زوهات كوباني: نتجه نحو سوريا جديدة وهذا يتطلب تفاهمات وتوافقات يجب مناقشتها سويا

أكد عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، زوهات كوباني، ان عقد ملتقى الرقة التشاوري جاء بعد عدم تمكن الشخصيات الوطنية السورية في الداخل والخارج من المشاركة في لقاءات ستوكهولم بسبب الظروف التي شهدتها وما تزال تشهدها الساحة السورية.

مرت على الازمة السورية عشرة أعوام وما يزال الشعب السوري يعاني ويلات هذه الازمة ويبحث عن حلول كي يصل لبر الأمان، وتعد مناطق شمال وشرق سوريا الشريك الرئيس في البحث عن هذه الحلول بالرغم من تعرضها للهجمات المستمرة من قبل دولة الاحتلال التركي بهدف افشال مشروعها في الإدارة الذاتية التي تنتهج فكرة الامة الديمقراطية واخوة الشعوب، هذه الإدارة التي تناضل من اجل ترسيخ الامن والسلام لكافة شعوب المنطقة والشرق الأوسط، حيث تسعى للتواصل مع كافة الأحزاب السياسية والمكونات باختلاف اطيافها واتجاهاتها من خلال عقد وتنظيم المنتديات والملتقيات بهدف إيجاد حل للازمة السورية، يناسب جميع المكونات السورية وكان اخر هذه الملتقيات ملتقى الرقة التشاوري الذي انعقد في الثاني من شهر أيلول الجاري والذي استمر ليومين وقد شارك فيها خمسون مندوباً من شخصيات وطنية وأحزاب سياسية وحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني.

وفي هذا السياق اجرت وكالة فرات للانباء ANF، لقاء مع عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، وعضو اللجنة التحضيرية لملتقى الرقة التشاوري، زوهات كوباني، والذي اوضح ان هذا الملتقى جاء بعد عدم تمكن الشخصيات الوطنية السورية في الداخل والخارج من المشاركة في لقاءات ستوكهولم بسبب الظروف والأزمة والإجراءات التي تشهدها سوريا حيث قال: "كان هذا الملتقى احد قرارات اللجنة التحضيرية للقوى والشخصيات الديمقراطية التي تعمل على عقد مؤتمر للقوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية، بعد اللقاءات التي جرت في ستوكهولم والتي لم تستطع الشخصيات الوطنية السورية في الداخل والخارج المشاركة فيها نتيجة الظروف، حيث اتخذنا قرار بعقد لقاءات ونقاشات موازية للنقاشات التي جرت في لقاءات ستوكهولم، وعليه تم اتخاذ قرار بأن نجري لقاء في مدينة حلب والذي انظم اليه ثلاثون شخصية من عدة محافظات سورية والآن في الرقة كما سنعقد لقاء في مدينة قامشلو في الأيام المقبلة".

وعن الهدف من عقد مثل هذا الملتقى والمحاور الاساسية التي تم تناولها صرح زوهات كوباني، ان المحاور التي تناولتها اللجنة التحضيرية للملتقى هي القضايا التي من الممكن ان تشكل إشكالية امام السوريين في المستقبل ومنها ضرورة واهمية الحل السياسي في سوريا، الهوية الوطنية الجامعة واللامركزية، وقال: "اننا نتجه لسوريا جديدة وهذا يتطلب تفاهمات وتوافقات لذلك يجب مناقشتها سوياً أي يجب ان نزيل جميع العقبات والعراقيل التي ستشكل عائقاً امامنا عندما سنجتمع في المؤتمرات القادمة، والاشكاليات الرئيسية التي نناقشها هي كيف سيكون مستقبل سوريا السياسي لذلك ضمن هذه المحاور التي نناقشها هي الهوية الوطنية الجامعة، هذه الهوية التي سببت العديد من القضايا في السابق، فالهوية التي كانت تشهدها سوريا هي الهوية الأحادية وهذه الأحادية سببت لنا قضايا عديدة بالرغم من ان مجتمعنا هو عبارة عن موزاييك وفسيفساء جميل يجمع جميع الاطياف والمكونات سواء من الجانب الاثني او من الجانب الديني لذلك يجب ان نستخرج توافقات بأن تكون الهوية مركبة ومرنة تضم جميع الاطياف والمكونات السورية، أي يجب عدم فرض الهوية القسرية، فتاريخ سوريا شهد تغير بالهويات بشكل طوعي وهذا امر إيجابي، اما الجانب الاخر الذي تم نقاشه هو محور اللامركزية، فالمركزية الفضة في سوريا اوصلتنا الى حالة انسداد واقتتال وعدم الثقة ببعضنا البعض كشعب سوري واحد، وفرض احكام مسبقة تجاه بعضنا البعض، لذلك الحل الناجع كسوريين هو اللامركزية، أي يجب ان يكون لأي شخص في أي محافظة من المحافظات السورية، الإرادة والحق في تقرير مصيره، والا تكون القرارات مركزية مرتبطة بجهة واحدة ولا تلبي متطلبات المحافظات الاخرى وفقاً لتكوينها ولطبيعتها ومكوناتها، لان هذه الذهنية ستشكل عقبة لسوريا المستقبل".

كما وتطرق زوهات كوباني الى المخرجات التي توصل لها ملتقى الرقة التشاوري، حيث قال: "توصلنا للعديد من المخرجات منها يجب ان تأخذ هذه الحوارات الإطار الاوسع حت يتم مناقشة هذه المحاور والعديد من المواضيع الأخرى بمشاركة العديد من النخب السياسية والأحزاب الأخرى والشخصيات المستقلة، ومناقشة جميع القضايا التي ستشكل عائقاً امام سوريا المستقبل، أي يجب الا نتوقف عند هذا الحد بعد اختتام الملتقى، بل يجب عقد لقاءات عديدة مع العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والكتل والأحزاب المستقلة، كما يجب مشاركة النتائج التي توصل له هذا الملتقى مع ملتقيات ستوكهولم وهذا يتوقف على دور المجتمع المدني بأن يكون فعالاً بشكل أكبر حتى يتمكن من اظهار بصمته في الحوارات؛

وفي ختام حديثه اكد عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، وعضو اللجنة التحضيرية لملتقى الرقة التشاوري، زوهات كوباني، بأن الملتقى شهد مداخلات جيدة وقيمة ولم يتم تقييمه في اطار واحد وانما في العديد من الاطر  وقال: "قدم المشاركون في ملتقى الرقة التشاوري، مداخلات غنية سواء من الزملاء او الزميلات والشخصيات المستقلة التي كان لها دور فعال وايجابي في الوصول لحلول خلال الازمة السورية، حيث أغنت آرائها وافكارها النقاشات والمحاور التي تم النقاش حولها وتم الوصول الى توافق حول اللامركزية على أساس جغرافي والهوية الوطنية الجامعة  ونعتقد انها ستدخلنا في أمور مفصلية نحن بحاجة لها كسوريين والى حل مستدام مما يدفعنا نحو سوريا المستقبل خالية من الازمات ، سوريا التي ستصبح نموذجاً لجميع الدول وهذا سيحمينا من التدخلات الخارجية سواء أكانت احتلال او مصالح، لان هذه الدول تستغل نقاط الضعف التي نواكبها من تمييز وفروقات وعدم  توافق الحقوق بين جميع المكونات، حيث  لم تتخذ هذه الدول الإجراءات اللازمة لحل القضايا وتمسكت بفكرة وجود قضية القوميات في سوريا، وقامت بدعم الأنظمة التي تمارس سياسات تصعد من الازمة في الداخل بدلاً من حلها، كي تجد لنفسها الذريعة للتدخل في شؤوننا، لهذا نحن نسعى للوصول الى وضع نمنع فيها هذه التدخلات، نحن قادرون عل حل قضايانا بأنفسنا ولدينا العقول التواقة لترسيخ سوريا الديمقراطية، برأيي التوافقات التي تظهر خلال هذه النقاشات تمنحنا امل كبير بأننا نحن السوريون قادرون ان نحل قضايانا وقادرون على اختيار نموذجنا الصحيح الذي يناسب واقعنا وطبيعة منطقتنا، وستقف هذه التوافقات كسداً منيعاً امام  الهجمات التي تتعرض لها الأراضي السورية، نحن نرفض ان نكون خاضعين للخارج، ونريد ان ندير انفسنا بأنفسنا كسوريين وفقا لطبيعتنا، فلكل مكون في سوريا ثقافة وتاريخ عريق ومن حقه ان يعيش وفقا له وليس من حق أي نظام ان يجرده من ثقافته، أي بمعنى اخر ان المجتمع هو عبارة عن صيرورة تاريخية يطور نفسه بنفسه ونحن نسعى بأن نرسخ هذه النقاط خلال هذه الملتقيات وايماننا قوي بشعبنا في تحقيق هذه التطلعات".