تقرير: مجموعات المعارضة استفادت من تجربة تركيا في تهجير الكرد من عفرين

أصدرت مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية بحثاً موسعا تحت عنوان "النضال من أجل حقوق الإسكان والأراضي والملكية العادلة اجتماعيا في سوريا والعراق وليبيا"، تناولت فيه الانتهاكات والجرائم التي تعرضت لها مجموعات سكانية معينة لأسباب مختلفة.

وتضمن البحث المؤلف من 140 صفحة تقريراً موسعاً عن جرائم وانتهاكات الاحتلال التركي والمجموعات التابعة له بحق أهالي مقاطعة عفرين المحتلة منذ بدء العدوان في 20 كانون الثاني 2018 والتي تتمحور عن الإسكان والأراضي والممتلكات.

ويتحدث الكاتب توماس ماكجي، باحث دكتوراة في مركز بيتر مكملين بكلية الحقوق في جامعة مالبورن الإسترالية، عن مصادرة الاحتلال التركي والمجموعات المرتبطة به لمنازل أهالي مقاطعة عفرين وإعطائها لأهالي مناطق سورية أخرى بعد طرد السكان الأصليين.

وفي سياق متصل، يتطرق الباحث في تقريره المعنون بـ "لا شيء لنا بعد الآن: انتهاكات الإسكان والأرض والممتلكات في عفرين" إلى عمليات النهب والسلب التي تعرضت لها غالبة مناطق المقاطعة على يد المجموعات المرتبطة بتركيا ويبرز أهمية الدور التركي في تعزيز عمليات النهب وتقديم خبراتها في هذا المجال، حيث يشير الكاتب إلى أن تركيا لها خبرات سابقة في عمليات التهجير والمصادرة بحق سكانها الأصليين أي الكرد المتواجدين في تركيا.

ويفتتح ماكجي تقريره بإعطاء خلفية تاريخية للانتهاكات المنظمة التي تعرض لها الكرد في سوريا منذ مرحلة ما بعد الاستقلال عن فرنسا، حيث يتحدث الكاتب عن قانون التعريب الصادر عام 1952 والذي قضى حينها بمصادرة مساحات هائلة من السكان الكرد وإعطاء هذه الأراضي لمجموعات عربية من محافظة الرقة.

ويتابع الكاتب قائلاً إن قرار التعريب تبعته قرارات أخرى من قبل حكومة البعث التي تولت السلطة في ستينات القرن المنصرم وقامت بزيادة حجم الضغوطات على السكان الكرد، مؤكداً أن الانتهاكات بحق الكرد فيما يخص الملكية استمرت حتى قبل بدء الحراك الثوري في سوريا، حيث صدر المرسوم رقم 49 لعام 2008 والذي منع عمليات نقل الملكية لكافة الأراضي الواقعة حتى عمق 25 كم من الحدود الدولية دون موافقة الحكومة المركزية مع اعتبار الحسكة بالكامل مشمولة بالقرار.

وينتقل الباحث في جامعة مالبورن الإسترالية فيما بعد للحديث عن عفرين بعد مرحلة الاحتلال التركي داعماً تقريره بمقابلات مع 25 شخصاً من مقاطعة عفرين المحتلة تعرضت ممتلكاتهم الشخصية أو ممتلكات أقاربهم للنهب والمصادرة.

فريدريش إيبرت (بالألمانية: Friedrich-Ebert-Stiftung) تختصر: FES) هي مؤسسة سياسية ألمانية كانت مرتبطة بالحزب الديمقراطي الاجتماعي، ولكن مستقلة عنه الآن. أنشئت في عام 1925 بوصفها إرث سياسي لفريدريش إيبرت، وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيا في ألمانيا، هي أكبر وأقدم المؤسسات الألمانية المرتبطة بحزب. يقع مقرها الرئيسي في بون وبرلين، ولها مكاتب ومشاريع في أكثر من 100 دولة. وهي أقدم منظمة ألمانية لتعزيز الديمقراطية، التثقيف السياسي وتعزيز القدرات الفكرية والشخصية المتميزة للطلاب.