خليل: الانسحاب الأمريكي دفع مباحثاتنا مع موسكو لتغيير موقف دمشق.. وفكرة "انضمامنا للنظام" أوهام

في حوار أجرته فضائية روناهي TV مع مسؤول لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) آلدار خليل تحدث خليل عن لقاءات الإدارة الذاتية الديمقراطية مع الجانب الروسي، وقضية المنطقة الأمنة، وتهديدات الدولة التركية، و أهمية النضال ضدها.

وفي حواره، قال خليل أنه نتيجة الصراع الذي حصل في سوريا طوال 8 سنوات لم تعد سوريا كما كانت في السابق وتحولت إلى ساحة للحرب تشارك فيها القوى العالمية. لذا يجب إيجاد حل لهذه الأزمة وهذا لن يحصل بالاعتماد على القوى الخارجية. في المحصلة سيكون الحوار والحل عبر القوى السورية. النظام السوري لا يزال يفكر بالعقلية السابقة ولم يستخلص الدروس من كل الكوارث التي حلت بسوريا، لهذا "مسد" منذ مدة تحاول إقناع النظام للعدول عن تلك العقلية والقبول بتغير النظام الحالي إلى نظام ديمقراطي. وأعتبر خليل أنه ما لم يقبل النظام بتغير نفسه فالأحداث التي حصلت في العام 2011 ستحصل مرة أخرى.

واشار إلى أنه قبل ثلاثة اشهر او أكثر كان هناك لقاءات ما بين مسد والنظام لكن للأسف موقف النظام لم يكن إيجابيا. وتابع: "مؤخراً لجئ مسد والإدارة الذاتية إلى روسيا لحل الأزمة، فروسيا لها تأثير كبير واذا ما أرادت فستكون قادرة على إقناع النظام بقبول مبادرة حل الأزمة وتكون الطرف الضامن. ومن خلال اللقاءات مع الجانب الروسي، هناك بوارد امل للوصول إلى صيغة معينة لتطوير ونجاح الحوار مع النظام. إلى الأن لم يحصل لقاء مع النظام السوري بشكل مباشر".

وأعتبر آلدار خليل أن قرار الانسحاب الأمريكي كان عاملاً مساهماً في دفع المباحثات مع موسكو، وهذا لان القرار أدى إلى خلط التوازنات في المنطقة وهذا دفع موسكو إلى الشعور بالخطر من التوازنات الجديدة التي قد تحصل في المنطقة.

الأن كل القوى المتصارعة تحاول التقرب من الإدارة لان وقوف الإدارة الذاتية إلى جانب أي طرف سيمنحه القوة والنجاح، كل طرف له مشروع، ونحن أيضاً أصحاب مشروع وهو تحقيق السلام والدفع باتجاه العيش المشترك لكل مكونات المنطقة وحل القضية الكردية ودمقرطة سوريا، اما مشروع النظام هو إعادة المنطقة إلى سيطرته، ومصلحة الروس هي إثبات نفسها على أنها طرف فعال، وان روسيا عادت إلى مكانتها العالمية، أما الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالح وخطط محاربة داعش ومنع تمدد النفوذ الإيراني وصراعها مع الروس. كل هذه عوامل تمنح القوة للإدارة الذاتية لتواصل مشروعها، ولهذا الإدارة الذاتية غير مجبرة على استعجال الموقف واتخاذ قرارات مستعجلة.

وردا على سؤال حول "هل هناك أي ضغوطات من قبل النظام السوري ودعوات للانضمام إلى الجيش العربي السوري، ومجلس الشعب والاكتفاء ببعض الوظائف في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية حالياً؟"، أعتبر آلدار خليل أن هذه أحلام يعيشها النظام، فما حصل هنا هي ثورة حقيقية واكثر من 8 آلاف شهيد، وشعب يناضل ومؤسسات والمناطق المحررة تعادل مساحتها مساحة العديد من الدول في المحيط. ومناطق شمال سوريا من حيث التنظيم تختلف كثيراً عن باقي المناطق التي قبلت بالمصالحة وعادت إلى حضن الوطن، والإدارة الذاتية تدير ما يزيد على 30 % من المساحة السورية وهذه المساحة هي المنطقة الاستراتيجية والغنية بالمواد الطبيعية.  

وفيما يتعلق بالمنطقة الآمنة، قال: "بلا شك اذا كنت جاراً لتركيا (وهنا اقصد السلطة وليس الشعب التركي وخاصة اذا كانت البلاد تدار من قبل شخصية فاشية مثل اردوغان)، فأنت بحاجة إلى منطقة أمنة. والحقيقة نحن فعلاً بحاجة إلى منطقة أمنة، وهذا للتخلص من التهديدات التركية. فأردوغان و"في الكثير من لقاءاته مع أمريكا يقول لهم انه يخشى من وجودنا وإدارتنا. لكننا نقول العكس فتركيا هي التي تهددنا وهي التي احتلت عفرين، جرابلس، وإدلب، والباب ويحاول احتلال المزيد من المناطق وإحياء الميثاق الملي وكسر إرادة شعوب المنطقة وهو الذي سعى بكل قوة لتدمير سوريا. فلولا التدخل التركي ودعم الجماعات المرتزقة التي ذهبت إلى إسطنبول ومن هناك تأسست العلاقة فيما بينهم فلربما كان الوضع في سوريا اليوم مختلفاً ولما حصلت كل هذه الحروب. لذا ومن اجل العيش في امان يجب إلغاء تأثير ودور تركيا في سوريا وهناك حاجة إلى حماية المنطقة على مستوى دولي ويجب فرض حظر جوي لمنع الطيران التركي من قصف المنطقة ويجب أن تكون هناك قوات دولية تنتشر على الحدود لمنع توغل القوات التركية. تركيا تريد تدمير المنطقة وبناء نظام مشابه لنظام الرئيس المصري الاسبق مرسي، وهذا من خلال دعم الجماعات التابعة لتركيا. تركيا ترفض المشروع الديمقراطي في سوريا وأردوغان يرفض تطور مشروع اخوة الشعوب، بل على العكس يعمل على خلق فتنه بين الكرد والعرب".

وحول دور سوريا الديمقراطية في وحدة سوريا قال: "نحن ندعو إلى بناء سوريا على أساس إدارات ذاتية، وفي حال التفاوض مع النظام فسنقدم المشروع او خارطة طريق وهي سوريا ذات إدارات ذاتية وهذا هو المشروع الفيدرالي. المهم بالنسبة لنا هي أن ندير مناطقنا بأنفسنا على أن لا نكون منفصلين عن دمشق".

وأكد آلدار خليل على أن تركيا بالأساس دولة احتلال وهي تحتل منذ سنوات طويلة شمال كردستان وهناك ملايين الكرد يقبعون تحت الاحتلال التركي أكثر من 24 مليون. وما تمارسه تركيا بحق الكرد والقوى الديمقراطية في تركيا معروف للعالم اجمع.

وأكد مسؤول لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) آلدار خليل أن مقاومة كوفن مقاومة تاريخية ولها أهمية كبيرة، وبهذه المقاومة سيكتب تاريخ جديد لان فاشية أردوغان لن تتوقف دون خيار المقاومة والإصرار على النضال الكبير. وتابع: "منذ سنوات طويلة والعزلة مفروضة على أوجلان وتمارس شتى الانتهاكات على شعبنا في شمال كردستان وكل القوى الديمقراطية في تركيا، وهجمات وحشية على الكريلا، إلى جانب عميات اعتقال السياسيين".

وأكد أن حملة الإضراب التي أعلنتها كوفن لاقت تضامناً داخليا وخارجياً كبيراً ولها تأثير كبير على الراي العام وهذا ما دفع الفاشية إلى الاعتراف بتأثيرها ويزرع الرعب في داخلة. بالتالي سيكون له تأثير إيجابي أيضاً بالنسبة لـ روج آفا وهذا لان تطور الحوار وحل القضية الكردية في شمال كردستان سيكون تطوراً لحلها في سوريا أيضاً وبالمقابل مع تمتين أركان فاشية أردوغان في شمال كردستان تزداد تهديدات نظامه الفاشي على روج آفا.

ولفت إلى أنه اذا ما تمكنت كوفن من خلال نضالها التأثير على قرار الدولة التركية ورفع العزلة عن أوجلان فلا شك هذا سيؤثر على الوضع في روج آفا. اذا أرسلت تركيا وفودها إلى إمرالي فهذا يعني قبولها العودة إلى الحوار لحل القضية الكردية لان أوجلان هو الذي يمثل السلام والحرب وهنا ستتراجع وتيرة تهديديات نظام أردوغان على روج آفا. لذا نستطيع أن نعتبر هذا النضال نضال من اجل روج آفا أيضاً وضمان مكتسبات الثورة.

وشدد آلدار خليل على أنه "لا شك هناك أزمة داخلية في سوريا لكن في النهاية سيكون هناك حل لهذه الأزمة والخلافات، لكن بالنسبة لنا التدخل التركي هو مصدر هذه الأزمة وعدم الاستقرار والعامل الرئيسي في تراجع الوصول إلى حل للازمة الداخلية في سوريا. أردوغان يعمل على خلق المشاكل في الخارج للتهرب من أزماته الداخلية وخداع الداخل التركي من خلال إبراز القضايا الأمنية، بالتالي المجتمع يغض النظر عن الأزمة الداخلية ويلتف حول أردوغان. لكن بالنسبة لنا نحن مكونات سوريا واذا ما اردنا حل حقيقي للازمة السورية فيجب على الجميع اليوم أن يدرك أن الخطر الأول علينا هي تركيا".