لا تزال الحرب في السودان مشتعلة بين قوات الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع ولذلك حاورت وكالة فرات، بكري عبد العزيز، رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، حول تطورات الحرب وما يمكن أن تصل إليه، وإلى نص الحوار:
كيف ترى الحرب الحالية بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع؟
أدعم قوات الشعب المسلحة "الجيش السوداني" في حربها ضد قوات الدعم السريع والتي تمددت أن ما يحدث من قوات الدعم السريع هو انتهاك للوطن والمواطن، وأنها تحاول منذ فترة أن تستفز في الجيش والأوضاع تسير في انتصار كبير للقوات المسلحة وهي تحارب حالياً في كل ربوع الوطن.
كيف ترى إقرار هدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع؟ ومجهودات منبر جدة؟
الهدنة ستعطي فرصة فقط للدعم السريع لزيادة قوته على الأرض واستقدام تعزيزات من الولايات وبالتالي إطالة أمد الحرب وليس العكس، والدليل هو عدم احترامه لأي هدنة بين الطرفين ومحاولة خرقها.
هل تؤثر العقوبات الأمريكية على طرفي الحرب في السودان؟
العقوبات الأمريكية لن تؤثر أو تردع الطرفين المتحاربين، لأن السودان اعتاد منذ عصر البشير على العيش تحت سقف العقوبات، وأطالب المجتمع الدولي بوضع السودان تحت الفصل السابع والتدخل عسكرياً للفصل بين المتحاربين إذا أرادوا إنهاء الأزمة بالبلاد، مبيناً أن الحرب الحالية لا يدفع ثمنها إلا المواطن البسيط لأن أعداد القتلى من المدنيين تفوق العسكريين بأضعاف.
كيف ترى المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب؟
الحرب خلفت مأساة إنسانية حقيقية في الخرطوم وخاصة مع عمليات السلب والنهب التي تمارسها قوات الدعم السريع واحتلال المستشفيات التي تحدث، وهو ما ينسف أي محاولات لهدنة داخل الخرطوم.
كيف ترى وجود مجموعة فاغنر في السودان وهل تأثرت بموت قائدها في روسيا؟
لا يزال يوجد دعم لقوات الدعم السريع من مجموعات فاغنر، ولا تزال بين الطرفين مصالح متبادلة رغم لقاءات السياسيين من الحكومة السودانية والقيادة السياسية في موسكو.
كيف ترى عملية اغتيال والي دارفور اللواء خميس أبكر والدوافع التي أدت للدعم السريع لارتكاب تلك الجريمة؟
جريمة اغتيال والي غرب دارفور اللواء خميس أبكر هي جريمة مدانة، وكنت ذكرت قبل فترة ان الصراع سيمتد لأن هناك دولة مثل الإمارات هي وراء هذه الحرب، خاصة وأن الحرب الأهلية مشتعلة أصلا في إقليم دارفور، وذلك لوجود دول إقليمية مثل الإمارات لا تريد ان تقف الحرب لذلك متوقع مزيد من حوادث الاغتيال، وعملية الاغتيال مقصود بها دخول الحركات إلى الحرب بدلا من الوقوف الحياد، أن المقصود بهذه الحادثة ليس جر الحركات الكفاح إلى الحرب فقط، ولكن في نفس الوقت فتح جبهة أخرى للقتال، متوقعاً اغتيال شخصيات أخرى مثل الناظر ترك لإشعال شرق السودان وفتح جبهة هناك.
كيف ترى استقالة فولكر بيريتس وهل كان بالفعل سبب في إشعال الصراع في السودان؟
الحقيقة أن فولكر بيريتس قام بأداء جيد في السودان، وساعد منظمات المجتمع المدني السودانية، ولم يخل بمهام منصبه ليكون شخص غير مرغوب فيه داخل السودان، ولكن المشكلة الأساسية لفولكر هو أنه لم يأتي على هوى الإسلاميين أو يتعامل معهم ويلبي رغباتهم، مما جعله شخص غير مرغوب فيه بالنسبة لهم، ولكن يستخدمه كلا الطرفين المتحاربين كشماعة لتعليق اخطائهم، وذلك منذ انقلاب 25 آب\ اغسطس وعندما فشلا في إدارة البلاد أصبحا يوجهان اصابع الاتهام للبعثة الأممية وفولكر بيرتس.
هل يوجد سبب لرفض السودان لمجموعة إيقاد ورئاسة كينيا لها؟
سبب رفض الجيش السوداني رئاسة كينيا لمجموعة دول إيقاد، أنه من المتوقع أن يكون هناك معلومات للاستخبارات بوجود حميدتي هناك، مما جعل القوات المسلحة ترفض رئاسة كينيا لدول ايجاد، ومجموعة إيجاد لا يمكن أن تلعب دور فعال لإيقاف الحرب في السودان، وذلك لأن الدعم السريع لديه تحالف مع بعض الدول الأعضاء في ايجاد، مما يجعل الكثير من دولها وسيط غير نزيه بين الطرفين المتحاربين في السودان سواء الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع.
كيف ترى انسحابات الجيش السوداني من بعض النقاط مثل معسكر الاحتياطي المركزي؟
هي انسحابات تكتيكية، وحتى عندما دخل قوات الدعم السريع إلى معسكر الاحتياط المركزي كان فارغ، والأسلحة التي استولى عليها الدعم السريع كانت أسلحة تدريبية وليست أسلحة مستخدمة في القتال.
بمناسبة التصعيد الإسرائيلي في غزة؟ كيف ترى جرائم الاحتلال وخاصة قتل الصحفيين؟
في ربع قرن من الزمان أدان العالم جرائم مقتل الصحفيين، وجريمة الاغتيال هي جريمة بشعة، وهو ما تعود عليه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وآلة القتل والرعب في حق الشعب الفلسطيني، ومن خلالها منع الإعلام من أداء رسالته وإرهاب الصحفيين ومنعهم من نقل الحقيقة وإيصال جرائم الاحتلال لكل العالم وهذا يدل على أن الاحتلال بلا أخلاقيات، ويتصرف بمنطق الإرهاب.