هجوم انتحاري جديد في اليمن.. هل تعود القاعدة لسابق عهدها
باغت تنظيم القاعدة سكان محافظة أبين في جنوب اليمن بهجوم انتحاري جديد، أسفر عن مقتل 16 جندي، مما يدق أجراس الخطر حول عودة التنظيم لسابق نشاطه رغم مقتل اثنين من قادته خلال السنوات الأخيرة.
باغت تنظيم القاعدة سكان محافظة أبين في جنوب اليمن بهجوم انتحاري جديد، أسفر عن مقتل 16 جندي، مما يدق أجراس الخطر حول عودة التنظيم لسابق نشاطه رغم مقتل اثنين من قادته خلال السنوات الأخيرة.
كشفت وسائل الإعلام اليمنية، عن تعرض مقر للواء الثالث دعم وإسناد لهجوم انتحاري بمنطقة الفريض في مديرية مودية، وذلك عبر انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحم المقر العسكري، مما أسفر عن مقتل 16 جنديا، واحتراق صهريج وقود وانهيار جزء من السور.
ويعد اللواء الثالث دعم وإسناد أحد القوات الرئيسية المشارك ضمن القوات الجنوبية في عملية سهام الشرق لمواجهة التنظيمات الإرهابية بأبين، مما يثير التساؤلات حول سبب وقوع الهجوم واهدافه وهل يمثل عودة جديدة للتنظيم المتشدد للتأثير في اليمن.
الدعم العسكري لتنظيم القاعدة
وتعتبر محافظة أبين الأكثر عرضة لهجمات القاعدة خلال الفترة الماضية والتي أسفرت عن مقتل قائد الحزام الأمني في أبين عبد اللطيف السيد، غير تاريخ عمليات التنظيم الدموي في اليمن والذي يعد أشهرها الذي استهدف المدمرة الأميركية "يو أس أس كول" عام 2000 في ميناء عدن، وأدى إلى مقتل 17 من أفراد طاقمها وجرح 39 آخرين.
يقول اسماعيل طماح، قائد وحدة مكافحة الإرهاب بالعاصمة عدن في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت القوات المسلحة الجنوبية في محافظة أبين، دليل واضح ان ذلك التنظيم الارهابي، لازال ينفذ خططه ويوجه ضرباته الإرهابية ضد الشعب الجنوبي وقواته المسلحة ومشروعها التحرري العادل دون غيرهم.
وأضاف، أن هذ التنظيم الإرهابي بما يسمى أنصار الشريعة ما هو إلا أداة بيد أحزاب سياسية يمنية شمالية، حيث يتلقى هذا التنظيم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي من تلك الأحزاب عبر جهاز المخابرات، بهدف إلقائها في بعض المحافظات الجنوبية، وتحريك التنظيم ضد شعب الجنوب وقواته المسلحة عند الحاجة.
وأشار القائد العسكري الجنوبي، إلى أنه من الأشياء المعروفة دائما قبل أي عملية إرهابية يبدأ الإعلام المعادي بالتشويه والتحريض، ضد القيادة السياسية الجنوبية وقواتها المسلحة والدعوات للفوضى، بغرض زعزعت الأمن والاستقرار واختلاق الفوضى في الجنوب، وهذا ما تريده الجماعات الارهابية وداعميها ولكن هذا امر مستحيل، ولن يحققه الأعداء.
وأكد "طماح" أن تلك العملية الإرهابية الجبانة لن تزيد القوات المسلحة الجنوبية إلى إصرار وعزيمة بمواصلة المعركة ضد تلك التنظيمات الإرهابية، واجتثاثه وداعميه وقطع منابعه حتى تطهير أرض الجنوب شبرا بشبر من تلك الشرذمة الدخيلة على المجتمع الجنوبي.
وحول وجود رد من القوات الجنوبية تجاه العملية الأخيرة، قال قائد وحدة مكافحة الإرهاب بالعاصمة عدن، إن هناك خطة سياسية وعسكرية جديدة، لازالت القيادة السياسية ممثلة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تدرسها، مع القيادة العسكرية والأمنية العليا للقوات المسلحة الجنوبية، وذلك لاختيار الخطة المناسبة لمواجهة تلك التنظيمات الإرهابية في محافظة أبين.
وبيّن طماح في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الخطط القادمة تهدف لتطهير المحافظة من تلك العناصر الضالة، وبسط السيطرة الكاملة للقوات الجنوبية المسلحة، وفرض الأمن والاستقرار في هذه المحافظة الذي قد عانت الكثير وتضررت كثيرًا، منذ تواجدت تلك التنظيمات الإرهابية،
عودة جديدة لتنظيم القاعدة
تأتي الهجمات الجديدة بعد تعيين تنظيم القاعدة في اليمن قائد جديد له هو سعد العولقي، خلفاً لخالد باطرفي الذي قضت عليه غارة أمريكية، والعمليات المتتالية ضد التنظيم من القوات الجنوبية خاصة في محافظة أبين.
يقول سعيد بكران الخبير الجنوبي بالجماعات المتطرفة في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه في حقيقة الأمر العملية الأخيرة في أبين هي أول عملية بهذا الحجم في زمن القائد الجديد لتنظيم القاعدة سعد عاطف العولقي الذي خلف القائد السابق خالد باطرفي، مبيناً أنها بلا شك مؤشر خطير على توجه التنظيم للعودة بقوة في واجهة الأحداث خاصة من بوابة الجنوب.
وأضاف، أن استخدام التنظيم للعمل الانتحاري مؤشر آخر ذو أوجه مختلفة في التحليل منها إن هذه العودة للعمل الانتحاري واستخدامه بعد ابتعاد التنظيم عن هذا النوع من العمل ربما يؤشر إلى النجاحات المهمة التي حققتها عمليات القوات الجنوبية في أبين وشبوة مما ضيق الخناق على التنظيم ودفعه للعودة للعمليات الفردية الانتحارية.
وأشار "بكران" إلى أن العملية ربما تكون مؤشر ايضاً على تصميم التنظيم للعودة بقوة وانتقام أكبر وجرعة ترويع أعلى قد تنجح في استعادة الوجه الصارم للتنظيم بعد توالي الضربات وخسارة الجغرافيا ورحيل القادة واحداً تلو الآخر.
دور حزب الإصلاح
ويشير الكثير من المحللين أن الهجوم الأخير هو ثمرة التحالفات بين تنظيم القاعدة وجهات سياسية يمنية مثل مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان في اليمن الممثل في حزب الإصلاح.
بينما يقول نصر هرهرة مقرر الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في تصريح خاص لوكالة الفرات للأنباء (ANF)، أن العملية الأخيرة هي عملية تفجير انتحاري قام بها شخص انتحاري من محافظة اب الشمالية استهدفت قوات عسكرية جنوبية تحارب الإرهاب في محافظة أبين وتحديداً مديرية مودية.
وأضاف، أن الارهاب في الجنوب يرتبط بالقوى السياسية الشمالية وخاصة حزب الإصلاح الجناح اليمني لتنظيم الإخوان، ويستخدمون الإرهاب لثني شعب الجنوب عن تطلعاته، مشيراً إلى أن العمليات الارهابية من قبل حرب 94م وهي تستخدم ضد إرادة الجنوبيين ومحاربة الجنوب.
ويرى هرهرة في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الحرب على الجنوب من قبل حزب الإصلاح لم تتوقف وهي مستمرة على كافة الأصعدة وبكل الطرق والأساليب، ومن يشن تلك الحرب ليسوا بحاجة الى مبررات لشنها.