سيزاي تملي: الإرادة السياسية في تركيا مغتصبة

قال الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي، سيزاي تملي، إن السلطة الحاكمة في تركيا، التي قامت بانقلاب 19 آب، لم يعد باستطاعتها الاستمرار بحكم البلاد، إلا من خلال حالة الطوارئ وتعيين وكلاء عنها في البلديات.

وتطرق تملي في حديث له إلى استيلاء تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية على بلديات المدن الكبرى في آمد، وان، وماردين، مؤكداً أن "هذا الاستبداد يوضح أن السلطة تريد أن تحكم البلاد بالقوة لأنها لم تعد تملك شيئاً لتقدمها للشعوب".

وأوضح تملي أن محاولات تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية، المحرضة ضد الشعب الكردي، هي محاولات محكومة بالفشل، وقال: إن "نظام الدولة لا يسير على هذا النحو، يجب أن يتحلى تفكير نظام الدولي بالمنطقية، هنا أقصد أنه يجب عليهم، أن يعرفوا الحقوق السياسية للشعوب القديمة على هذه الأرض، عليهم أن يخلقوا إرادة جديدة بين الشعوب للتعايش فيما بينهم، عليهم أن يكونوا حقوقيين وديمقراطيين، نحن مجبرين على خلق نظام على هذا الأساس".

الانقلاب السياسي غير شرعي ومرفوض تماماً

وطالب تملي بتصعيد النضال الديمقراطي، ضد الطغمة الفاشية، وقال: "إن جميع الشعوب في تركيا، وعلى رأسهم الشعب الكردي، والكادحين، والنساء وجميع القوى الديمقراطية، سوف يصعدون من نضالهم ويتكاتفون ضد هذا الانقلاب السياسي وأن ذهنية الوكلاء والقائمين بأعمال الحكومة، ومن خلال الاستيلاء على البلديات، غير مشروعة ومرفوضة تماماً، وعلينا التشهير بهذه الذهنية التسلطية للحكومة القائمة، والوقوف في وجهها".

لن يستطيعوا الوقوف في وجه نضالنا التاريخ

وأشار تملي إلى الوضع الذي تعيشه السلطة والدولة في تركيا ومشروعية الخط الثالث، الذي انتهجه حزب الشعوب الديمقراطي، موضحاً: "نتفهم مدى شراسة الهجمات التي تشنها الحكومة القائمة، لأنهم لا يملكون الحل ولا خيار لديهم، ولن تنفع محاولاتهم في ايقاف نضالنا التاريخي".

ما العمل؟

 وأوضح تملي، أنه يتطلب الإجابة على سؤال، كيفية مواجهة تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية، الفاقد للشرعية والساعي إلى شرعنة حالة الطوارئ، وقال: إن "على كافة الأحزاب السياسية والاتحادات والنقابات والحركات المجتمعية الأخرى أن تتحد للوصول إلى صيغة نضال مشترك في وجه هذا التحالف الفاشي وهذا النظام المتجبر، وأن يصرخوا في وجهه ويؤكدوا على وجودهم ومطالبتهم بحقوقهم، ورفضهم لهذا النظام المغذّي للعداء والفتنة والفاشية".

وأردف: "آن الوقت لجميع الشعوب في تركيا أن ترى وتدرك نضال الشعب الكردي وريادته للديمقراطية في تركيا، والتكاتف معه لإظهار رغبة التعايش المشترك في تركيا".

على البرلمان أن يستلم المبادرة

وأكد تملي أنه على جميع أحزاب المعارضة وعلى رأسهم حزب الشعب الجمهوري، تَسَلُم زمام المبادرة.

كما وطالب نواب حزب العدالة والتنمية، بالوقوف ضد هذه السياسات، وقال: "على نواب العدالة والتنمية أيضاً الذين فقدوا حقوقهم السياسية، الوقوف ضد هذه السياسات لأن الحكومة المتمثلة بتحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية، قد أصبح وصياً على الإرادة السياسية وينبغي الاسراع في اتخاذ خطوات جادة باسم السلام والديمقراطية وأن يصرخوا في وجه هذه الممارسات غير القانونية ويقولوا لها قف".

وقال الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي سيزاي تملي في ختام حديثه إن هذه الممارسات لا تستهدف البلديات فحسب، بل تستهدف مصادرة الإرادة السياسية الحرة، لتقود تركيا لمستقل مظلم، ودعا الجميع إلى أخذ التدابير اللازمة.