تستمر هجمات جيش الاحتلال التركي على أراضي جنوب كردستان وبالتحديد على مناطق الدفاع المشروع، الهجمات حملت طابعاً جديد بازدياد عمليات القصف باستخدام الاسلحة المحرمة دوليا، ومن جهة أخرى تعمل تركيا على التشجيع على التطرف ونشر الأفكار العنصرية التي حصدت مؤخراً أرواح 7 مدنيين كرد في مدينة قونيا.والذي يؤكده السياسي الكردي أحمد خليل، والذي اعتبر أن الهجمات التركية على جبال كردستان ومناطق الدفاع المشروع هي هجمات ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة.
"الأنظمة التي احتلت كردستان عملت على سرقة حضارته"
وأشار أحمد إلى أن الانقسامات والتجزئة التي تعرضت لها كردستان أسهمت في حد كبير بتجزئة المجتمع أيضاً وازدياد السياسيات التي تهدف إلى إمحاء الوجود الكردي مع ثقافته وتاريخه من قبل الأنظمة التي احتلت أراضيه، وعملت على سرقة حضارته.
كما وأردف قائلاً "من أجل ذلك تعرضت الهوية الكردية لعدد من النكسات التي أثرت فينا كشعب، فحقوق الكردي كإنسان لم تكن لتُقبل عند الدول الرأسمالية المتفقة مع الدولة التركية".
الكردي تُستحل دمائه عند دولة الاحتلال التركي
أما عن الجريمة الأخرى التي وقعت بحق عائلة كردية في قونيا قال أحمد "الكردي عندما كان ينطق بالكردية لانتقاد الواقع المعاش الذي يمر به والمفروض عليه، كانت تُستحل دمائه إما للقتل أو الاعتقال والخطف وخاصة عند دولة الاحتلال التركية".
وتابع "تاريخ الدولة العثمانية حافل بالجرائم التي ارتكبها والابادة الجماعية التي نفذها بحق الشعوب المضطهدة، هذه الجرائم التي لم تثني لا البشر ولا الشجر ولا الحجر، وقد نالت اسم الوحشية عن جدارة".
فيما رأى أحمد أن تأسيس الامبراطورية العثمانية أتى على جهد وتعب العبيد الذين سخروهم وعاملوهم بوحشية في هضبة الأناضول قائلاً "الترك جذورهم تنتمي إلى المغول والتتار، وبالتالي هم ليسوا بأصحاب الأرض الحقيقيين وإنما محتلين فرضوا انفسهم بالقتل والتهجير منذ القدم على حساب السكان الأصليين للمنطقة".
سياسات حفزت الشعب على المطالبة بحقوقه
في حين رأى أحمد بأن سياسات الإبادة التي تنتهجها تركيا ضد الكرد ، هذه السياسات حفزت الشعب لتشكيل الأحزاب والمطالبة بحقوقها وخاصة الشعب الكردي ما جعلهم عرضة للمجازر وهي الطريقة الوحيدة التي تتعامل بها الدولة التركية لتحقيق مصالحها". وقال أيضاً "عندما نتحدث عن الانتهاكات لا بد لنا أن نذكر مسألة عفرين، فالجميع بات على علم بما يحدث فالتاريخ يتم إمحائه في عفرين عبر سرقة الاثار، وتهجير مئات الالاف من سكانها الاصليين وهو ما يقع في خانة التغيير الديمغرافي".
تركيا الفاشية لا تحترم القوانين وجرائمها تخطت المنطق
ولخص السياسي الكردي أحمد خليل حديثه إلى أن الدولة التركية الفاشية لا تعطي أولوية للقانون الدولي ولا تحترم المبادئ الإنسانية المعمول بها، بل تعمل على وضع مصالحها أمام كل شيء منوها بالقول"الهجمات الأخيرة على مناطق الدفاع المشروع في جنوب كردستان من قبل تركيا والتي ترجع جذورها إلى قبل أربعين عام، ولجوء تركيا لاستخدام الأسلحة الكيميائية لإخماد هذه الثورة يأتي بعد فشل جميع محاولاتها في تحقيق أي تفوق ".
كما قال أحمد بأن الدولة التركية الفاشية تجرأت على قتل جنودها قبل مدة عبر قصف مكان اعتقالهم بجبال كردستان،"وهذا إن دل على شيء فهو شرعنة استخدامها للغازات ويمكننا القول بأن جيش الاحتلال التركي عندما يأمر بقصف عناصره فهولا يكترث لأمرهم سوى استخدامهم كأدوات لقمع الشعوب".
وأشارإلى أن الجرائم التركية تخطت المنطق لأنها تمددت إلى قتل الطبيعة عبر حرق وقطع ألاف الاشجار من جبال كردستان، منوهاً إلى أن هذه الممارسات ترتقى لجرائم حرب إلى جانب حبس المياه. وأنهى السياسي الكردي أحمد خليل حديثه بالتأكيد على ضرورة تضافر الجهود وتدخل الدول الإقليمية والدولية لكبح جماح دولة الاحتلال التركي ومحاسبتها على جرائم الحرب التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها من استخدام للأسلحة الكيماوية ونشر العنصرية لخلق اقتتال بين الشعوب المتعايشة بالشرق الأوسط.