في اجتماعها السنوي.. قوات سوريا الديمقراطية تدعو النظام السوري لقبول التفاوض مع الإدارة الذاتية

اختتمت مساء اليوم أعمال الاجتماع السنوي لقادة تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية الذي عقد اليوم في مقر القيادة العامة للقوات في مدينة الحسكة تحت شعار "من دحر الإرهاب نحو إرساء دعائم الاستقرار"، بإصدار بيان ختامي وصلت نسخة منه لوكالة فرات للأنباء.

بمشاركة ممثلين عن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وممثلين عن مجلس سوريا الديمقراطية وباقي أحزاب ومؤسسات شمال وشرق سوريا، عقدت قوات سوريا الديمقراطية اليوم السبت مؤتمراً بمدينة الحسكة بهدف وضع الخطط المناسبة للمرحلة القادمة في مسيرة تحقيق النصر النهائي على تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقالت القوات في بيانها الختامي الذي وصلت نسخة منه لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المؤتمر ناقش الخطط المستقبلية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بعد هزيمة تنظيم "داعش" عسكرياً.

وأكدت القوات في بيانها "بأنه وعلى الرغم من أن محاربة تنظيم "داعش" وخلاياه النائمة المنتشرة في مناطق شمال وشرق سوريا تقع على سلم أولويات القوات في المرحلة القادمة، إلا أن قيام الدولة التركية باحتلال عفرين ومحاولة فتح جبهة جديدة ضد قواتنا، قد أثرت سلباً على سير المعارك القتالية وجهود القضاء على التنظيم الإرهابي."

وفي هذا الصدد جددت قوات سوريا الديمقراطية ندائها بأن سعي الدولة التركية إلى فتح جبهة جديدة على قواتنا سينعكس سلباً على المعركة المشتركة التي نخوضها والتخالف الدولي معاً، للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي وقالت: "لهذا السبب ندعم جهود الولايات المتحدة الامريكية في الوصول إلى صيغة تفاهم مع الدولة التركية من أجل إيجاد آلية لحفظ الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية."

ودعت قوات سوريا الديمقراطية في بيانها الختامي، النظام السوري، إلى ضرورة الشروع والإسهام في إيجاد حل ملائم للوضع المعاش في شمال وشرق سوريا عموماً وللقضية الكردية بشكل خاص والاعتراف بكل مكونات الشعب السوري على مبدأ الغنى في التنوع، من خلال القبول بالحوار السوري- السوري والتفاوض مع الإدارة الذاتية الديمقراطية على مبدأ الاعتراف بهذه الإدارة والقبول بخصوصية قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب الاعتراف الكامل بالحقوق المشروعة للشعب الكردي في إطار سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية موحدة.

 

وجاء في نص البيان:

إلى الاعلام والرأي العام

عقدنا اليوم، نحن قوات سوريا الديمقراطية في هذه المرحلة التاريخية منها لجعلها ركيزة أساسية من أجل البناء ووضع الخطط المناسبة للمرحلة القادمة في مسيرة تحقيق النصر النهائي على تنظيم داعش الإرهابي، وترسيخ الأمن والاستقرار في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، والسمو بقوات سوريا الديمقراطية وجعلها ضمانة لسوريا ديمقراطية حرة تعددية.

وعلى الرغم من إلحاق الهزيمة العسكرية بتنظيم داعش الارهابي والقضاء على سيطرته الجغرافية، إلا أن خطورته المتمثلة بتهديد الأمن والاستقرار مازال يتصدر التحديات المهددة لمستقبل شعبنا وبلدنا والعالم أجمع، ولا بد من الإقرار أن محاربة هذا التنظيم الإرهابي بات أصعب من ذي قبل، بسبب تغييره للتكتيكات القتالية المستندة إلى التخفي في الأماكن الآهلة بالسكان على شكل خلايا نائمة، ولذلك في الوقت الذي نؤكد فيه على إصرارنا وعزيمتنا الصلبة في المضي قدماً نحو استئصال هذه الخلايا من جذورها باحترافية عسكرية، نؤكد على ضرورة استمرار قوات التحالف الدولي في المشاركة في حربنا التي بدأناها معاً، وتقديم الدعم اللازم من أجل تحقيق النصر النهائي.

وفي الوقت الذي تحتل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، المرتبة الأولى في سلم أولويات الأمن في المنطقة، أكدنا في السابق أن قيام الدولة التركية باحتلال عفرين ومحاولة فتح جبهة جديدة ضد قواتنا، قد أثرت سلباً على سير المعارك القتالية وجهود القضاء على التنظيم الإرهابي، واليوم نجدد هذا النداء بأن سعي الدولة التركية إلى فتح جبهة جديدة على قواتنا، ستنعكس سلباً وبشكل كبير على المعركة المشتركة التي نخوضها والتخالف الدولي معاً، للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، ولهذا السبب ندعم جهود الولايات المتحدة الامريكية في الوصول إلى صيغة تفاهم مع الدولة التركية من أجل إيجاد آلية لحفظ الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية، وأكدنا في اجتماعنا السنوي هذا على للقيام بما يتوجب علينا في سبيل تتويج هذه الاتفاقات الجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والدولة التركية بالنجاح، وكذلك كما في كل وقت نجدد إلتزامنا بعهدنا الذي قطعناه من أجل عودة عفرين إلى أهلها والتأكيد على أنه لا يمكن تحقيق أية عملية سلامٍ دائمة في سوريا دون ذلك.

وندعو من هنا، الحكومة السورية في دمشق مرة أخرى، إلى ضرورة شروعها وإسهامها في إيجاد حل ملائم للوضع المعاش في شمال وشرق سوريا عموماً وللقضية الكردية بشكل خاص والاعتراف بكل مكونات الشعب السوري على مبدأ الغنى في التنوع، من خلال القبول بالحوار السوري- السوري والتفاوض مع الإدارة الذاتية الديمقراطية على مبدأ الاعتراف بهذه الإدارة والقبول بخصوصية قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب الاعتراف الكامل بالحقوق المشروعة للشعب الكردي في إطار سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية موحدة.

إننا في قوات سوريا الديمقراطية، كنا قد بدأنا منذ ما يقارب السنة من الآن، عملية إعادة هيكلة قوات سوريا الديمقراطية بما تتوافق والمرحلة الراهنة، وقطعنا أشواطاً عملية جادة في هذا المجال من خلال تأسيس المجالس العسكرية المحلية في جميع القطاعات والمناطق، وكذلك بناء مؤسسات عسكرية وتشكيل قوات اختصاصية محترفة.

واليوم في هذا الاجتماع أكدنا مجدداً على السير في عملية إعادة هيكلة قوات سوريا الديمقراطية، من خلال تشكيل مجلس عسكري عام، يضم تحت مظلته جميع المجالس العسكرية المحلية، وتشكيل مؤسسات عسكرية عليا تنظم عمل كافة المؤسسات العسكرية في مختلف الأقاليم والمناطق، وإقرار التقيد بالأنظمة الداخلية المتوافقة مع جميع المواثيق والمعاهدات الدولية، لتكون ضمانة لنا في جعل العمل المؤسساتي ركيزة أساسية ضمن قوات سوريا الديمقراطية.

وفي الختام، نتوجه نحن قوات سوريا الديمقراطية بالشكر والامتنان إلى جميع من شاركنا في هذه الفعالية السنوية الهامة، من ممثلي مجلس سوريا الديمقراطية والأحزاب السياسية والمؤسسات الديمقراطية، وحلفاءنا في التحالف الدولي الذي تواجدوا اليوم معنا في هذا الاجتماع، على أمل تحقيق الامن والاستقرار لشعبنا وبلدنا والعالم أجمع.

القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية" وتاريخ اليوم ٢٤ آب ٢٠١٩