الآن.
وأوضح، أن إستمرار الحرب بين الجيش والدعم السريع يعني إستمرار معاناة النازحين والمواطنين في كل المدن السودانية، واصبحوا عاطلين بلا عمل والمأساة والمعاناة تزداد يوما بعد يوم، والإنتهاكات والإعتداءات الجسدية والنفسية مستمرة ضد حقوق الإنسان بجميع صورها، مشيراً إلى أن الحروب العبثية دخلت دارفور منذ أكثر من عشرين عاماً ولا تزال مستمرة والمستقبل مجهول.