السفير الأمريكي بالقاهرة: نتعامل مع استفزازات تركيا من خلال العقوبات.. ومؤسساتنا تتابع إجراءات إدراج الاخوان على قوائم الارهاب

على الرغم من قلّة ظهوره الإعلامي، إلا أن القائم بأعمال السفير الأمريكي في القاهرة أهتم بتوضيح سياسة بلاده في المنطقة، معتبرا ان التضارب وسوء الفهم الذي اصاب السياسة الأمريكية نابع من "الأخبار الكاذبة" على حد وصفه.

وأكد توماس جولدبرجر القائم بأعمال السفير الأمريكي في مصر على وجود توتر متصاعد مع تركيا بعد إتمامها صفقة منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية "إس- 400"، ولإصرارها على التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، مؤكدا ان هذا السلوك أدانته كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واعتبرته "أعمالا استفزازية".

وأشار القائم بالأعمال إلى قانون "مكافحة أعداء أمريكا" المعروف بـ"كاتسا"، الذي يعاقب اقتصادياً كل كيان أو بلد يتعامل تجارياً مع قطاعات الدفاع والاستخبارات الروسية، وتابع: "نحن الآن نرى ما يمكن فعله في سياق تطبيق هذا القانون على الحالة التركية".. مضيفا: "لدينا قلق أيضاً من المحاولات التركية المستمرة للتنقيب عن الغاز قبالة قبرص، ونددنا بمثل هذه الأفعال واحتججنا عليها معتبرين إياه عمليات استفزازية، وهو ما حذرنا تركيا منه".

وفي الوقت الذي أكد إدانة بلاده للتنقيب غير القانوني الذي تقوم به تركيا قبالة سواحل قبرص، أعبر جولدبرجر عن تفاؤله باكتشافات الغاز فى مصر، مؤكدا حماس بلاده "لمنتدى غاز البحر المتوسط"، الذى يتخذ من القاهرة مقراً له ويضم كل دول شرق المتوسط المنتجة للغاز.

وقال القائم بالأعمال الأمريكي في القاهرة خلال لقاء مع عدد من الصحفيين المصريين بمقر إقامته هذا الاسبوع: "لدينا خطة واضحة لمنع التهديدات الإيرانية، لا نريد حربا معها، سنمنعها من امتلاك سلاح نووي، ولن نقبل بامتلاكها إياه، ولدينا من الضغوط والعقوبات الاقتصادية ما يجبرها على التفاوض"، وتابع: "نريد التحدث مباشرة معهم لا عبر وسطاء".

وأكد جولدبرجر هناك تحديات تفرضها إيران في المنطقة، بدءاً من محاولات الحصول على السلاح النووي الذي يهدد العالم والمنطقة، وصولا لمحاولة زعزعة الاستقرار في عدد من دول المنطقة كما في سوريا  واليمن وليبيا ولبنان، وحتى التوترات التي تتسبب بها في مياه الخليج العربي وتهديد الملاحة الدولية.

وحول موقف بلاده من دعم قطر للإرهاب قال جولدبرجر: "الولايات المتحدة ترى أن الدوحة اتخذت خطوات مهمة نحو تجفيف منابع تمويل الإرهاب ولكن نطلب منها المزيد، وخطواتها ربما لا تكون مرضية بالقدر الكافى، والمطلوب منها وقف هذا التمويل نهائياً".

الولايات المتحدة تدرس إدراج الاخوان على قوائم الارهاب

وحول مسألة إدراج الاخوان على قوائم الارهاب وتأكيد واشنطن على دعمها لمصر في مواجهة هذا التهديد، قال: "لا أحد يستطيع أن يقول إن أمريكا متهاونة أو ليست قوية فى موقفها المناهض من الإرهاب، ونعلم أن مصر عانت ربما أكثر من أى دولة فى العالم من الإرهاب فى السنوات الأخيرة، ونحن نتابع أنشطة هذه الجماعات المختلفة ونحدد مسئوليتها عن الأعمال الإرهابية، ولدينا أجهزة تتابع العملية القانونية وفقاً للقانون الأمريكى، ونحن ندرس بعناية شديدة إمكانية إدراج الإخوان كجماعة إرهابية، ونتعاون مع مصر فى كافة السبل لضرب الإرهاب وتجفيف منابعه".

مباحثات لتشكيل "ناتو عربي"

وأعتبر القائم بالأعمال الأمريكي إن سياسة بلاده في السنوات الأخيرة تؤكد أنها ليست اللاعب الوحيد في مشاكل المنطقة. و"لكن على دول المنطقة أن تتحمل نصيبها من المسؤولية في مواجهة التحديات المشتركة"، موضحا أن "مشاورات بلاده مع دول الخليج العربي الست والأردن ومصر حول تشكيل التحالف المعروف إعلاميا بالناتو العربي لمواجهة مثل هذه التحديات".

وأوضح جولدبرجر أن فكرة الناتو العربي لا تتوقف فقط على التنسيق والتعاون الأمني والعسكري بين دول الخليج ومصر والأردن والولايات المتحدة، بل يتضمن المشروع أيضا تعاونا اقتصاديا وتبادلا تجاريا في المنطقة والولايات المتحدة، فضلا عن تنسيق سياسي، موضحا ان بلاده لا تزال "تعمل مع حلفاءها لتحديد الإطار الحاكم لتلك العلاقة"، مشيرا إلى أنه من الناحية العسكرية، "يتضمن مشروع الناتو العربي مشاركة جميع المكونات العسكرية البحرية والبرية والجوية، للدفاع عن كل الدول في المنطقة".

ونفى القائم بالأعمال الأمريكي انسحاب مصر من مشروع "الناتو العربي"، قائلا: "لا يوجد اتفاق نهائى حتى يمكن أن نقول إن مصر أو دولاً أخرى قد انسحبت منه... الأمر كله ما زال قيد المفاوضات والتنسيق".