كشف الدكتور نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، رئيس لجنة الشؤون القانونية والتشريعية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي سابقا، أن المملكة المغربية استطاعت أن تكسب دعما دوليا، ما فتئ يتزايد يوما عن يوم، لمشروع مقترح الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي يمكنه حل المشكل المفتعل بشأن السيادة المغربية على تراب الصحراء الغربية، هذا المشكل القائم لعقود مابين المغرب من جهة، والجزائر ممثلة بجبهة البوليساريو من جهة أخرى.
وأكد الاندولسي، أن هذا الزخم في الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، ولده الاعتراف الأمريكي الذي كان حاسما ومنعطفا تاريخيا في مسار هذا الملف الذي عمر طويلا.
واضاف رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أن الانتصار الدبلوماسي المغربي، كان بفضل رؤية الملك محمد السادس، وقدرة الدبلوماسية المغربية على تمثل توجيهاته، خاصة وأنه قد سبق للعاهل المغربي في أحد خطبه أن أكد أن شراكات المملكة المغربية وعلاقاتها الخارجية تقيم من منظور "الموقف من مغربية الصحراء والإعتراف بسيادة المملكة على كامل ترابها"، وهذا هو التوجه الحالي الرسمي للخارجية المغربية لتقييم علاقاتها، والقائم أساسا على نظرة واقعية ومبدئية فيما يتعلق بهذا الملف.
وبين الاندلوسي، أن الموقف الأمريكي أعقبته اعترافات أخرى، وهذا ما يؤشر على أن هذا الملف أوشك على نهايته رغم التعنت الجزائري والتيه الذي تتخبط فيه جبهة البوليساريو.
بينما أوضح أدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أنه بعد اعتراف فرنسا باستقلال المغرب سنة 1956م وقع على اتفاقية مماثلة مع اسبانيا بشأن المنطقة الشمالية تنص على إلغاء الحماية الإسبانية بها، وفي سنة 1957م ألغي الوضع الدولي الذي كانت عليه مدينة طنجة، كما تم استرجاع إقليم طرفاية في أبريل 1958م من يد الإسبان، وبعد مفاوضات صعبة بين المغرب وإسبانيا تم استرجاع منطقة سيدي افني سنة 1969م، ومنذ الاستقلال بذل المغرب مساعيه من أجل استرجاع الأقاليم الصحراوية، وبتمادي الحكومة الإسبانية في موقفها الرافض لأي تسوية أعلن المغفور له الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء التي انتهت باسترجاع إقليم الساقية الحمراء سنة 1975م، ووادي الذهب سنة 1979م بعد تخلي موريتانيا عن هذا الأخيرة وفي كل هذه المعارك المستمرة كان هناك اجماع وطني ملكا حكومة وشعبا وبالتالي فمعركة الوحدة الترابية مسالة مترسخة في قلوب المغاربة.
وأكد السدراوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الاتفاق المغربي الإسرائيلي فهو يعتبر اتفاق تطبيع جرى بين المملكة المغربية وإسرائيل في 10 ديسمبر 2020 بوساطة أمريكية لتصبح المغرب سادس دولة عربية تطبع مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994) والإمارات (2020) والبحرين (2020) والسودان (2020) وبالتالي فمسألة اعتراف اسرائيل بالصحراء المغربية كجزء من التراب المغربي هو نتيجة طبيعية لهذا التطبيع.
واضاف رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أن الأصوات التي سكتت عن التطبيع وأدانت اعتراف اسرائيل بمغربية الصحراء نشاز وخارج السياق فعلى صاحب رأي أن يكون منسجما مع مواقفه أكيد أن اسرائيل تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني كما تنتهك أمريكا حقوق بعض الشعوب وتنتهك روسيا حقوق الشعب الاوكراني، ولكن العلاقات الدولية تتميز بنوع من البراغماتية خصوصا أمام تشردم الصف العربي واتخاذ بعض البلدان كالجزائر موقفا عدائيا شرسا من جيرانها وتساهم في تهديد السلم والاستقرار بل وتقف ضد الوحدة الترابية لجيرانها فأكيد أن من حق أي بلد اختيار حلفائه وفي العلن لأن هناك من يتعامل سرا وهذا هو المفروض وغير المقبول.
بينما كشف اسلوت امحمد سيدي احمد، الكاتب والسياسي الصحراوي ، أن ما يسمي بمغربية الصحراء واعتراف الجانب الإسرائيلي بها كانت له ردود فعل من الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو وممثلها في الأمم المتحدة سيدي محمد عمر كانت خلاصة لردة كل الشعب الصحراوي ، يعتبر الاعتراف تصدق في مقولة وعد من لا يملك لمن لا يستحق ، وهو ما حدث بين الاحتلال المغربي والاحتلال الصهيوني، مبينا أن هذا الاعتراف ليس له قيمة سواء سياسية أو قانونية ، ليس له قيمة سياسية لانه منذ ستينيات القرن الماضي وهي قضية مسجلة في الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار ولذلك لا يمكن لإسرائيل أو لإسبانيا او للجزائر نفسها لانه إقليم مسجل في لوائح الأمم المتحدة لانه إقليم لم يستقل بعد، فأذن كيف لإسرائيل أو لغيرها أن تعطي هذه الشرعية.
وأكد سيد أحمد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يتذكر العالم تغريدة ترامب عندما كتب أن الصحراء الغربية هي صحراء مغربية ولكن حالياً اين هي تغريدة ترامب وماذا ترتب على هذه التغريدة ولكن لم يخرج بها أي قرار رسمي منذ ذلك الحين ولا توجد دولة في العالم تعترف رسمياً بمغربية الصحراء وسيادة المغرب عليها لا الولايات المتحدة ولا فرنسا والتي تعتبرها المغرب الشقيقة الكبرى.
واضاف السياسي الصحراوي ، أنه عندما سئل الأمين العام للأمم المتحدة بعد ما يسمي اعتراف اسرائيل قال بأن قرارات الأمم المتحدة ونظرة الأمم المتحدة للصراع في الصحراء الغربية لم يتغير.
وأضاف الكاتب والسياسي الصحراوي، أن هذه التصريحات لم تغير من شيئ في القضية، لأنها مسجلة منذ ستينات القرن الماضي في الأمم المتحدة ، وهي مسألة تصفية استعمار لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة، لا يمكن أن تحل قضية دولية منذ خمسين سنة بتغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي فهناك اجتماعات دورية للأمم المتحدة وجلسات لمجلس الأمن وفي اللجنة الرابعة للأمم المتحدة.
وبين سيدي أحمد، أنه جاء في تغريدة مبعوث البوليساريو أن اعتراف اسرائيل حدث لا قيمة له لأن العلاقات السرية بين المغرب وإسرائيل كانت سرا مشاعا، وهو امعان في خيانة القضية الفلسطينية.
وأوضح الكاتب والسياسي الصحراوي، أنه كان هناك مقابل دفعته المغرب من أجل اعتراف اسرائيل وهو كل عوامل التقارب الإسرائيلي المغربي وذلك لأن الحرب في الصحراء فرض على المغرب التقارب مع أي جهة كانت سواء اسرائيل أو غيرها من أجل تقوية الموقف المغربي، والعلامات الدولية لا توجد بها هدايا ولكن دائما يوجد مقابل.
واردف سيدي أحمد ، أن للعداء السياسي والتاريخي بين الجزائر وإسرائيل له تأثيره على موقف تل أبيب وعلى التقارب الاسرائيلي المغربي، ، خاصة وأن جبهة البوليساريو موقفها يتسق مع موقف حليفتها الجزائر من القضية الفلسطينية ، حيث استقبلت جورج حبش في الثمانينيات ، خاصة وأن جبهة البوليساريو موقفها يتسق مع موقف حليفتها الجزائر من القضية الفلسطينية ، حيث استقبلت جورج حبش في الثمانينيات وكانت هناك وفود رسمية تزور مخيمات اللاجئين من الجانب الفلسطيني.
وأشار الكاتب والسياسي الصحراوي، أنه في نفس الوقت العلاقات الاسرائلية ليست وليدة اليوم ولكنها لديها تاريخ طويل فمثلاً الجدار الذي بنته المغرب في الصحراء الغربية شارك في بنائه خبراء من الجيش الإسرائيلي.
بينما يرى ابراهيم لعجيل الصحفي في وكالة اكيب ميديا الصحراوية للانباء، أن هذا الإعتراف جاء في سياق محاولات يائسة من طرف المغرب لإطالة أمد النزاع ولإطالة أمد معاناة الشعب الصحراوي ، لكنها في المقابل يعني تكشف هذا الضعف وهذا الوهن لان كلى الطرفين يستقويان ببعضهما ولا يملكان أي شرعية، وهو يخالف القانون الدولي وً العلاقات الدولية على حد سواء
وأكد لعجيل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الصحراويون هم من يحق لهم إعطاء السيادة على أرضهم، وهم أحرار في أرضهم، وهم قادوا ثورة شعبية طويلة الأمد من أجل الشرعية ومن أجل الاستقلال في أرضهم، لا الشرق والغرب ولا الكيان الصهيوني يستطيعون إعطاء السيادة للمغرب على الصحراء الغربية.
وأضاف لعجيل الصحفي في وكالة اكيب ميديا الصحراوية للانباء، أن تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني طرح المغرب في زاوية ضيقة جداً، فالمغرب بعد أن كان يتغنى بتقديمه للقضية الفلسطينية أصبح يطبع مع إسرائيل بسبب قضية الصحراء الغربية، رغم أن الإعتراف ينتهك القوانين الدولية لأن الصحراء الغربية مسجلة لدى الأمم المتحدة كأحد الدول غير المتمتعة باستقلالها.