ليلى كوفن: الوحدة الوطنية صعبة.. ولكن نستطيع تحقيقها

صرحت الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي(KCD) والنائبة من حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) ليلى كوفن،أنه على الرغم من تقسيم كوردستان والصعوبات التي تواجهها القطاعات السياسية المختلفة، فإن إقامة الوحدة الوطنية شرط أساسي.

وتحدثت الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي(KCD) والنائبة من حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) ليلى كوفن، لوكالة فرات للانباء ANF عن الوحدة  الوطنية الكردية وأجرت تقييمات مهمة.

كما واشارت ليلى كوفن الى إن القوى المهيمنة منذ قدم التاريخ، وحتى يومنا هذا، تريد فصل الكرد روحيا وجسديا عن بعضهم البعض وقالت: "عندما تتعلق المسألة بكردستان وعندما نتحدث عنها، او كيف بمقدورنا بناء وحدة وطنية بنجاح، وكيف بمقدورنا الجمع بين الاجزاء الاربعة من كردستان التي قسمها الاحتلال ، حينها  يجب على المرء أن ينظر إلى التاريخ. وعلينا ان ندرك ما عاشه الشعب الكردي منذ قدم التاريخ وما هي الانتهاكات التي مورست بحقهم. لقد احتلت القوى المهيمنة كردستان وحولتها الى اربعة اجزاء واتبعت سياسة الابادة بحق الشعب الكردي في الاجزاء الاربعة. حيث تم تطوير هذه السياسة بنفس عقلية الممالك التي قدمت من بعيد والتي قسمت كردستان، وفرقت بين شعبها روحياً وجسدياً من خلال سياسة التفريق والابادة، وهذا هو مفهوم المحتل. وبالطبع كان هناك معارضة لهذا المفهوم، ولم يقبله الكرد وقاموا بالانتفاضات ورفضوا الظلم، وعارضوا القمع والاضطهاد. ومن بين هذه الانتفاضات التي خرجت الى الساحة، كانت انتفاضة حزب العمال الكردستاني(PKK) ومع حزب العمال الكردستاني(PKK) والقائد عبد الله أوجلان، دخلت هذه المقاومة مرحلة جديدة".

واكدت ليلى كوفن إنه تم تقييم هذه المسألة من جانب مختلف بخروج حزب العمال الكردستاني(PKK) والقائد عبد الله اوجلان وقالت: "في الحقيقة لقد تم النقاش عن سبب انقسام الكرد ومن هم الأشخاص الذين كانوا يمثلون الكرد في ذلك الوقت والذين وقعوا نيابة عنهم؟ من كانوا يسيطرون عليهم؟ لقد تم التحقيق في هذه القضايا. كانت الانتفاضات من الشيخ سعيد إلى سيد رضا متقدمة ومستمرة بما فيه الكفاية في زمنهم. فالهوية الكردية ضرورية هنا. حينها كانت هناك مطالب تتعلق بالقضية الكردية وانما بشكل متفرق. نحن كرد ونريد أن نعيش بهويتنا. كان بيننا الامراء والعشائر الاغاوات الا اننا كنا نعيش ككرد،  لم نكن تحت قيادة أي شخص. لهذا فإن الانتفاضات والنهضات المرتبطة بهذه المسألة كانت بالطبع مهمة. لقد ناقش السيد عبد الله أوجلان هذا الأمر بشكل تام وظهرت بعض الأشياء على الساحة. على سبيل المثال، كان ادراك المؤامرة الدولية وانقسام الكرد في المسار ذاته. قالوا أنه مع هذا الانقسام، لم يعد الكرد قادرين على النهوض وسنسعى الى اضعافهم، كما ان الحكام أيضاً ارادوا أن يقولوا بايعاز دولي بأننا الآن قد أسرنا السيد أوجلان وأن الكرد سوف يكونون متفرقين. لقد شاركت جميع القوى، الدولية المهيمنة".

واضافت: "أن الحكام ذوي عقلية الدولة تصرفوا في الاعتقاد بأن الكرد لم يعد بإمكانهم الاتحاد بعد انقسامهم الى اربعة اجزاء وقالوا: من الممكن ان يتمكن الشعب الكردي في شمال كردستان من ان يجتمعوا سوياً، الا انهم غير قادرون على الاجتماع مع الشعب الكردي في روج افا، روج هلات وجنوب كردستان. لقد تحدث السيد عبد لله اوجلان عن هذا منذ عدة سنوات وقد أبدى دائماً تقييمات مهمة حول هذا. حيث كان يقول: "نحن بحاجة إلى وحدة وطنية، انظروا إلى بلد مثل الاتحاد الأوروبي وداخله فارغ وخالي، الا انهم  يجتمعون معاً من أجل مصالحهم الخاصة. نحن أيضاً كرد وأرضنا مقسمة. لقد أجبرنا على دخول أرضنا. الأهم من ذلك كله أننا بحاجة إلى الوحدة. إن القائد عبد الله اوجلان يذكر دائماً هذه الأشياء ودعا إلى إنشاء مؤتمر وطني كردي . حيث اشار القائد عبد الله اوجلان الى هذه المسألة على محمل الجد. ارسل برسالة خطية إلى مسعود البرزاني وجلال طالباني، قال فيها "أنكم  قادة للكرد أيضا، أنا سجين الآن وأنتم في الخارج الآن ويجب أن يتم العمل بشأن هذه المسألة. واعملوا لبناء المؤتمر الوطني الكردستاني. كما قدم السيد عبد لله اوجلان العديد من الاقتراحات، قائلاً: "يمكن أن يعقد المؤتمر من خلال نموذج الرئاسة المشتركة وينبغي توجيه أعمال هذا المؤتمر في جميع الاجزاء الاربعة من كردستان".  لقد قدم السيد عبدلله اوجلان العديد من النقاط المهمة. وتم تنفيذ العمل بموجب مقترحات السيد عبدلله أوجلان حتى عام 2013، وشارك الكرد في هذا العمل من نواح كثيرة. لقد وصل هذا العمل إلى مستوى تنظيم المؤتمر، لكن لسوء الحظ، دخلت ايدي خارجية في هذا العمل وقامت بتوقيفه. من هذه اليد؟ بالطبع الكرد يعرفون كل شيء. لكننا لسنا في هذه النقطة الآن. وصلت مقترحات السيد عبد الله اوجلان إلى مستوى المؤتمر وتم تعيين الاعضاء، وبهذا ثبت أنه يمكننا بناء وحدتنا".

كما تحدثت ليلى كوفن عن ورشة عمل الوحدة الوطنية التي عقدت في مدينة آمد وقالت: "بروح الوحدة ذاتها، نحث على بناء وحدتنا الخاصة. إن القرن الحادي والعشرين سيكون بالتأكيد قرن مليئ بالانتصارات بالنسبة للكرد. اليوم الشرق الأوسط هو موطن الحرب العالمية الثالثة. ويتم رسم الحدود من جديد ويتم تحديد مصير الشعوب. لهذا نحن اليوم هنا ونجتمع سوياً. اليوم ، هناك اتفاق في السياسة الكردية في آمد في شمال كردستان، وكيف سنحول هذا الاتفاق الى جميع انحاء كردستان، وكيف سنجعله مستمراً وما الذي يمكننا إضافته إلى ذلك؟".

وصرحت ليلى كوفن إن الكرد أظهروا مقاومة غير مسبوقة ضد سياسات القوى المهيمنة للإبادة الجماعية والمدمرة، قائلةً: "لقد سطر الشعب الكردي بحروف ذهبية صفحات التاريخ من خلال جميع الانتفاضات والنهضات التي قاموا بها. لكن عندما نقيمها نتساءل عن سبب تقصيرنا. علاوة على ذلك، فإن النقص هو عدم بناء الوحدة الوطنية الكردية. عندما يقع حدثاً في جنوب كردستان، الشعب في شماله ينتفض وهذا امر مختلف. على سبيل المثال، كان هناك استفتاء في جنوب كردستان وعارضته تركيا وقامت بإطلاق التهديدات ضد ذلك. نحن ، كسياسيين في شمال كردستان، اعربنا عن تأييدنا وعارضنا موقف تركيا. ولكن كيف شوهد هذا  وما مدى أهميته. لو كان هناك وحدة كردية ووقف الكرد ضد هذه التهديديات باسم الوحدة الكردية، كان الامر سيختلف وكان سيكون له تأثير بشكل اكثر. يجب أن  لا نعبر عن اعتراضاتنا بشكل متفرق، وأن نتحد ضد الهجمات على أراضي كردستان بروح كردستان. وفي هذه المرحلة هناك حاجة ملحة للوحدة الوطنية، يجب الإدلاء ببيان باسم الوحدة الوطنية ويجب ألا يتجاهلها الجميع. يجب ان لا يكون هذا البيان باسم حزب او منظمة او مجموعة، بل يكون باسم الكرد وكردستان. لهذا الوحدة الوطنية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى".

واشارت ليلى كوفن الى الحصار المفروض على مخيم اللاجئين في مخمور وقالت: "فرض الحظر على مخيم مخمور للاجئين منذ حوالي ستة أشهر. ويتم معاقبة شعبنا في مخمور، وهذا غير ممكن وغير مقبول. الذين يقومون بهذا الحظر هم حكومتنا في جنوب كردستان. نحن حزينين حيال هذا الموضوع، ونود أن نقول هذا، إذا كانت هناك روح الوحدة الوطنية لكان من الأفضل لنا أن نتواصل مع بعضنا البعض وأخبرنا المسؤولين في المنطقة، ماذا تفعلون؟ لا يمكنك معاقبة هذا الشعب، فهو لم يرتكب أي جرم. ربما نشأت مشكلات ومناقشات صغيرة، ولكن يمكنكم مناقشة هذه المشكلات وحلها بين بعضكم، ولكن لا يمكنكم معاقبة شعب بكامله. لقد عانى شعبنا في مخمور كثيراً وهاجروا الى هناك، بسبب حرق قراهم وقتلهم ومداهمة منازلهم كل يوم. تم إنشاء هذا المخيم تحت راية الأمم المتحدة. حيث فرض عليه الحصار منذ ما يقارب الستة اشهر. إن شعبنا في مخمور في وضع صعب للغاية، كما تزداد الظروف المعيشية سوءاً، حيث فقدت امرأتان أطفالهما بسبب عدم قدرتهما على الذهاب إلى المستشفى، والشباب غير قادرين على الذهاب إلى الجامعة وعدم وجود عمل. شعبنا يعيش في ورطة خطيرة. ومن اجل حل هذه المشاكل، ليس امامنا الا الوحدة وبناء وحدة وطنية كردية. اجل، إذا أنشأنا اليوم وحدة وطنية، فلن نتعرض لمثل هذه الانتهاكات. اليوم كنا قادرين ان نسمع صوتنا الواحد للعالم اجمع، لكي يحدث هذا، يجب أن نلتقي جميعاً في ظل الوحدة الوطنية".