ديدار آندوك؛ الباحثة عن الحقيقة

ديدار آندوك التي استطاعت التأثير على رفاقها الكريلا جميعاً بتواضعها وعزيمتها وروحها النضالية، انضمت أخيراً في 1 أيار/ مايو 2019 إلى قافلة الشهداء.

يقول علي حيدر قيتان، أحد مؤسس حزب العمال الكردستاني (PKK) في أحد أشعاره " كلُ سعيِّ فيه حقيقة يا عزيزي"، نحن جزء من هذا الكون، لذلك نعيش على الدوام في سعيِّ وصراعِ وكفاح ونحاول أن نفهم حقيقة ما يدور حولنا والوصول إليها، وهذه الإرادة تكون في مواجهة الخطأ والقيود والظلم ومحاولات قهر الإرادة والروح والفكر.

إن السعي والبحث يدفع بالمرء إلى خوض النضال من أجل الحرية ويضعه على درب الحقيقة، لذلك السعي والبحث بمثابة نهرٍ دائم الجريان.

وعلى درب من سبقتها من مناضلات الحرية، لم تقبل ديدار آندوك أيضاً بالعيش في وطن القيود والمحرمات وانطلقت في مسيرة الحرية، تأثرت بفكر وفلسفة القيادة وتوجهت للجبال التي هي معاقل المقاومة على مدى آلاف السنين، ووَلَّدَ الظلم والاستبداد الذي يمارسه النظام الايراني على الشعب الكردي لدى آندوك، عزيمة وإصراراً كبيراً نحو الحرية، وبذلك قررت الانضمام إلى مسيرة الحرية في صفوف (PKK).

الروح الرفاقية

وتعتبر الروح الرفاقية ضمن صفوف (PKK)، من أولى الصفات التي تؤثر على المرء الذي ينضم حديثاً إلى صفوفها، على العكس من المجتمع الرأسمالي الذي يطغى الطابع المنفعي والمصالح على العلاقات بين الناس، العلاقات الرفاقية في صفوف حزب العمال الكردستاني تتميز بالمحبة والاحترام المتبادل والتضحية.

وكانت هذه الروح الرفاقية هي المنبع لذي استمدت ديدار آندوك منه القوة، وجعلتها واثقة الخطوة في مسيرتها نحو الحرية، ومن أحد أقوال قائد الشعب الكردي " أن تكون رفيقاً لرفيقك، يعني الوصول إلى جزء من الحقيقة"، وهكذا كانت آندوك في مسيرتها ونضالها.

كانت تطمح إلى القتال في شمال كردستان

وكان القتال في وجه عدو الشعب الكردي في شمال كردستان، هو طموح كل مقاتل من قوات الكريلا، وكان هذا طموح وأمل ديدار آندوك ايضاً، حيث كان حلمها الذهاب إلى آمد والقتال هناك من أجل الحرية، وحاولت كثيراً من أجل تحقيق حلمها هذا، إلى أن تمت الموافقة على طلبها في عام 2015، وبدأت في مسيرتها نحو منطقة آمد (قلب كردستان).

وتمكنت المقاتلة والمناضلة الصلبة ديدار آندوك خلال اربعة أعوام من تحقيق الكثير من الأعمال الناجحة في آمد، وقد كانت قدوة لرفاقها من ناحية الفعاليات والعمليات والحياة الرفاقية، واستطاعت التأثير على رفاقها الكريلا جميعاً بتواضعها وعزيمتها وإصرارها، إلى أن التحقت بقافلة الشهداء في 1 أيار عام 2019 في ناحية بيران بعد معركة بطولية ومقاومة صلبة.