تواترت وتصريحات رسمية تركية توحي بشن عملية عسكرية جديدة في شمال وشرق سوريا وهي العملية التي تصر انقرة على ضرورتها وتلوح بها بين الحين والأخر وذلك لاستكمال أهدافها في الداخل السوري وخصوصاً منطقة تل رفعت بهدف احتلال وقضم المزيد من الأراضي السورية..
وفي هذا السياق اجرت وكالة فرات للأنباء ANF لقاء مع الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة عفرين زلوخ بكر والتي أشارت " انه من خلال المشهد السياسي بسوريا عامة وفي شمال وشرق سوريا خاصةً نلاحظ انه ليس هناك فرق بين الاحداث السياسية التي تدور الان والتي حدثت في السنوات الأولى من الازمة السورية وبسبب تدخل الدول الإقليمية والدول العالمية بالأزمة السورية نرى بأنه ليس هناك أي جديد ولا أي حل بخصوص الازمة السورية ، فلقد رأينا العكس ازداد الشرخ والتعمق بالأزمة والتهجير والقتل والنهب والخطف في سوريا.
وتابعت زلوخ " نخص بالذكر مناطق شمال وشرق سوريا وهي التي تعد المناطق الأكثر اماناً في سوريا من حيث محاربتها للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) والتي حررت رقع واسعة في الشمال السوري وبالكاد هذه الأمور جميعها لم ترق لدولة الاحتلال التركي فأن الدولة التركية وتدخلها في السنوات الأولى بالأزمة السورية بحجة انها تحمي امنها القومي وحماية حدودها، ولكن لاحظنا ومن خلال هجماتها و احتلالها للبعض من المناطق السورية بأنها تدعم الفصائل الإرهابية والتي وقفت الى جانب تنظيم داعش الإرهابي من خلال دعمها ودخلت الى العمق السوري كدولة احتلال فلقد احتلت منطقة عفرين ومن بعدها سري كانيه وكري سبي وامام صمت عالمي، ولم تقف أي دولة بوجه هذه الخروقات التي تقوم بها تركيا في العمق السوري.
وأضافت زلوخ " ان أطماع الدولة التركية لم تقف امام احتلال هذه المدن فقط فأهدافها هي احتلال مناطق أخرى وبالتحديد مناطق شمال شرق سوريا وهذه الاطماع تأتي في إطار التهديدات والهجمات والتدخل بأمور المنطقة كون مناطق شمال شرق سوريا كما ذكرت في حديثي هي أكثر المناطق استقراراً في سوريا بحكم وجود الإدارة الذاتية التي تخدم نفسها وتخدم شعبها وجميع المكونات التي تحتضنها وهذه الأمور لا تروق لدولة الاحتلال التركي ولا تصب بمصالح واطماع الدولة التركية.
واكملت " خلال الآونة الأخيرة نرى بأن دولة الاحتلال التركي تقوم بالتهديد بشن عمليات عسكرية على مدن أخرى في شمال شرق سوريا ونخص بالذكر مدينة تل رفعت، كوباني ، منبج ، تل تمر ومن خلال تصريحات رسمية تركية وامام انظر الجميع وتحت منابر الاعلام بأن العملية العسكرية الجديدة ستكون في تل رفعت وان اردنا تحليل هذا المشاهد السياسي الذي راينا بعض مشاهدها سابقاً في عفرين عندما كانت الدولة الروسية هي الضامنة لحماية الأراضي السورية وشعبها من أي عملية عسكرية لكن مع الأسف الدولة الروسية هي ايضاُ تسعى الى مصالحها في مناطق تواجدها كما تفعل القوات الأمريكية في مناطقها اثناء شن الدولة التركية عملية عسكرية في كري سبي وسري كانيه ، والاحداث تعيد نفسها من خلال هذه التهديدات ويجب ان لا ننسى بأن تل رفعت يقطنها الالاف من مهجري منطقة عفرين الذين تهجروا قسراً من ديارهم ، ان التهديدات التركية تهديدات مباشر للمدنيين العزل الذين ليس لهم أي مأوى ، وهذه التهديدات تشكل خطر مباشر على محافظة حلب لان دولة الاحتلال التركي تريد ان تسترد امجادها العثمانية القديمة، فدولة الاحتلال التركي لا تضع أي اعتبار للقوى المتواجدة في شمال السوري.
وأوضحت بكر " الحكومة السورية إضاعت السيطرة على بعض المناطق السورية خلال سنوات الازمة والان ومن خلال الاتفاقيات تستعيد المناطق التي هي تحت سيطرة الفصائل المسلحة وخير مثال على ذلك عندما قايضت عفرين بالغوطة ورأينا بان الحكومة السورية لم تستطيع ان تقوم بتصفية الفصائل المسلحة في دمشق ، من المحتمل بأنه هناك اتفاق روسي تركي وإعادة ما حصل في عفرين ، كي تضع يدها على الخط التجاري M4 وهذا للتنازل لتركيا عن بعض المناطق في شمال شرق سوريا وبالأخص المناطق الكردية التي قامت بتحرير مناطقها من القوى الإرهابية.
وفي الختام قالت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة عفرين زلوخ بكر" نرى بأن هناك ازدواجية وتناقض بالعلاقات سواء كانت تركية روسية او أمريكية ، فلذلك نحن نطالب المجتمع الدولي والدول المتدخلة بالشأن السوري ان تكون ذات موقف واضح وصريح اتجاه انتهاكات الدولة التركية وتهديداتها بين الحين والأخر والسياسة التي تتبعها بحق شعوب شمال وشرق سوريا والتي هي سياسة الانكار والامحاء و وضع حد لممارسات دولة الاحتلال التركي واخراجها من الأراضي السورية لأنها هي التي تصنع الإرهاب لتنفيذ اجنداتها في الداخل السوري ، لذلك نحن أهالي عفرين نقول ان التهديدات التركية ليست بجديدة ومستمرون بنضالنا سواء اتجاه التهديدات او سياسة الحرب الخاصة، ونحن في مناطق الشهباء خيارنا الوحيد هو المقاومة بوجه الاحتلال التركي لغاية الوصول الى عفرين وتحريرها وتحرير كافة المناطق المحتلة.