وصف قصف مخيم مخمور بالبحث عن انجاز وهمي محسن عوض الله:اردوغان فشل في مواجهة العمال الكردستاني

أشار الباحث المصري محسن عوض الله، بأن اردوغان ونظامه يحاولون فرض واقع جديد على الأراضي العراقية والتمدد عسكرياً داخلها مستغلين غياب الدولة العراقية بشكل كامل وتفتت وتشتت القوى السياسية فيها، وعدم وجود رد فعل قوي من قبل إقليم كردستان والحكومة العراقية.

أشار محسن عوض الله، الكاتب والباحث المصري و رئيس تحرير جريدة الشمس نيوز أول صحيفة مصرية متخصصة في الشؤون الكردية والتركية، من خلال حوار خاص لوكالة فرات للانباءANF، بأن التدخل التركي في إقليم كردستان هو تدخل ليس في إقليم كردستان فقط، بل هو تدخل في عموم الأراضي العراقية، منوهاً بأن مخيم مخمور ليس من ضمن اعمال إقليم كردستان وهي ارض  متنازع عليها وتتبع لمحافظة نينوى لكنها الأقرب للموصل وبأنه عندما يتم الحديث عن الموصل يطرأ في اذهاننا جميعا الميثاق الملي والذي يتحدث عن تبعية الموصل وكركوك للدولة التركية وبالتالي اردوغان ونظامه يحاولون احداث ما يمكن وصفه بالواقع الجديد وفرض واقع جديد على الأرض العراقية والتمدد عسكرياً داخلها مستغلا غياب الدولة العراقية بشكل كامل وتفتت وتشتت  القوى السياسية وعدم وجود رد فعل  قوي سواء من جانب إقليم كردستان او من جانب حكومة بغداد الاتحادية.

وتابع عوض الله: يجب ان نعترف ان فكرة السيادة هي مسؤولية الدولة المركزية، وإقليم كردستان حمايتها تؤول للبشمركة لكن و بالاصل الامر يؤول وفق الدستور العراقي المتعارف عليه الى حكومة  بغداد وبالتالي من وجهة نظري اعتقد ان التدخل  التركي في العراق بشكل  عام او في سوريا وليبيا هو محاولة من نظام اردوغان للهروب الى الامام والقفز على المشكلات الداخلية التي يعاني منها اردوغان وحزب العدالة والتنمية داخل الساحة السياسية التركية في ظل الازمات الاقتصادية التي تلاحق تركيا والوضع المتردي سياسيا او اقتصاديا خاصة بعد الازمات المتتالية  سواء ازمة الاعتقالات ومحاولة اغلاق حزب الشعوب الديمقراطي او ازمة التجسس على  زعماء المعارضة  في الداخل وبالتالي هنالك أزمات  داخلية كبيرة ويحاول  اردوغان  من خلال العمليات العسكرية الخارجية الهروب والقفز عليها .

وأكد عوض الله: الدولة العراقية بكل اطيافها تعجز من ان تواجه التدخل التركي وهذا الصمت وهذه ردود الفعل الخجولة طبعا لا ترتقي لهذه الانتهاكات التركية المستمرة ولكن كما قلنا العراق ليس بدولة فالمليشيات تمزقه وحتى اذا نظرنا الى هذا الرد فعل الضعيف من الدولة والحكومة العراقية وإقليم كردستان نجد ان هذا الرد الفعل ضعيف او صامت جدا وخجول وأيضا من قبل المليشيات الموالية للنظام الايراني المليشيات الشيعية سواء الحشد الشعبي وكافة اطيافه وفصائله الموجودة داخل الأراضي العراقية.

ومضى: لم نجد أي عملية عسكرية  او أي قصف  يستهدف  الاحتلال التركي  في  العراق كما يحدث مع  معسكرات الجيش الأمريكي في  العراق وبالتالي  هذا يوحي طبعا بوجود اتفاق او تواطؤ إيراني او توصية إيرانية لميليشياتها الموجودة في العراق بعدم الاقتراب من القوات او الوجود التركي في العراق وطبعا سيظل هذا الصمت المخزي من جانب  الحكومة العراقية، ربما الامر له علاقة أيضا بالانتخابات وعدم رغبة القوى السياسية في العراق  بخسارة الطرف التركماني او التابعين  لتركيا  داخل الساحة العراقية، ويبقى القول الفصل ان العراق اصبح ساحة مستباحة  للدولة التركية والجيش  التركي يفعل فيها ما يشاء وهناك احتلال قائم بالفعل في العراق.

واكمل عوض الله: الجامعة العربية اعجز من ان تتخذ  موقفاً حاسماً من الممارسات التركية في العراق  يعني شاهدنا تركيا تحتل سوريا وسط صمت عربي و أحتلت العراق وليبيا بصمت عربي وبالتالي الحديث عن الجامعة العربية هو نوع من اضاعة الوقت لان العرب جثة هامدة تنتظر الدفن والجامعة العربية هي كيان ميت لا يمكن التعويل عليه وانتظار موقف حاسم منه في أي شكل من الاشكال  .

وتابع: مخيم مخمور ومزاعم اردوغان انه  تحول  الى معقل للمقاتلين الكرد هي حجة جديدة ومبرر  لاستهدافه يعني اردوغان الذي فشل في مواجهة معاقل حزب العمال الكردستاني بشكل رسمي تلك المعاقل المعلنة في جبال كاي وقنديل، يبحث عن مخيم للمدنيين  يتم قصفه وتحقيق انجاز وهمي من خلال الحديث عن قتلى وجرحى في قصف تركي لمخيم مخمور ،طبعا هو بحث عن انجاز وهمي فضلا  عن ان مخيم مخمور جغرافياً يقع بالقرب من محافظة الموصل التي تمثل  في الذهنية التركية  جزء من الإمبراطورية العثمانية البائدة بالتالي اردوغان ربما يحاول التمدد كما قلنا في محافظات  ومناطق جديدة داخل العراق من اجل فرض واقع جديد كما اسلفنا بحيث يتم الغاء اتفاقية لوزان في  2023 وربما نجد اردوغان يطالب بمناطق جديدة كان وضع يده عليها مثل مخيم مخمور وقد يمتد الى ما بعد المخيم الى الموصل وكركوك والى غير ذلك من المدن العراقية.

وأشار عوض الله: الاتفاق الذي كان بين الحكومة التركية وصدام هو يشبه الاتفاق الذي كان بين  تركيا وسوريا  في عهد بشار الذي يسمح بالتدخل التركي في مساحة قليلة جدا اعتقد خمسة كيلومتر في الداخل السوري لكن كما نرى والواقع يكشف فان تركيا تستغل تلك الاتفاقية التي يفترض انها كانت مع النظام البائد لفرض واقع جديد ، فالحديث عن التدخل الشرعي هو امر مخالف للحقيقة تركيا تحتل العراق احتلال عسكري وهناك وفقا لبيانات إقليم كردستان اكثر من  500 قرية  تم تهجيرها بالكامل هناك عشرات النقاط العسكرية والقواعد العسكرية التركية داخل العراق وبالتالي نحن نتحدث عن احتلال واقعي احتلال يستهدف اراضي اقليم كردستان بشكل كامل يستهدف السيادة العراقية وسط صمت عراقي وعربي وصمت دولي لا اجد له أي مبرر سوى التواطؤ .

وأختتم الكاتب والباحث المصري و رئيس تحرير جريدة الشمس نيوز، محسن عوض الله، حديثه بالقول: المنطقة تتجه الى المزيد من التوتر والصراع الذي لن يتوقف في ظل الطموحات التركية ومحاولة نظام اردوغان التمدد داخل الدول العربية وبحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، يجب ان يدرك نظام اردوغان ان الحرب والعمليات العسكرية لن تجلب امن ولا سلاما للدولة التركية اردوغان ربما يستغل فكرة حزب العمال للتمدد واذا قلنا دخل اردوغان الى العراق وسوريا بحجة ملاحقة حزب العمال  الكردستاني فهل حزب العمال الكردستاني يتواجد في ليبيا هل يتواجد  في ارمينيا هل يتواجد في أوكرانيا، هي حجة بالية، حزب العمال هو حزب مقاوم ويبحث عن حقوق الشعب الكردي الذي ينتهكه اردوغان بشكل كامل وبالتالي بقاء هذه السياسة التركية في المنطقة ربما تقودنا الى المزيد من التوتر والأزمات في الشرق الأوسط في ظل عدم وجود حل او عدم رعاية المجتمع الدولي لحل سلمي للقضية الكردية التي لا تقل أهمية عن القضية الفلسطينية في المنطقة، القضية الكردية محور أزمات مناطق سوريا والعراق وتركيا وايران اذا تم حل هذه القضية اعتقد ان الامر سيقود المنطقة الى هدوء واستقرار وربما تنعم شعوب المنطقة بالمزيد من الامن والأمان ولكن بقاء هذه القضية بلا حل في ظل الانتهاكات التي لم تتوقف من قبل الجيش التركي وطموحات لا تنتهي لنظام اردوغان في التوسع في المنطقة بشكل كامل ومد نفوذه في الكثير من دول اعتقد ان الامر لن ينتهي قريبا وستظل هناك بؤرة مشتعلة في الشرق الاوسط لن تجد من يطفئها حتى يتم التخلص من أحلام وطموحات نظام اردوغان او رحيل نظام اردوغان ووصول نظام يعترف بحقوق الشعب الكردي في تركيا.