آفارش تولهلدان.. المقاتلة الثائرة لمنطقة بوطان

انتفضت آفارش تولهلدان في وجه ظلم الدولة التركية التي تُمارسه ضد الشعب الكردي وانضمت الى صفوف الكريلا، وفي 30 أيار مايو 2020، ارتقت مع ثلاثة من رفاقها لمرتبة الشهادة.

آفارش كانت المقاتلة الثائرة لبوطان في قلب خاكورك.

لم يخفق قلب آفارش في اليوم التي ولدت فيه، بل في اليوم الذي بدأت فيه النضال، كانت تعلم ما كان يزعجها، ومدى الآثر عليها، وفي عام 2015، خرجت الشبيبة الكردستانية الى الساحات تنديداً بالاحتلال التركي تحت شعار: "لن يتمكن العدو بدخول مدننا ومناطقنا الحرة، سندافع عن أنفسنا, لن نسمح لهم بارتكاب المجازر بحق شعبنا", وسطروا تاريخ الثورة.  ما الذي دفعت الشبيبة الكردستانية  لمثل هذه الحركة؟ وكيف كانت شكل الشجاعة التي قاتلت بها ضد جيش الاحتلال التركي، الذي يُعرّف نفسه شكلياً بأنه الجيش الثالث لحلف شمال الأطلسي(ناتو)، والذي حوّل المدينة إلى ساحة للانتهاكات؟"

وفي عام 2015، المكان سلوبي ـ شرنخ ، اتخذت شابة كردية اسمها هوليا أديز قرار انضمامها لصفوف النضال عندما رأت ماذي يفعل العدو بشعبها، وأصبحت مقاتلة ضمن صفوف الكريلا, لقد شهدت هوليا أديز المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي في  ناحية سلوبي, وكلما كان يتحرك ضميرها، كلما اسرعت في قرارها للانضمام لصفوف النضال. ما الذي لم تراه عينا هوليا إديز؟ وقف هؤلاء الشبيبة في وجه تللك الدولة والتي استمرت في ممارسة تقاليد السلالة العثمانية من خلال قتل حتى جنودها وقادتها الفاشلين.

لقد شهدت كيف قتل جيش الاحتلال سيفي دمير بوحشية ودون رحمه في شوارع سلوبي عندما تصدت لهجمات المحتلين, وكلما تذكرت هذه المجزرة، تدفقت مشاعر الانتقام لديها, وفي 10 آب 2015، شهدت كيف قام 3 شبان من كردستان، وهم اريش و برخدان وآيدين،  بالتقدم نحو العدو بروح فدائية والتضحية ودون أي خوف, وبعد معركة طويلة عند نفاذ ذخيرتهم, تجمع الثوار الثلاثة آيدين وبرخدان وإريش قائلين " لن نسلم سلوبي للمحتلين ولن نتراجع" وقاموا بتفجير أنفسهم بقنابلهم, وكانت تعيش هوليا إديز خارج ذلك الخط حتى ذلك الحين,  ولكن من أجل حمل مسؤولية هذه الروح والذاكرة, قررت التوجه إلى ساحة بوطان, وحملت سلاح الشهيد آيدن وقررت متابعة هدفه و وقفته.

أنها من الآن فصاعداً ليست هوليا, وإنما آفارش

بقيت آفارش تولهلدان في مناطق جودي وبيستا وهركول, وبهذا النمط ارتبطت مع طبيعة بوطان, بالرغم من محاولة رفاقها من أجل إقناعها للذهاب الى مناطق جنوب كردستان, لكنها أصرت على البقاء في منطقة جودي والنضال هناك, قدمت الى جنوب كردستان عام 2017 واستمرت في نضالها في تلك المنطقة, وكانت تُعرف المقاتلة آفارش بالثائرة ضمن رفاقها في صفوف قوات الكريلا, دربت نفسها على مشاعر الانتقام, وكانت تقضي مساء اليوم التالي في تفكير وبعمق للعودة إلى بوطان و تحقيق الانتقام. قررت المقاتلة آفارش تولهلدان أن تجعل من  قلبها فولاذً محاولة أن تكون محترفةً في جميع التدريبات.

وكانت تُقييم المرحلة في أثناء مرورها بالتدريبات بهذا الشكل وقالت في تقريرها: "من أجل كسر العزلة المفروضة على القائد عبدالله اوجلان يجب أن نكون اكثر فاعلية, والانضمام الى الحملات من اجل ضمان حرية القائد من خلال وقفتنا القوية والروح الفدائية التي نرثها من شهدائنا الابطال.  وهذا يوضح لنا مرة أخرى, ماهية مدى العبء الذي يجب ان نحمله على عاتقنا. في وقت كهذا، نحتاج إلى التفكير في القضايا التنظيمية أكثر من الاهتمامات الشخصية. طريقة الرد على هذه المرحلة هي ترسيخ فكر ونهج القائد اوجلان، لأن العدو لا يستطيع أبداً التغلب على هذا النهج. في رأيي، الرد الوحيد على نضالنا وكفاحنا هو ضمان حرية القائد عبدالله اوجلان".

توجهت آفارش تولهلدان الى شمال كردستان ودخلت ساحة خاكورك من أجل اكتساب المزيد من الخبرة، وواصلت نضالها هناك، لقد ارتبطت بطبيعة خاكورك بحب وتفاني، ووضعت تجاربها موضع التنفيذ, ثارت على العدو, الى ان ارتقت مرتبة الشهادة وانضمت الى قوافل الشهداء في 30 أيار 2020 مع رفاقها, ميرفان سبيرتي وتولهلدان ولات وفيان أرارات, وأصبحت المقاتلة الثائرة لبوطان.