انتهت الجلسة الثانية من المنتدى الحواري على مستوى الشرق الأوسط تحت شعار "معاً من أجل شرق أوسط ديمقراطي - طريق السلام"، والتي حملت عنوان "القيادة الشعبية والتحديات التي تواجهها"، وتناولت "المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان أسبابها وتداعياتها، الوضع الحالي للقائد أوجلان ونظام التعذيب في سجن إمرالي، كيفية النضال ضد هذه المؤامرة وإفشالها"، وأدارت الجلسة نيكولا نامق.
وافتتحت الجلسة دكتورة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، فريناس عطية، التي أكدت أن الغريب في المؤامرة على القائد عبد الله أوجلان، أنه رغم اختلاف أيدولوجية الدول وتوجهاتها، إلا أنها اتفقت على خطف أوجلان إلى تركيا التي تحرمه من أبسط حقوق الإنسان.
وأضافت فريناس عطية بأن العامل الذاتي للمفكر أوجلان هو أحد الأسباب التي أدت إلى خطفه، حيث كان ينادي بالأمة وليس بالدولة، وهذا لم يرق للغرب الذي يقوم تفكيره على العنصرية وبالتالي يتجافى مع فكر أوجلان.
وقالت فريناس عطية إن اختطاف أوجلان كان عنصراً مساهماً في الأزمات، منها تدعيم العنصرية والعرقية، كما نشاهد في شمال سوريا وتركيا وإيران، وما يتعرض له الكرد هناك، واتهامهم بالإرهاب، وبالتالي الدول الغربية بالتعاون مع دول إقليمية تعمل على تفتيت دول الشرق الأوسط.
كما توقعت أن يكون لاختطاف القائد أوجلان تداعيات بعيدة المدى أبرزها زيادة التناحر والطائفية، داعية إلى إعادة إقامة العلاقات مع الكرد، لأن العرب والكرد تربطهم مصلحة مشتركة.
كما تحدث خلال الجلسة الثانية والأخيرة، محامي القائد عبد الله أوجلان، مظلوم دينج، وقال في كلمته: "إن الكثير من القوانين التركية تحترم حقوق الإنسان، ولكن لا يتعلق هذا الأمر بالقائد أوجلان أو الكرد، وهذه هي ازدواجية المعايير".
وأضاف دينج إن "أهداف الحرية والسلام والتعايش لا تتحقق إلا بوجود مشروع كمشروع القائد أوجلان، وهو ما اعتبره الأتراك خطراً، لذلك هاجموه واعتقلوه. وهذه المؤامرة ما زالت مستمرة ولم تنتهِ، إذ تحولت إلى عزلة في سجن إمرلي".
وتابع بالقول: "تعرض أوجلان للعقوبات، وكانت محاكمته غير عادلة وغير قانونية، بل صورية، وتم نقل 5 سجناء من تركيا إلى سجن إمرلي، وهو ممنوع من اللقاء بالمحامين وأفراد أسرته، حتى أنه ممنوع من الاتصال هاتفياً".
وأكد دينج أن "إعادة بناء سجن إمرلي أدت إلى تدهور صحة أوجلان، وقد طلبنا الاطلاع على التقارير الطبية، ولكن رفضت السلطات التركية الإجابة على ذلك، كما طالبنا بزيارة لجنة طبية محايدة ولكن أيضاً رُفض طلبنا".
وقال دينج إن "تركيا تمنعنا من زيارته وتضرب بكل القوانين الدولية عرض الحائط"، مؤكداً أن آخر المعلومات كانت منذ أكثر من عامين ونصف، اتصل حينها أوجلان بأخيه من مكتب المدعي العام، ومن وقتها لم تصلنا أي معلومة عنه".
واختتم الجلسة أستاذ القانون الدولي من جنوب أفريقيا، محمود باتيل، بمحاضرته التي قال فيها: "إنّا نعمل وفق قانون دولي ظالم، ونحن بحاجة إلى قانون فيدرالي ونظام يؤمن بالحرية، ويدافع عن القائد أوجلان وعن كل مظلوم".
وأضاف باتيل إن "من واجبنا جميعاً أن نعمل من أجل حرية هذا القائد، ويجب أن نرفع الصوت، ونعمل معاً في وجه هذا الظلم".
ودعا باتيل كل الناشطين المتضامنين مع الكرد إلى العمل على نصر قضية القائد عبد الله أوجلان، وممارسة الضغوط على كل الدول "فهي مشاركة في حجز أوجلان، كما شدد على أهمية تضامن الشعوب، ومخاطبة ضمائر العالم في قضية أوجلان وغيره من السجناء".
هذا ومن المقرر أن تستكمل أعمال المنتدى غداً الأربعاء، وتتضمن جلستين، إلى جانب الاتفاق والخروج بمجموعة من التوصيات والمقترحات في نهايته، قبل أن تنتهي ببيان ختامي للمشاركين.