حزب اليسار الألماني يعقد ندوة حول السلام في سوريا بمدينة نورنبرغ

عقدت لجنة السلام والسياسات الدوليّة التابعة لحزب اليسار الألماني ندوة بعنوان "سبل الوصول إلى السلام في سوريا"، وذلك في مدينة نورنبرغ الألمانيّة حاضر فيها مسؤولون في مجلس سوريا الديمقراطيّة.

وتضمّنت الندوة محورين رئيسيّين، الأوّل هو قضيّة المعتقلين والمختفين قسراً في سوريا، تحدّثت فيها العضو المؤسّس في حركة "عائلات لأجل المعتقلين"، فدوى محمود التي أكّدت أن لا سلام يتحقّق في سوريا دون الإفراج عن المعتقلين في السجون السوريّة، سواء لدى النظام أو الفصائل المسلّحة ودون كشف مصير المختفين قسراً.

وفدوى محمود هي زوجة المناضل السوري عبد العزيز الخيّر الذي اعتقلته أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري مع ولده ولا يزال مصيره مجهولاً، حيث أوردت في حديثها تفاصيل عن وضع المعتقلات السوريّة والنشاطات التي تقوم بها حركة "عائلات لأجل المعتقلين" بخصوص ملفّ المعتقلين بالعموم.

وأشارت محمود إلى أنّ الحركة شاركت في العديد من المحادثات والنقاشات الدوليّة التي تمّت حول الأزمة السوريّة موضحة أنّهم قدّموا قوائم بأسماء المعتقلين للأمم المتّحدة والمنظّمات الحقوقيّة المعنيّة مؤكّدة على أنّ ملفّ المعتقلين هو جزء لا يتجزّأ من الحلّ في سوريا.

وتضمّن المحور الثاني العدوان التركي على شمال سوريا، حيث تحدّث الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطيّة، رياض درار ونائبة الرئاسة المشتركة، مجدولين حسن عن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطيّة لشمال وشرق سوريا والحرب التي خاضتها قوّات سوريا الديمقراطيّة ضدّ تنظيم داعش الإرهابي وباقي الفصائل الراديكاليّة والتي أدّت إلى تحرير كافة مناطق شمال وشرق سوريا من التنظيم والقضاء على وجوده العسكري.

ولفت درار إلى العدوان التركي على شمال وشرق سوريا، بدءاً من عفرين ووصولاً إلى سرى كانية (رأس العين) وتل أبيض، موضحاً أنّ المجتمع الدولي يتحمّل مسؤوليّة احتلال تركيا لأراضٍ سوريّة.

بدورها، انتقدت مجدولين حسن الدور الألماني في الحرب التركيّة على شمال سوريا، مستنكرة صفقات السلاح بين برلين وأنقرة "تلك الأسلحة التي استخدمتها تركيا في حربها على عفرين ومناطق أخرى أدّت إلى مقتل عدد كبير من المدنيّين، وهذا الأمر منافٍ للقوانين الدوليّة ومنافٍ للقوانين الألمانيّة نفسها".

وتحدّت القيادي في حزب اليسار الألماني في مدينة نورنبرغ، وسام أبو حسّون لوكالة فرات للأنباء ANF عن "معارضة" حزبه للهجوم التركي على شمال سوريا حيث أنّ اليسار "يرفض كافة أشكال الحروب.. وفيما يخصّ الحرب التركيّة على شرق سوريا، فقد وجّه حزبنا انتقادات لاذعة للحكومة الألمانيّة التي دعمت أنقرة في حربها بالسلاح والمعدّات العسكريّة".

وتطرّق أبو حسّون إلى دور الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني في الحرب التركيّة على عفرين، بدايات العام 2018، منتقداً وزير الخارجيّة الألماني السابق، زيغمار غابرييل، الذي ينتمي للاشتراكي الديمقراطي، ودوره في تصدير دبّابات ليوبارد للجيش التركي، بعد لقاء تمّ بينه وبين نظيره التركي مولود جاويش أوغلو حيث "استخدم الجيش التركي تلك الدبّابات في هجومها على عفرين.. على الرغم من قرار ألمانيّ، حينها، بوقف صادرات السلاح لتركيا".

ونوّه إلى معارضة حزب اليسار لسياسات الحكومة الألمانيّة فيما يخصّ علاقاتها مع تركيا، سواء في المجال السياسي أو العسكري وحتّى الاقتصادي، مضيفاً "لدينا نشاطات مندّدة بهذه السياسات عن طريق تنظيم ندوات ومحاضرات تسلّط الضوء على الدور التركي السلبي في سوريا من خلال احتضانها لفصائل جهاديّة متطرّفة، بعضها مصنّفة على قوائم الإرهاب العالمي. إلى جانب استخدام أنقرة ملفّ اللاجئين السوريّين كورقة ضغط وابتزاز ضدّ ألمانيا وعموم أوروبا".

وأكّد القيادي في حزب اليسار على "العمل المشترك" للحزب في إطار البرلمان الألماني و"تشكيل تحالفات مع باقي الأحزاب التي تعارض سياسات الحكومة الألمانيّة من أجل وضع حدّ لها في تعاطيها مع الدولة التركيّة حول ما يجري في سوريا واعتماد الاقتصاد أساساً للعلاقات بين برلين وأنقرة".

يُشار إلى أنّ عضو مجلس مدينة نورنبرغ عن حزب اليسار، تيتو شولر حضر الندوة وألقى كلمة أكّد فيها على مواصلة الحزب تحرّكاته الدبلوماسيّة لدعم شعوب شمال وشرق سوريا في وجه العدوان التركي وسبل تشكيل رأي عام مناهض للدعم الذي تقدّمه الحكومة الألمانيّة لأنقرة على كافة الصعد.